طلبات اللجوء في بريطانيا تسجل أعلى مستوى خلال عام

أعلنت وزارة الداخلية البريطانية أن طلبات اللجوء في البلاد بلغت مستوى قياسيا خلال عام، حيث تقدم 111,084 شخصا بطلبات بين يونيو/حزيران 2024 ويونيو/حزيران 2025، وهو أعلى رقم مسجل منذ بدء جمع هذه البيانات عام 2001.

وتأتي هذه الأرقام في وقت تواجه فيه حكومة حزب العمال برئاسة كير ستارمر، التي تسلمت السلطة في يوليو/تموز 2024، ضغوطا متزايدة من معارضين وسكان ومسؤولين محليين يعترضون على إيواء عشرات الآلاف من طالبي اللجوء في فنادق.

وتتهم المعارضة الحكومة العمالية التي وعدت بتقليص الهجرة “بفقدان السيطرة على الحدود”.

BOURNEMOUTH, ENGLAND - AUGUST 09: Police are seen with anti illegal immigration protesters as they demonstrate outside The Roundhouse hotel, on August 09, 2025 in Bournemouth, England. Protesters and counter-protesters have gathered outside hotels being used to house asylum seekers in recent weeks, as tensions flare over the government's policies on illegal migration, which has reached record numbers this summer. Some far-right politicians and campaigners have faced allegations of fanning the flames by spreading misleading data on crimes committed by foreign nationals, following isolated reports of migrant arrests in connection to sexual assault charges. (Photo by Finnbarr Webster/Getty Images)
تجمعات واحتجاجات من مناهضي الهجرة ومعارضيها أمام فنادق تؤوي طالبي لجوء (غيتي)

المركز الخامس أوروبيا

وحلت المملكة المتحدة في المركز الخامس في أوروبا بعد ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا، وفقا لبيانات وزارة الداخلية البريطانية.

وتشير البيانات إلى أن الباكستانيين يشكلون النسبة الأكبر من المتقدمين، حيث بلغت 10,1%، يليهم الأفغان والإيرانيون والإريتريون، بينما وصل نحو 40% منهم عبر المانش على متن قوارب صغيرة.

ومنذ مطلع العام الجاري، وصل ما يقارب 28 ألف مهاجر عبر هذه القوارب، وهو أعلى رقم يسجل للفترة نفسها منذ بدء توثيق العبور عام 2018.

Protestors hold a banner reading "Don't let the far right divide us with their hatred and violence: unite" as they march from Epping station towards The Bell Hotel believed to be housing asylum seekers, in Epping, northest of London, on July 27, 2025 to protest against the anti-immigrant demonstrations of the past few days.
متظاهرون يحملون لافتات مناهضة للعنصرية ومؤيدة لطالبي اللجوء خلال احتجاج في بلدة إبينغ (الفرنسية)

“فقدان السيطرة على الحدود”

وقد أثار هذا الوضع انتقادات واسعة من المعارضة التي اتهمت الحكومة “بفقدان السيطرة على الحدود”، في حين صعّد حزب “إصلاح المملكة المتحدة” المناهض للهجرة من لهجته، معتبرا أن تزايد الأعداد يثير غضب الشارع.

وقال زعيم الحزب لنايجل فاراج، والذي يكتسب حزبه شعبية مطّردة ويتقدم في استطلاعات الرأي، إن “المواطنين محقون بأن يشعروا بالغضب”. وأضاف “شوارعنا تزداد خطورة، لكن هذه الكارثة تتفاقم”.

في المقابل، أكدت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر أن الحكومة أعادت تنظيم نظام اللجوء وشددت ضوابط التأشيرات والهجرة، مشيرة إلى أن عمليات الترحيل ارتفعت بنسبة 25% خلال عام، حيث رُحّل 9072 مهاجرا، نصفهم تقريبا من رومانيا وألبانيا.

إعلان

كما أشارت إلى أن الحكومة أبرمت اتفاقيات مع دول عدة لتسهيل عمليات الترحيل وتفكيك شبكات التهريب التي تسهّل عمليات العبور.

Britain's Home Secretary Yvette Cooper walks on the day of a cabinet meeting at 10 Downing Street in London, Britain, June 11, 2025. REUTERS/Jaimi Joy
وزيرة الداخلية إيفيت كوبر أكدت أن الحكومة أعادت تنظيم نظام اللجوء وشددت ضوابط التأشيرات والهجرة (رويترز)

الفنادق لإيواء طالبي اللجوء

ويواجه ملف إيواء طالبي اللجوء في الفنادق تحديات كبيرة، إذ أظهرت الأرقام الرسمية أن نحو 32 ألفا و59 شخصا يقيمون حاليا في فنادق، بانخفاض واضح عن الذروة التي سجلت في سبتمبر/أيلول 2023 بواقع 56 ألفا و42 شخصا.

وقد شهدت بعض الفنادق، لا سيما في شمال لندن، احتجاجات مناهضة للهجرة دفعت المحكمة العليا مؤخرا إلى إصدار أمر بوقف مؤقت لإيواء اللاجئين في فندق بيل في بلدة إيبينغ الواقعة في شمال المدينة.

وكان رئيس الوزراء كير ستارمر قد تعهد بإنهاء استخدام الفنادق لإيواء طالبي اللجوء بحلول عام 2029، لأنه “مكلف للغاية”، مؤكدا سعيه إلى اتباع نهج أكثر إنسانية، رغم تعرضه لانتقادات بعد تصريحات اعتبر فيها أن المملكة المتحدة قد تصبح “جزيرة للأجانب”، قبل أن يعتذر عنها لاحقا.

 

المصدر: الجزيرة