يبدأ بابا الفاتيكان ليو الـ14 الخميس المقبل أول جولة خارجية له قاصدا لبنان وتركيا في ظل توترات حادة تعصف بالمنطقة، حيث تعد هذه الجولة الأولى دوليا لهذا البابا.
وخلال الجولة الممتدة 6 أيام، سيشدد الحبر الأعظم على الحوار بين الأديان والدعوة للسلام.
في المحطة الأولى بتركيا، يحيي البابا مرور 1700 سنة على مجمع نيقية، الذي صيغ فيه “قانون الإيمان” المسيحي الجامع لكل الكنائس.
ويُعد مجمع نيقية، الذي عُقد في العام 325، محطة تأسيسية في تاريخ المسيحية، حين اجتمع 300 أسقف من أنحاء الإمبراطورية الرومانية واتفقوا على مبادئ الإيمان المسيحي.
وعلى ضفة بحيرة إيزنيك، الاسم الحالي لنيقية، في محافظة بورصة، يقيم البابا الجمعة صلاة مشتركة مع كهنة من كنائس أرثوذكسية، وهي صلاة كان مقررا أن يحضرها البابا الراحل فرانشيسكو المتوفى في أبريل/نيسان الماضي.
وتكتسب هذه اللقاءات بين الكاثوليك والأرثوذكس أهمية مضاعفة في ظل ارتفاع حدة الانقسام بين أوروبا ذات الغالبية الكاثوليكية وروسيا الأرثوذكسية منذ الحرب الروسية الأوكرانية.
أما الزيارة إلى تركيا، فستتيح للبابا تأكيد رؤيته للحوار مع الإسلام، إذ يلتقي هناك الرئيس رجب طيب أردوغان ويزور المسجد الأزرق في إسطنبول.
وإذا كانت هذه الزيارة لا تثير الكثير من الضجيج في تركيا، حيث الغالبية الساحقة من المسلمين، فإنها تثير حماسة كبيرة في لبنان، حيث الوجود المسيحي كبير.

انتظارات وآمال
وينتظر اللبنانيون هذه الزيارة فيما يعاني بلدهم منذ العام 2019 من سلسلة من الأهوال، من الانهيار الاقتصادي وتردي الخدمات العامة، مرورا بانفجار مرفأ بيروت عام 2020 وانتهاء بالحرب الأخيرة المدمرة مع إسرائيل.
وتجري التحضيرات على قدم وساق في المناطق التي سيزورها البابا في لبنان، من تعبيد الطرق إلى تزيينها بصوره. ورُفعت لافتات تحمل عبارة “لبنان يريد السلام”.
ويقول رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان عبدو أبو كسم إن البابا يرغب أيضا في إقامة لقاء متعدد الطوائف في وسط بيروت، من أجل “التشديد على دور لبنان كنموذج للشرق والغرب”.
ورغم مرور نحو سنة على اتفاق وقف إطلاق النار، ما زال الجيش الإسرائيلي يُغير بوتيرة شبه يومية، مستهدفا عناصر في حزب الله أو أهدافا يقول إنها مرتبطة به، فيما تتزايد الضغوطات الدولية لنزع سلاح الحزب.
المصدر: الجزيرة