ضيف غير مرغوب.. جرذ يثير رعب ركاب طائرة هولندية وسخرية على المنصات

أثار ظهور جرذ على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الملكية الهولندية “كيه إل إم” ردود فعل متباينة بين الذعر والسخرية على منصات التواصل الاجتماعي، في حادثة استثنائية حولت رحلة اعتيادية إلى تجربة مرعبة لـ250 راكبا كانوا على متنها.

وكانت الطائرة قد غادرت أمستردام متجهة إلى جزيرة أروبا في البحر الكاريبي، قبل أن تتجه نحو جزيرة بونير، ثم العودة لاحقا إلى أمستردام، لكن اكتشاف الجرذ في أثناء التحليق فوق المحيط الأطلسي أفسد خطة الرحلة بالكامل.

ورغم أن الجرذ لا يزيد حجمه على حجم كف اليد، فإن خطورته تكمن في قدرته على قضم الأسلاك والكابلات داخل الطائرة، مما قد يتسبب في كارثة جوية، وهو ما دفع الطاقم لاتخاذ إجراءات استثنائية للتعامل مع الموقف.

ولم يكن أمام الطاقم خيار الهبوط الاضطراري أو العودة، إذ كانت الطائرة تحلق فوق المحيط الأطلسي على ارتفاع 30 ألف قدم، لذا واصلوا الرحلة إلى جزيرة أروبا تحت مراقبة مشددة للجرذ طوال الرحلة.

وفور وصول الطائرة إلى وجهتها، أنزل الطاقم جميع الركاب وعُقمت الطائرة بالكامل، في حين وفرت الشركة إقامة فندقية للمسافرين ونظمت رحلات بديلة لضمان عودتهم بطائرات خالية من القوارض غير المرغوب فيها.

ووصف متحدث باسم الشركة الحادثة بأنها “استثنائية”، مؤكدا أن سلامة الركاب لم تكن مهددة في أي لحظة، وأن الطاقم راقب الجرذ عن قرب طوال الرحلة، ولم يُسمح له بالاقتراب من الطعام.

غير أن الخطر الحقيقي لم يكن مرتبطا باقتراب الجرذ من الطعام، بل باحتمال قضمه الأسلاك داخل المقصورة أو أسفل أرضية الطائرة، وهو ما قد يؤدي إلى عطل فني خطير يهدد سلامة الرحلة بأكملها.

ويعد الجرذ البني من أذكى القوارض وأخطرها، فهو يأكل كل شيء: من الحبوب إلى اللحوم وبقايا الوجبات وحتى النفايات، كما أن عضته مؤلمة وقد تنقل أمراضا خطرة، مما يجعله من أكثر المخلوقات التي يبغضها الإنسان.

إعلان

ورصد برنامج شبكات (2025/12/16) جانبا من تعليقات المغردين على منصات التواصل الاجتماعي الذين تفاعلوا مع حادثة الجرذ، حيث علق جيميل على تيك توك محذرا من خطورة الموقف:

هذا جرذ أضخم من الفأر، له أسنان حادة وقوية، قد يكون قضم كابلات من الطائرة، هذا خطير جدا

بدوره، سخر ألكسندر من الحادثة، متعاطفا مع الجرذ الذي أسيء فهم نيته، فغرد:

ربما لم يكن هذا الكائن الصغير يسعى لأكثر من مكان أكثر دفئا، وبما أن رحلة الخطوط الجوية الهولندية كانت تتيح مقاعد في خزائن الأمتعة، فقد قرر الفأر الذي أسيء فهم نيته التوجه إلى أروبا، قبل أن يطارده عند الوصول حشد من البشر المذعورين خارج الطائرة

أما فادو زهري، فشدد على خطورة الموقف من الناحية القانونية والفنية، مشيرا إلى أن القوانين الجوية تلزم الطاقم باتخاذ إجراءات صارمة في مثل هذه الحالات، فكتب:

هل عندكم علم أنه أخطر شيء في الطائرة وأنه لازم قانونا ينفذوا هبوطا اضطراريا لأن الفأر يأكل الأسلاك وهذا خطر

في المقابل، اقترح عبد الله حلا عمليا للمشكلة بأسلوب طريف، معتبرا أن الأمر لا يتطلب كل هذه الإجراءات المعقدة، فعلق:

لا يتطلب الأمر أكثر من قطة مدربة تدريبا جيدا لتتمكن من الإمساك به خلال 5 دقائق

وتعد هذه الحادثة واحدة من الحوادث النادرة التي تشهدها شركات الطيران العالمية، حيث تفرض معايير السلامة الجوية إجراءات صارمة لمنع دخول القوارض إلى الطائرات، نظرا لخطورتها على سلامة الرحلات.

وتحرص شركات الطيران على تعقيم طائراتها بصفة دورية ومنتظمة، إلى جانب إجراء فحوصات دقيقة لخزائن الأمتعة والمقصورات، للتأكد من خلوها من أي حيوانات أو حشرات قد تشكل تهديدا لسلامة الرحلة.

 

المصدر: الجزيرة