عيد الميلاد المجيد: الفن الإسلامي ضمن لوحات رسمها فنانون من الهند لتجسيد ميلاد المسيح

كان ميلاد السيد المسيح – الحدث الديني العظيم – موضوعاً للعديد من اللوحات التي أبدعها الفنانون الغربيون، الذين غالباً ما أخرجوا ما بداخلهم من أفكار الجمال والإبداع الغربية على رقع الرسم.

تُعد هذه الأعمال من أهم علامات الفن المسيحي الأوسع انتشاراً، إذ كان لها نصيب الأسد في تشكيل نظرة العالم إلى هذا الحدث الإنجيلي وحرمت من هم خارج الغرب من المشاركة في التأثير في هذه النظرة.

لكن على مر القرون، سعى الفنانون في الهند إلى التعبير عن رؤيتهم لهذا الحدث من خلال تصوير ميلاد المسيح وموضوعات مسيحية أخرى بأسلوبهم الخاص في الرسم.

وتحدثت نيهة فيرماني، المؤرخة المتخصصة في منطقة جنوب آسيا، عن لوحة رسمها فنانون في بلاط المغول تصور الإمبراطور جهانغير في مشهد المهد، والذي يصور مريم ويوسف والطفل يسوع.

وولد جاميني روي، عام 1887، في ما يعرف الآن بولاية البنغال الغربية في الهند، وهو معروف باستحداث لغة بصرية فريدة تعتمد على الجمع بين عناصر الفن الشعبي البنغالي ولوحات كاليغات – وهو شكل فني مميز نشأ في محيط معبد مشهور في مدينة كلكتا.

وأضاف: “جذبت بساطة حياة المسيح وتضحياته انتباه روي، مما جعل لوحاته حول المواضيع المسيحية مهمة على الأقل بقدر لوحاته حول الأساطير الهندوسية، وقد رُسمت جميعها بأسلوب شعبي حديث جعله مميزاً بالنسبة له”.

ولد أنغيلو دي فونسيكا عام 1902 في ولاية غوا الغربية، ويعود الفضل إليه في إنتاج أيقونات مسيحية فريدة تزاوجت فيها التأثيرات الشرقية والغربية والإحساس الغوي (نسبة إلى ولايته).

وفي لوحاته، لم يتم تصوير العذراء مريم كفتاة جميلة ترتدي ثوباً أزرق، بل تبدو إلى حد كبير مثل امرأة هندية ذات بشرة داكنة ترتدي ساري ومانجالسوترا (قطعة من المجوهرات الهندية التقليدية التي ترتديها النساء الهندوسيات المتزوجات).

وتكشف المشاهد الإنجيلية في سياق فني محلي، كما تتميز بزخارف وعناصر تخاطب الجمهور الهندي.

وعبر فنه، تحدى دي فونسيكا الخطاب الذي يصف الغرب بأنه مهد الجمال والإبداع الفني.

 

المصدر: BBC