
وسلطت حلقة (2025/11/7) من برنامج “الشبكة” الساخر الضوء على اعتقال المدعية العسكرية الإسرائيلية استجابة لضغوط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وكشف مقدمو البرنامج المفارقة الفاضحة في أن التهمة الموجهة للمدعية تتعلق بتسريب فيديو يظهر تعذيب أسير فلسطيني، وليس بممارسة التعذيب ذاتها، ففي منطق نتنياهو الملتوي يعتبر التسريب هو الأخطر على صورة إسرائيل وجيشها.
وعرض البرنامج هذه المفارقة بسخرية، متسائلا كيف يمكن اعتبار التسريب أكثر خطورة من ممارسات الإبادة والتطهير العرقي والحصار والتجويع والاحتلال المستمر منذ عقود؟
وأضاف مقدمو “الشبكة” بلهجة ساخرة أن نتنياهو وبن غفير يعتقدان أن كشف جرائمهم أمام العالم هو ما سيشوه صورتهم، وكأن العالم أجمع لا يعرف حقيقة ما يمارسه الكيان الصهيوني يوميا في الأراضي المحتلة.
وفي سياق متصل حول فضح ازدواجية المعايير على المستوى الدولي، تناول البرنامج تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتدخل العسكري في نيجيريا بسبب اضطهاد المسيحيين هناك.
مفارقة صارخة
وسلط مقدمو “الشبكة” الضوء على المفارقة الصارخة بين هذا الاهتمام المعلن وبين الصمت المطبق على معاناة مسيحيي غزة والكنائس التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي، مشيرين بالتحديد إلى كنيسة القديس برفيريوس وكنيسة المعمداني وكنيسة العائلة المقدسة.
وخلص البرنامج بسخرية مريرة إلى أن هذه الكنائس وهؤلاء المسيحيين “ليسوا تابعين لنا”، في إشارة واضحة إلى الانتقائية الفاضحة في السياسة الأميركية التي تدافع عن بعض المسيحيين وتتجاهل معاناة آخرين بناءً على حسابات سياسية وإستراتيجية لا علاقة لها بالمبادئ الإنسانية أو الدينية المعلنة.
وعلى صعيد المحسوبية والتوريث في المؤسسات الإسرائيلية، انتقل البرنامج لتناول فشل نتنياهو في توريث ابنه يائير منصبا رفيعا في المنظمة الصهيونية العالمية، مقدما مشهدا كوميديا يحاكي مقابلة توظيف تكشف عن هشاشة المؤهلات التي يعتمد عليها الابن.
وأظهر المشهد الساخر كيف يختزل يائير مؤهلاته الكاملة في عبارة واحدة فقط هي “ابن نتنياهو”، مستعرضا إنجازاته المزعومة.
وعكس المشهد بسخرية كيف تتفشى ثقافة المحسوبية والتوريث في المؤسسات الإسرائيلية، حيث يصبح النفوذ العائلي والاسم الكبير بديلا كاملا عن الكفاءة والمؤهلات الحقيقية والخبرة العملية.
وأبرز البرنامج في هذا المشهد كيف يتعامل يائير مع أي انتقاد أو معارضة بمنطق “الإطفاء والإسكات”، معتبرا أن المصالح الشخصية تأتي دائما قبل مصلحة المنظمة أو الكيان.
وفي إطار استعراض المفارقات الإقليمية والعربية، سلط البرنامج الضوء على قضية ترحيل فلسطيني من دولة عربية بتهمة غريبة ومثيرة للسخرية وهي الامتناع عن شرب “زجاجة بيبسي”، في إشارة واضحة إلى الحملات التي تستهدف الفلسطينيين في بعض الدول العربية لأسباب تافهة لا ترقى إلى مستوى الاتهامات الجدية التي تستوجب مثل هذه الإجراءات القاسية.
وعلى الصعيد الإعلامي العالمي، انتقل البرنامج للحديث عن مقاطعة أكثر من 300 كاتب وأكاديمي لصحيفة نيويورك تايمز بسبب انحيازها الواضح ضد فلسطين، مستفسرا بسخرية مريرة عما إذا كان أحد لا يزال يعتقد بوجود صحافة محايدة وموضوعية في هذا العالم.
وأشار البرنامج في السياق نفسه إلى اتهام شركتي غوغل وأمازون العملاقتين بالتواطؤ مع إسرائيل في صفقات تبلغ قيمتها مليارا و200 مليون دولار، مضيفا بسخرية أن هذا المبلغ الضخم هو فقط ما يظهر فوق الطاولة، بينما يبقى ما يجري في الخفاء مجهولا.
وفي ختام الحلقة بنبرة جادة وموثقة، قدم البرنامج تقريرا شاملا حول قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين الذي أقره الاحتلال مؤخرا، موضحا أن هذا القانون يمثل مهزلة قانونية جديدة تهدف إلى التهرب من المحاسبة الدولية وإضفاء صبغة شرعية زائفة على جرائم مستمرة منذ عقود طويلة.
وأكد التقرير أن الاحتلال قتل خلال “حربه الإبادية” على غزة ما لا يقل عن 80 أسيرا فلسطينيا، بينما يعيش أكثر من 10 آلاف أسير تحت وطأة إعدام يومي بطيء من خلال التعذيب المنهجي والإهمال الطبي المتعمد، مؤكدا أن هذا القانون ليس سوى غطاء لتبرير ممارسات إجرامية قديمة متجددة تحت شعار الدفاع عن النفس.
المصدر: الجزيرة