وثقت وزارة الزراعة الفلسطينية جرف الاحتلال الإسرائيلي واقتلاعه أكثر من 8 آلاف شجرة في الضفة الغربية خلال أسبوع واحد في شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وذكرت أن أغلب الأشجار التي اقتلعها الاحتلال كانت أشجار الزيتون، مما كبد المزارعين الفلسطينيين خسائر مالية كبيرة بالإضافة إلى الأضرار البيئية.
وقال ياسر اشتية، المدير العام لمديرية الزراعة في نابلس، للجزيرة مباشر، إن ما يجري على الأرض يشكّل “هجمة شرسة وممنهجة على قطاع الزيتون في الضفة الغربية بأكملها”، مؤكدا أن المزارع الفلسطيني هو المستهدف الأول من هذه الاعتداءات.
وأضاف اشتية أن “هذا الرقم لا يعكس حالة استثنائية أو طارئة، بل إن اقتلاع أشجار الزيتون وتجريفها بات مشهدا يوميا يتكرر في محافظات عدة، لكن ما جرى خلال الأسبوع الماضي كان الأوسع من حيث العدد والمساحة في سياق اعتداءات متواصلة لم تتوقف منذ سنوات”.
وأشار إلى أن تصاعد وتيرة الاعتداءات خلال الفترة الأخيرة انعكس بشكل مباشر على دخل المزارعين الذين يعتمدون بشكل أساسي على إنتاج زيت الزيتون، باعتباره مصدرا رئيسيا لأرزاقهم.
وقال إن تراجع الإنتاج هذا الموسم وارتفاع أسعار زيت الزيتون يرتبطان بمنع المزارعين من الوصول إلى مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، سواء خلف الجدار الفاصل أو قرب الطرق الالتفافية أو بذريعة اعتبارات أمنية وعسكرية، مؤكدا أن وزارة الزراعة تسعى، ضمن الإمكانات المتاحة، إلى تقديم الدعم الفني للمزارعين وتعزيز صمودهم في أراضيهم.
بدوره، روى ثائر حنني للجزيرة مباشر تفاصيل ما جرى لأرضه الزراعية في “بيت فوريك” التي اقتلع منها المستوطنون عشرات أشجار الزيتون.
وأضاف حنني: “شجرة الزيتون تشكل العمود الفقري لحياة الفلاح الفلسطيني، كان في أرضي نحو 60 شجرة زيتون، قبل أن يعمد المستوطنون إلى اقتلاعها وتخريب السياج وسرقة الأعمدة وكل ما يتعلق بالأرض”.
وتابع: “نحن نربي شجرة الزيتون كما نربي أبناءنا، نعتني بها سنوات طويلة حتى تكبر وتثمر، وعندما نراها مدمَّرة نشعر بقهر وألم شديدين”، مشيرا إلى أن هذا الواقع يشمل عشرات المزارعين في بيت فوريك والقرى المجاورة.
أما محمود البوم من قرية “قريوت” جنوبي نابلس، فقال إن جرافات الاحتلال اقتلعت جميع أشجار الزيتون في أرضه الزراعية الواقعة خلف منزله.
وأضاف اليوم أن الاحتلال برر عملية التجريف بذريعة أن المنطقة “عسكرية مغلقة”، مؤكدا أن مشهد الأشجار المقطوعة خلّف ألما كبيرا في نفوس العائلة.
ووجّه البوم رسالة للعالم دعا فيها إلى التضامن مع المزارعين الفلسطينيين، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الأرض والإنسان، ووقف سياسة الاستيلاء على الأراضي من دون وجه حق.
خسائر
وقدرت وزارة الزراعة الفلسطينية الخسائر الناجمة عن اقتلاع جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه أكثر من 8 آلاف شجرة زيتون خلال أسبوع واحد بنحو 7 ملايين دولار.
ووفق معطياتها، تركزت الاعتداءات في شمالي الضفة الغربية ووسطها، حيث اقتلع الاحتلال 5 آلاف شجرة زيتون في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، و3 آلاف شجرة أخرى في ترمسعيا شرق رام الله.
كما رصدت الوزارة عمليات تجريف إضافية شملت 156 شجرة زيتون في مخماس شرق القدس، و100 شجرة تين في بلدتي رامين والنزلة الشرقية بمحافظة طولكرم، إضافة إلى 13 شجرة زيتون في قرية الفندق شرق قلقيلية، و19 شجرة زيتون، بينها 10 أشجار معمّرة في دير استيا بسلفيت والمنيا في بيت لحم، في اعتداءات تصفها الجهات الرسمية بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واستهداف مباشر لمقومات الصمود الفلسطيني.
المصدر: الجزيرة