وتبدأ القصة بشخصية لُقّبت بـ”السنكري” أو “مسلك المجارير السياسية”، عُرفت باسم “أبو عمر”، وقدم على أنه أمير سعودي قادر على التأثير المباشر في القرار السياسي اللبناني، وفق ما عرضه برنامج “فوق السلطة” في حلقة (2025/12/26).
لكن التحقيقات أظهرت أن “أبو عمر” ليس سوى شخصية وهمية، انتحلها مصطفى الحسيان، وهو لبناني من عكار، جرى توقيفه لدى مخابرات الجيش اللبناني بتهمة انتحال صفة أمير سعودي.
وتعود خيوط القضية إلى عام 2015، حين روج خلدون عريمط، الذي تنقل -وفق الحلقة- من مخابرات حركة فتح إلى مخابرات نظام الأسد، لهذه الشخصية على أنها مقربة من صناع القرار في السعودية، مع شرط إبقاء التواصل بعيدا عن السفارة السعودية والقنوات الرسمية.
ووضعت هذه الآلية شخصيات سياسية واقتصادية بارزة في دائرة الاستهداف مثل سمير جعجع ومحمد شقير وميشال فرعون وغسان حاصباني، مقابل مبالغ مالية تراوحت، وفق روايات إعلامية لبنانية، بين 100 ألف و500 ألف دولار، تحت وعود بإيصالهم إلى رئاسة الحكومة أو المجلس النيابي أو مواقع نفوذ متقدمة.
وانكشفت الحقيقة لاحقا مع اعترافات مسجلة وتوقيف مصطفى الحسيان، ليتبين أنه تقاسم الأموال مع خلدون عريمط، قبل أن تسقط القضية نهائيا عقب نفي قاطع من السفارة السعودية لأي علاقة لها بشخص بهذا الاسم أو بأي دور من هذا النوع.
وفي هذا الإطار، قال مقدم البرنامج نزيه الأحدب: “لو سألت أي مواطن لبناني من كان يقبض الأموال من السياسيين، سيقول لك كبار ضباط نظام الأسد. ولو سألت لماذا يتقربون من الخليج، سيقول لك ليقبضوا المال”.
وعن شخصية المحتال، عرضت الحلقة مقطعا مصورا يؤكد أن الحسيان رجل فقير من عرب وادي خالد، عمل سابقا مخبرا مع أجهزة المخابرات السورية، وكان يستخدم هاتفين، أحدهما برقم سعودي مميز، لتكريس صورة “الأمير” الوهمي.
وبلغ الجدل ذروته مع تصريح رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، الذي قال إن النائب فؤاد مخزومي دفع 800 ألف دولار، وإن شخصيات أخرى دفعت مبالغ أكبر، مدعيا أن “أبو عمر” كان يبيع رئاسة الحكومة ويبدّل الأسماء، وصولا إلى الزعم بأن تعيين نواف سلام جاء عبره.
وتناولت الحلقة عددا آخر من المواضيع، وهذه أبرزها:
- جدل الاحتفال بعيد الميلاد يتجدد كل عام.
- القوات اللبنانية والتيار العوني.. تكفير متبادَل أحيانا.
- رئيس إسرائيل يقول: كراهية اليهود تتصاعد عالميا، فمن المسؤول؟
- دعوة للسوريين بالإقلاع عن عادة تعليق صور الرئيس.
- 90 مليار يورو قروضٌ أوروبية اضطرارية لأوكرانيا.
- رئيس حكومة ولاية هندية يعتدي على حجاب طبيبة مسلمة.
- عرضت أطفالها الأربعة للبيع قبل أن تتدخل الحكومة.
- مقاتل من الذكاء الاصطناعي الصيني يهاجم صانعه.
المصدر: الجزيرة