أطلقت أمازون على أحدث مساعد للذكاء الاصطناعي الخاص بها اسم روفوس. ولكن ما هي القصة وراء هذا الاسم غير المعتاد، وكيف تقارن بالطريقة التي سميت بها مساعدات الذكاء الاصطناعي الأخرى؟
في روما القديمة كان روفوس لقباً لأولئك الذين يمتلكون شعراً أحمراً. كما كان يطلق أيضاً على ويليام الثاني ملك إنجلترا – الابن الثالث لوليام الفاتح – لبشرته الحمراء.
واليوم في المملكة المتحدة، أصبح اسم “روفوس” مستخدماً بكثرة إلى حد ما، وربما يكون من الشائع سماعه كاسم ينادي به أصحاب الكلاب، الذين يتنزهون مع كلابهم ذات الفراء.
لذا، قد يثير الأمر بعض الدهشة لمعرفة أن عملاق البيع بالتجزئة عبر الإنترنت أمازون، اختارت إعطاء أحدث مساعد للذكاء الاصطناعي الخاص بها نفس هذا الاسم.
فقد كان اسم مساعد الذكاء الاصطناعي “جيمناي” التابع لشركة غوغل في الأصل هو “تيتان”، ولكنه استُبدل باسمه الحالي من قِبل فريق “ديب مايند” الذي طوره.
تعود حكايات روفوس – الكلب الويلزي الساحر – إلى الأيام الأولى لأمازون.
في ذلك الوقت، كان عدد موظفي أمازون أقل من 20 موظفاً، وكان إريك هو المهندس الخامس الذي وظفوه، وكانت زوجته سوزان صحفية، قبل أن تصبح فيما بعد الصوت التحريري للمتجر الإلكتروني. بعد العمل لساعات طويلة بينما كانت الشركة تستعد للطرح العام، بدأ الزوجان في إحضار كلبهما البالغ من العمر عامين معهما إلى المكتب.
لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يندمج الكلب في يوم العمل: مطاردة كرات التنس في الممرات، والتسول للحصول على المكافآت من العمال الآخرين، والنوم في طريقه خلال الاجتماعات تحت الطاولات، واستخدام مخلبه (مع القليل من المساعدة البشرية) لإطلاق ميزات على الموقع الإلكتروني، تشمل الخوارزمية التي توصي بالكتب بناء على ما قرأه الآخرون.
وسيصبح روفوس أول وجه لصفحة أخطاء أمازون لتنبيه المستخدمين عندما تسوء الأمور.
بعد فترة طويلة من تقاعد عائلة بينسون في عام 2001، استمر روفوس في الظهور في الحرم الجامعي مع جليسة الكلاب التي لا تزال تعمل هناك. عاش الكلب حتى سن الخامسة عشرة وساعد في بدء ثقافة صديقة للكلاب في أمازون والتي تسمح للموظفين بإحضار حيواناتهم الأليفة إلى العمل.
اليوم، يوجد لدى أمازون أكثر من عشرة آلاف كلب مسجل كـ “عامل” في شركة التكنولوجيا العملاقة. تشمل وسائل الراحة الشائعة في مبانى الشركة في جميع أنحاء العالم حدائق الكلاب المزينة، والمكافآت غير المحدودة.
أمازون ليست الشركة التقنية الوحيدة التي تبنت مكان عمل صديق للكلاب، فغوغل ترحب بالكلاب في مكاتبها ويُعرف موظفوها الذين يمتلكون الكلاب باسم دوغلرز، حتى أن حرم الشركة في ماونتن فيو يحتوي على حديقة للكلاب تسمى دوغل بليكس.
تمتلك أمازون أيضاً مبنى فيه مكاتب في وسط مدينة سياتل الأمريكية سمي على اسم أول كلب لها. ووفقاً لراجيف ميهتا، نائب رئيس قسم البحث والتسوق التفاعلي في أمازون، فإن مبنى روفوس هو المكان الذي تم فيه تطوير مساعد التسوق المدعوم بالذكاء الاصطناعي للشركة وهو أصل تسميته.
ولادة الذكاء اصطناعي من جديد
على الرغم من وفاة روفوس في عام 2009، إلا أن إرثه لا يزال قائماً. فقد أطلقت أمازون الآن مساعدها الذكي في الولايات المتحدة والهند والمملكة المتحدة، لتزويد العملاء بالمعلومات أثناء اتخاذهم لقرارات الشراء، والغرض من ذلك هو الإجابة على الأسئلة المتعلقة بالمنتجات.
ورغم أن العملاء يستطيعون التحدث إلى روفوس، فإن المساعد الذكي لا يملك صوتاً بعد ولا يستطيع الرد إلا بالنص والصور. ورفض ميهتا التكهن بما إذا كان سيتم دمجه مع أليكسا. وقال: “لا أستطيع التحدث عن الخطط المتعلقة بأليكسا. فالفرق منفصلة تماما في هذه المرحلة”.
لقد طلبنا من روفوس بعض المعلومات الإضافية حول الكلاب، وكانت إجابته مؤثرة مثل روفوس الأصلي:
“الكلاب هي واحدة من أكثر الحيوانات الأليفة المحبوبة في العالم. فهي مخلصة وودودة وتعد رفيقاً رائعاً. وعلى الرغم من اختلافها، فإن جميع الكلاب تشترك في بعض السمات الرئيسية – فهي حنونة، وتحمي أصحابها، ومتحمسة لإرضائهم. وتتطلب الكلاب رعاية مناسبة، بما في ذلك ممارسة الرياضة بانتظام، والعناية، والفحوصات البيطرية. في المقابل، توفر حباً غير مشروط ويمكنها حتى تحسين الصحة البدنية والعقلية لأصحابها. سواء كحيوان أليف عائلي أو حيوان عامل، كانت الكلاب جزءاً لا يتجزأ من المجتمع البشري لآلاف السنين”.
وبينما لا يمكننا أن نعرف مدى سعادة روفوس الأصلي بهذا الملخص، فمن المحتمل أنه حزن على إلغاء المكافآت التي كان يحصل عليها.