أعلنت روسيا التعرض لهجوم أوكراني واسع النطاق اليوم الثلاثاء على مناطق عدة في جنوب البلاد، في حين تحدثت السلطات الأوكرانية عن سلسلة جديدة من الضربات الروسية “الضخمة” استهدفت البنية التحتية للطاقة والعاصمة كييف، وتزامن ذلك مع “مفاوضات سرية” تقودها الولايات المتحدة في أبو ظبي بين ممثلين عن موسكو وكييف.
وهزت انفجارات قوية العاصمة الأوكرانية، تزامنا مع إصدار سلاح الجو تحذيرا من هجوم صاروخي على مستوى البلاد في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء.
وأفادت السلطات بمقتل 6 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين.
وقال سلاح الجو على تلغرام إن “هناك تهديدا صاروخيا يشمل كل أنحاء أوكرانيا” في حين أعلن رئيس الإدارة العسكرية في كييف تيمور تكاتشنكو وجود تهديد صاروخي باليستي.
وأضاف المسؤول أن “مسيّرات من طراز شاهد وصواريخ كروز معادية تحلق في الأجواء. وهناك أيضا تهديد بإطلاق صواريخ باليستية وصواريخ كينجال”، داعيا السكان إلى البقاء في الملاجئ.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن عمليات توزيع المياه والطاقة تعطلت في العاصمة.
وأوضحت وزارة الطاقة الأوكرانية فجر الثلاثاء على تلغرام “في الوقت الحالي، هناك هجوم ضخم للعدو على منشآت الطاقة”. وأضافت “سيبدأ عمال الطاقة بتقييم الأضرار والقيام بإصلاحات بمجرد أن يسمح الوضع الأمني بذلك”.
ومنذ بدء الحرب عام 2022 تشنّ روسيا هجمات ممنهجة على محطات توليد الطاقة الأوكرانية، تتسبب في انقطاعات مستمرة للتيار الكهربائي، وهذا العام اشتدت وتيرة الهجمات التي تستهدف أيضا منشآت الغاز.
في المقابل، قُتل 3 أشخاص على الأقل وأصيب 8 بهجوم أوكراني على مدينة تاغانروغ ومنطقة نيكلينوفسكي المجاورة، على شواطئ بحر آزوف في منطقة روستوف، وفق ما أعلن الحاكم الإقليمي يوري سليووسار على منصة تلغرام.
وأفادت السلطات في منطقة كراسنودار الروسية المطلة على البحر الأسود أيضا بتعرض العديد من المدن لهجمات جوية أوكرانية واسعة النطاق.
وقال حاكم كراسنودار فينيامين كوندراتييف على تلغرام “خلال الليل، تعرضت منطقة كراسنودار لإحدى أقوى الهجمات وأكثرها ضخامة من قبل نظام كييف. أصيب 6 من سكان المنطقة، وتضرر ما لا يقل عن 20 منزلا في 5 بلديات”.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن دفاعاتها الجوية اعترضت 249 مسيّرة أوكرانية في أجوائها.
خطة ترامب
وتأتي هذه الهجمات المتبادلة بالتزامن مع محادثات سلام سرية بدأت أمس في أبو ظبي جمعت وزير الحرب الأميركي دان دريسكول ورئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية ووفدا روسيا، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز.
ورفضت روسيا أمس الاثنين مقترحات الأوروبية لتعديل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن أوكرانيا المؤلفة من 28 بندا.
وقال يوري أوشاكوف المستشار الدبلوماسي للرئيس فلاديمير بوتين لوكالة “تاس” الرسمية للأنباء “علمنا صباح اليوم (الاثنين) بوجود خطة أوروبية تبدو للوهلة الأولى غير بنّاءة على الإطلاق وغير مناسبة لنا”.
وعقدت محادثات بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين وأوروبيين في جنيف بصورة طارئة الأحد استنادا إلى خطة ترامب التي وصفها الأوكرانيون وحلفاؤهم الأوروبيون للوهلة الأولى بأنها لمصلحة روسيا.
ومع أن زيلينسكي رحّب الاثنين بالتقدم المحرز في جنيف، شدد على ضرورة بذل “جهود أكبر بكثير” لتحقيق “سلام حقيقي” مع روسيا وإنهاء النزاع الذي أوقع أكبر عدد من القتلى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
المصدر: الجزيرة