“عنفوان الصمت” تسدل الستارعلى مهرجان “الكويت الدولي للمونودراما 7”

السعودية عرضت “غوايات البهاء”… والإمارات “مواعيد عرقوب”

مفرح حجاب

أسدل الستار على الدورة السابعة من مهرجان “الكويت الدولي للمونودراما” بمسرح المتحف الوطني، بحضور كبير من النجوم والفنانين وضيوف المهرجان تقدمهم الأمين العام المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل، رئيس المهرجان جمال اللهو، الفنان الكبير محمد جابر، الفنانين هدى الخطيب، حبيب غلوم، زهرة الخرجي، ميس قمر، بالإضافة إلى الدكتور مبارك المزعل الذي قدم عرض الافتتاح، وغيرهم.
استهل حفل الختام بلوحة مسرحية من تأليف مدير المهرجان عبدالله الرويشد، بعنوان “عنفوان الصمت”، جسدها الفنان السعودي جميل القحطاني، وأعاد العرض في بدايته تذكير الحضور بالأمجاد الرياضية، التي حققتها الكويت خلال ثمانينات القرن الماضي ومشاركتها في كأس العالم، ثم قدم القحطاني بعض النماذج من أجل ارضاء حبيبته “الكويت”، إذ حاول أن يمثل ويرسم ويتعلم كل الفنون من أجلها، وهي فكرة متميزة جاءت لتواكب الأفراح، التي تعيشها الكويت خلال شهر الأعياد الوطنية فبراير، حيث تزين المسرح بالأعلام وبعد انتهاء هذه اللوحة ظل الجميع يلوح بعلم الكويت في قاعة المسرح، حيث ألهبت اللوحة حماسة الحضور بحفل الختام.
بعدها اعتلى المسرح الأمين العام المساعد مساعد الزامل، يرافقه رئيس المهرجان جمال اللهو، لتكريم عديد ممن عملوا على انجاح هذه الدورة من فنانين وفنيين وعاملين.

لعبة التحولات
من جهة أخرى شهد المهرجان آخر عروضه لفرقة “نورس المسرحية” السعودية وأيضا لمركز “ديرة الثقافي” الإماراتي، حيث قدمت “النورس” مسرحية “غوايات البهاء”، من تأليف موفق مسعود وإعداد وإخراج وتمثيل كميل العلي، وقد وضعنا العرض أمام لعبة الممثل المشطور للغاية هو ليس أحدا يعبر عن نفسه، ولكنه منشطر ومتفرق، شخص يشاهد نفسه ومتفرج لجسده وإنسان يخرج من إنسان، ومتفرج لانفعاله لدرجة ان الممثل بدأ في مرحلة غياب أولي وكأنه مصنوع من معدن ثم تبدأ لعبة التحولات، وتلك اللعبة هي أساس صناعة المونودراما، بدت فيها التحولات وكأننا أمام دوامة كالذي يجهل مسلك الطريق، ثم مرحلة الصدمة إلى لعبة التحول الحيواني المرعب، ليتحول الممثل في قمة فنه إلى دمية يحركها شيء آخر أو شخص آخر، تلك الدمية التي تظهر قليلا الا أن لها وجودا وسيطرة وكأنها زرعت من قبل في جسد الإنسان وكأن لسان حال الدمية والمؤلف والعرض كله تقول إن الدمى في النهاية تقول اذهبوا واعلنوا ان الانسان لم يؤسر بعد فنحن أمام غواية الوصول والمغادرة في ذات الوقت… ليترك فينا العرض صدى مميزا لتجربة ثرية لممثل عرف كيف يوظف الكلمة والجسد فصنع لنفسه لعبة متعرجة.

سيرة نابغة
بينما قدم مركز ديرة الثقافي بدولة الإمارات مسرحية “مواعيد عرقوب”، ليلقي الضوء على سيرة الشاعر العربي الكبير مبارك بن حمد العُقَيْلي، الذي تمتّع بالنبوغ في العلم والمعرفة والثقافة والإبداع الشعري، رغم أنه وجد الحزن والألم محيطاً به من كل صوب، وهو من تمثيل وتأليف وإخراج عمر غباش، الذي جسد حياة هذه الشخصية الرائدة، التي وجدت الألم بكل مكان حلت فيه، بداية من اليُتم المبكر للوالدين وفقد حبيبته، وسجنه ظلماً في المعتقلات العثمانية، فالظروف لم تفِ بوعودها معه فيما يشبه “مواعيد عرقوب”.
عبر غباش، في العرض عن كل الآلام التي احاطت بالعقيلي، الذي فقد مبكراً والده، بعد أن سقط ميتاً من فوق ظهر بعيره أثناء تجواله في الأراضي العمانية، وافتقد حريته عندما ألقته السلطات العثمانية في السجن بمنطقة الاحساء التي ولد بها، وفقده الفتاة التي أحبّها “موزة”، بعد نفيه إلى العراق، ومكوثه فيها لدى شيوخ إمارة المنتفق بالناصرية، ثم تنقله بين ربوع الجزيرة العربية وسلطنة عمان والبحرين وإمارة دبي، وأقامته في مدينة مسقط تحت رعاية فيصل بن تركي بن سعيد، بعدها استقر في دبي بإمارات الساحل المتصالح العام 1897، وكان أصدقاؤه يرتادون مجلسه الذي كان يقيمه عصر كل يوم، كصالون أدبي، ومن بين مرتاديه صقر بن سلطان القاسمي، وبطي بن سهيل آل مكتوم، وغيرهما.
وقد زاره في مجلسه رجالات الأدب والفكر، وكان له علاقات واسعة مع الكثير من الأعيان في الخليج والجزيرة العربية، ومن خلال لغة سردية تقمّص غباش، مراحل كثيرة مرّ بها العُقَيْلي، كما ألقى قصائده التي كتبها بالفصحى أو العامية.

الزامل: مسرح الممثل الواحد… تجربة ثرية

أعرب الأمين العام المساعد بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مساعد الزامل، عن سعادته لنجاح الدورة السابعة من المهرجان، وقال: أشكر كل الجهود التي تكللت بالنجاح ونحن في المجلس الوطني، سنظل نقدم كل شيء من أجل نجاح أي فعالية بالكويت، ولذلك الشكر لكل العاملين سواء من المجلس أو من اللجان التي عملت على خروج المهرجان بهذا الشكل المميز، مشيرا الى أن مسرح الممثل الواحد تجربة ثرية وفيها الكثير من الشغف والاستمتاع.
واعتبر الزامل، ان هذا الحضور الكبير لعروض المهرجان يؤكد حب الناس للمسرح والوعي بقيمته، بالإضافة الى أن هذا الكم من العروض والمشاركات يؤكد أن الكويت تمتلك الكثير من الطاقات الفنية، مشددا على أن المجلس الوطني حريص كل الحرص على دعم المواهب، التي من شأنها أن تساهم في تطور الحركة الفنية بالكويت.

 

المصدر: السياسة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
يسعدنا مشاركتكم في التعليقاتx
()
x