خمس طرق سهلة تجعلك من أبطال الذاكرة القوية

نتمنى جميعاً أن نتمتع بذاكرة أفضل تسعفنا في تذكر قائمة التسوق فور الدخول إلى المتجر، أو في تذكر السبب الذي دعانا للصعود للطابق العلوي بمجرد وصولنا إليه، أو في ترسيخ المعلومات في أذهاننا بسهولة فور قراءتها.

وثمة طرق عديدة مجربة، لتقوية الذاكرة وتحسين الحفظ. لكن ما الذي توصلت إليه آخر الأبحاث حول أساليب تقوية الذاكرة التي قد نراها مستقبلا؟

1: المشي للخلف

قد نظن أن المكان والزمان شيئان مختلفان لا يمتان لبعضهما بصلة، رغم أن الزمان كثيراً ما يتداخل مع المكان في أحاديثنا دون أن ندري. فقد نقول مثلاً إننا نلقي هموم الماضي “وراء ظهورنا”. وقد يتخيل معظم الناس، أن الماضي مساحة مترامية الأطراف وقد صار خلفنا، والعكس مع المستقبل.

وخلص أحد البحوث إلى أن البشر عندما يحاولون استحضار حدث من الماضي، فإنهم يعيدون ترتيب المعلومات في أذهانهم عكسياً. فإن أول ما يلفت نظرنا، على سبيل المثال، عندما تقع أعيننا على شيء ما، الرسومات والألوان ثم بعدها نحاول التعرف على طبيعة الشيء. لكن العكس يحدث عندما نحاول استرجاع تفاصيلة لاحقاً، إذ نتذكر أولاً الشيء نفسه، وبعدها تفاصيله، إن حالفنا الحظ.

ما رأيك في رسم قائمة التسوق بدلاً من كتابتها؟ في عام 2018، كلف باحثون مجموعة من الشباب والمسنين بحفظ قائمة من الكلمات، ثم قسموا المجموعة إلى فريقين. وطلبوا من فريق ربط كل كلمة برسم معين، ومن الفريق الآخر كتابة كل كلمة أثناء تعلمها.

وكان تأثير الرسم على الذاكرة ملحوظاً للغاية، إلى درجة أن المسنين في الفريق الأول، تمكنوا من استرجاع الكلمات بنفس كفاءة الشباب. وقد ساعد الرسم مرضى الخرف أيضاً على التذكر.

ويرجع ذلك إلى أننا عندما نرسم شيئاً فإننا نجبر أنفسنا على إمعان النظر في التفاصيل، وهذا التفكير العميق يساعدنا في التذكر. ولهذا فإن مجرد كتابة قائمة التسوق تساعدك على تذكر المزيد من الأغراض، التي تود شراءها، حتى لو نسيت القائمة نفسها في المنزل.

3: ممارسة التمارين الرياضية في الوقت المناسب

من المعروف أن التمارين الرياضية المفيدة للقلب والأوعية الدموية مثل الجري، تسهم في تقوية الذاكرة. وبينما كان تأثير ممارسة التمارين الرياضية بانتظام محدوداً على الذاكرة، فإن ممارسة التمارين الرياضية الشاقة، لفترة قصيرة أثناء اليوم، تساعد في تحسين القدرة على الحفظ، على المدى القصير على الأقل.

وقد خلص أحد البحوث إلى أن ممارسة الرياضة، في التوقيت المناسب، تُسهم في تثبيت المعلومات، وتقوية الذاكرة طويلة الأمد.

إذ لاحظ الباحثون أن الأشخاص، الذين مارسوا التمارين الرياضية، لمدة 35 دقيقة بعد أربع ساعات من حفظ قائمة من الصور المقترنة بمواقع محددة، كانوا أكثر قدرة على استرجاع المعلومات، مقارنةً بنظرائهم، الذي مارسوا التمارين الرياضية، بعد الحفظ مباشرةً.

ويتطلع الباحثون مستقبلا إلى التعرف على الوقت الأمثل، لممارسة التمارين الرياضية، للمساعدة في تقوية الذاكرة.

4: الاسترخاء

طلب باحثون من بعض فاقدي الذاكرة حفظ قائمة من 15 كلمة، ثم طلبوا منهم ممارسة مهمة أخرى، وعندما اختبروهم بعد 10 دقائق، لم يتذكروا من القائمة سوى 14 في المئة فقط من محتوياتها. لكن عندما جلسوا في غرفة مظلمة، ولم يفعلوا أي شيء لمدة 15 دقيقة، تذكروا 49 في المئة من الكلمات.

واستخدمت ميكايلا ديوار، من جامعة هيريوت وات في إدنبره، نفس الطريقة في دراسات عديدة، ولاحظت أن الاستراحة القصيرة، بعد الحفظ مباشرةً، تسهم في تحسين قدرة الأصحاء على استرجاع المعلومات، حتى بعد أسبوع كامل من حفظها.

5: القيلولة

إن بدا لك المشي للخلف أو الرسم أو التمارين الرياضية أو حتى الاسترخاء عملاً صعباً، فما رأيك بالقيلولة؟

يرى العلماء أن النوم، سواء كان أثناء النهار أو الليل، يساعد في تثبيت الذكريات، من خلال استحضار المعلومة، التي تعلمناها للتو في الذهن وتكرارها. وقد طلب باحثون ألمانيون من متطوعين حفظ أزواج من الكلمات، ولاحظوا أن عدد الكلمات التي تذكروها، بعد أخذ قسط من النوم لمدة 90 دقيقة، كان أكثر من الكلمات، التي تذكروها بعد مشاهدة فيلم.

ولاحظت أن نوم القيلولة لم يسهم في تقوية ذاكرة الأشخاص غير المعتادين عليه. ولعل هؤلاء يحتاجون لفترة أطول من التدريب أو قد يساعدهم في المقابل المشي للخلف، أو الرسم، أو الجري، أو الاسترخاء، في استرجاع المعلومات.

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Future

 

المصدر: BBC