“سنحظرهم داخل الولايات المتحدة.”
بهذه الكلمات، توعّد دونالد ترامب الشركة الصينية المالكة لتطبيق “تيك توك”، من على متن الطائرة الرئاسية الأمريكية، بعد بضعة أشهر من بدء ولايته الرئاسية الأولى في عام 2020.
وفي أغسطس/آب من العام نفسه، أصدر أمراً تنفيذياً بشأن “التهديد” الذي يمثله التطبيق للمستخدمين الأمريكيين، مؤكداً ضرورة “اتخاذ إجراءات صارمة ضد مالكي تيك توك لحماية أمننا القومي”.
ومُرر هذا القانون في أبريل/نيسان العام الماضي، بعدما انتهى المشرعون الأمريكيون إلى وجود مخاوف متعلقة بالأمن القومي تخص ممارسات “تيك توك” بشأن بيانات المستخدمين وعلاقته بـ”خصم أجنبي”.
وحذر “تيك توك” من أنه مضطر إلى وقف عملياته في الولايات المتحدة، ما لم تتدخل الحكومة قبل دخول الحظر حيز التنفيذ.
لكن البيت الأبيض يرى هذا التحذير بمثابة “حيلة” من جانب التطبيق.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير: “لا نرى أي سبب يدفع تيك توك أو شركات أخرى إلى اتخاذ إجراءات في الأيام القليلة المقبلة قبل تولي إدارة ترامب مهامها يوم الإثنين”.
وأوضح البيت الأبيض أن بايدن يرى ضرورة أن “يظل تطبيق تيك توك متاحاً للأمريكيين، بشرط أن يكون تحت ملكية أمريكية أو أي ملكية أخرى تعالج المخاوف الأمنية الوطنية التي حددها الكونغرس”.
لكن إدارة بايدن فضّلت نقل مسؤولية تنفيذ تشريع الحظر إلى إدارة ترامب الجديدة.
واتهمت بكين الولايات المتحدة بقمع تطبيق “تيك توك” بشكل غير عادل.
وقال متحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن العاصمة، يوم الجمعة: “ستتخذ الصين جميع التدابير اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة”.
ما موقف ترامب من قرار المحكمة العليا؟
حاول فريق ترامب القانوني تأجيل صدور قرار المحكمة، على أمل منحه فرصة للوصول إلى تسوية.
وفي مذكرة رفعت إلى المحكمة، قال الفريق إن “الرئيس ترامب لديه الخبرة اللازمة لعقد صفقات والتفويض الانتخابي والإرادة السياسية للتفاوض بشأن تسوية لإنقاذ المنصة مع معالجة المخاوف الخاصة بالأمن القومي التي عبرت عنها الحكومة”.
وقال الرئيس المنتخب إن قراره بشأن مصير التطبيق “سيُتخذ في المستقبل غير البعيد، لكن يجب أن يكون لدي الوقت لمراجعة الوضع”.
وخلال حملة الانتخابات الأخيرة، أظهر ترامب موقفاً معارضاً لقانون “البيع أو الحظر” الخاص بـ”تيك توك”، بينما كان يسعى إلى توسيع قاعدة مؤيديه من مستخدمي التطبيق، الذي استخدمه لاستهداف الناخبين الشباب.
وشكر الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك، شو زي تشيو، ترامب على التزامه بالعمل مع التطبيق وإبقائه متاحاً في الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن يحضر شو حفل تنصيب ترامب بالرئاسية يوم الاثنين، 20 يناير/ كانون ثاني 2025.
ويتباين موقف ترامب الحالي مع الحملة التي شنها ضد التطبيق في ولايته الرئاسية الأولى.
فقد حذّر، حينها، في أمر تنفيذي من أن “تيك توك” يجمّع “كمية كبيرة من المعلومات عن مستخدميه”. ونبه إلى أن هذا الأمر فيه مخاطرة، إذ قد “يسمح للحزب الشيوعي الصيني بالوصول إلى معلومات خاصة وشخصية تتعلق بالأمريكيين”.
هل يستطيع ترامب منع حظر “تيك توك”؟
يفرض القانون على آبل وغوغل إزالة النسخة الأمريكية من”تيك توك” من متاجر التطبيقات الخاصة بهما، ومنع أي تحديثات للمستخدمين الحاليين.
وقبيل عودته إلى البيت الأبيض مجدداً، ناقش ترامب “أزمة تيك توك” مع نظيره الصيني شي جين بينغ، في مباحثات هاتفية.
وقال الرئيس المنتخب: “أتوقع أن نتمكن من حل الكثير من المشكلات سوياً، وسيبدأ ذلك على الفور”.
وبعد صدور قرار المحكمة العليا، قال ترامب إنه “على الأرجح” سيمنح تطبيق “تيك توك” مهلة مدتها 90 يوماً.
وتقول مراسلة بي بي سي، المعنية بشؤون التكنولوجيا، ليلي جمالي، إن ترامب يمكنه أن يصدر أمراً تنفيذياً في محاولة لتجاوز الحظر بصورة ما، أو أنه قد يطلب من وزارة العدل عدم إنفاذ هذا حظر التطبيق.
وذكر مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي، مايك ولتز، لشبكة “فوكس نيوز”، يوم الخميس، أن ترامب يدرس سبل الحفاظ على وصول الأمريكيين للتطبيق مع حماية بياناتهم. موضحاً: “سنوفر مساحة لتكون هذه الصفقة موضع التنفيذ”.