شارك خبير علم الآثار د. سلطان الدويش في أعمال الملتقى السنوي الرابع والعشرين لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي استضافته البحرين على مدى يومين، بحضور عدد كبير من الباحثين والأكاديميين المتخصصين في مجالات التاريخ والآثار من مختلف دول المجلس.
بهذه المناسبة، قال د. الدويش إنه قدم بحثا بعنوان «الأختام الدائرية خلال الألف الثاني قبل الميلاد في جزيرة فيلكا»، مضيفا: «تعد الأختام الدائرية أحد مظاهر الحضارة في مملكة دلمون، وقد نقلت الأختام حضارة دلمون إلى مصاف الحضارات الكبرى في العالم القديم، فهي ما طبعت بها المعاملات التجارية ونقشت بها الأشكال الدينية، ووجدت ضمن مقتنيات المنشأة الدينية». وحول تعريف الختم أوضح أن «الختم هو قطعة فنية صغيرة الحجم، تأخذ عدة أشكال وطرز مختلفة، كل شكل يرمز لحضارة من ممالك العالم القديم، وصنعت معظم الأختام من الحجز الصابوي، وعثر على الأختام في المدن التجارية والدينية مثل فيلكا، والبحرين، والظهران».
وتابع: «تستعمل الأختام علامة تجارية على البضائع المصدرة إلى الخارج، وقد وجدت آثار طبعتها على الجرار الفخارية، والقار، وسعف النخيل في ميناء الخضر الدلموني في شمال جزيرة فيلكا، وفي البحرين»، مضيفا: «انتشرت تجارة دلمون حتى وجدت الأختام الدلمونية في الفاو بالسعودية، وختم في تل الأبرق بالإمارات، وختم في لوثال بالهند، وكذلك في أور وسوسة، مما يدل على الصلات الحضارية التي تربط المنطقة بالعالم المحيط بها».
وذكر أنه نشر بحثا جديدا عن «بحرة 1 الألف الخامس قبل الميلاد» في دورية علمية محكمة تصدر عن جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية العدد 22، مبينا أن البحث يوفر معلومات مستندة إلى دراسات ميدانية وتحليلية، ومن خلال تعميق الفهم حول هذه الفترة الزمنية، لافتا إلى أنه يمكن للباحثين استنتاج الكثير عن العادات والتقاليد وأساليب الحياة التي كانت سائدة آنذاك، وكذلك يسهم البحث في تعزيز الأبحاث المستقبلية التي تتناول الموضوعات ذات الصلة.
تجدر الإشارة إلى أن ملتقى جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون يعتبر حدثاً هاماً يعكس التزام الدول بتعزيز البحث العلمي وتبادل الخبرات، وأيضا يتم من خلاله تكريم الجهود المتميزة، وتعزيز التعاون بين الباحثين.