قال منظمو مسابقة رياضيات في الصين إن فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً، وُصفت بالعبقرية بعد تحقيقها نتائج مذهلة، قد غشت في المسابقة، ما وضع حداً لشهور من الشكوك حول إنجازاتها.
وتصدرت جيانج بينج، طالبة تصميم الأزياء من بلدة ريفية في مقاطعة جيانجسو، عناوين الأخبار في يونيو/حزيران، عندما احتلت المركز الثاني عشر في التصفيات المؤهلة لمسابقة دولية للرياضيات تنظمها شركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة “علي بابا”.
وذكرت وسائل الإعلام الصينية أنها كانت أول متأهلة للنهائيات، منذ بدء المسابقة في عام 2018، تأتي من مدرسة مهنية متواضعة، في حين أن الغالبية العظمى من بين 800 متأهل للنهائيات كانوا من جامعات مرموقة.
وأثارت نتائج جيانج ضجة واسعة، وبين عشية وضحاها وُصفت بأنها “معجزة” في الصحافة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وتفوقت هذا العام، جيانج، وهي طالبة في مدرسة جيانجسو ليانشوي الثانوية المهنية، على متسابقين آخرين من بعض المؤسسات الأكثر شهرة في العالم – بما في ذلك جامعة بكين، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة أكسفورد.
وقالت وسائل الإعلام المحلية إنها اختارت الدراسة في المدرسة المهنية لأنها كانت مهتمة بتصميم الأزياء، ولأن شقيقتها وأصدقاءها كانوا هناك.
وقالت جيانغ لصحيفة الشعب اليومية التابعة للدولة “إن تعلم الرياضيات أمر صعب، ولكن في كل مرة أحل فيها المشكلات أشعر بالسعادة، بغض النظر عما يحمله المستقبل، سأستمر في التعلم”.
كما برز معلم جيانج، وانج رونكيو، باعتباره معلماً لاحظ شغفها بالرياضيات وشجعها، وفي حديثه إلى وسائل الإعلام، وصفها بأنها طالبة فطنة تعلمت الرياضيات المتقدمة بنفسها.
وقال “واجهتُ العديد من النكسات في عملية تعلم الرياضيات، لذا أريد أن أفعل كل ما بوسعي لمساعدة طلابي وجعلهم يدركون أن هناك فرصاً أخرى في المستقبل”.
ولكن إلى جانب الثناء الهائل الذي تلقته جيانج ومعلمها، أشعلت قصة الطالبة أيضاً نقاشاً حول ما إذا كان نظام التعليم في الصين قد فعل ما يكفي لدعم الطلاب الموهوبين في مسارات أكاديمية أقل، وخاصة أولئك الذين ربما لم يتلقوا تقديراً مماثلاً من معلميهم.
وقد واجه طلاب المدارس المهنية لفترة طويلة قيوداً على تقديم الغاوكاو والالتحاق بالجامعات التقليدية، إلى أن جاء إصلاح تعليمي في عام 2022 وقدم للطلاب المهنيين امتحان دخول جامعي بديل.
وكان مقال رأي سابق في وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” قد أشار إلى أن نتائج جيانغ “تكشف حقيقة محرجة: حتى الشباب الموهوبين مثلها قد يظلّون دون تقدير بسبب عدم امتلاكهم مؤهلات تعليمية جيدة”.
“لم تكن العقل المدبر”
لكن مع تزايد شهرة جيانج، بدأت الانقادات والشكوك حول مهاراتها تتصاعد.
وادعى المتسابقون أن جيانج ارتكبت “عدة أخطاء كتابية واضحة” في فيديو على الإنترنت، وأنها “بدت غير متمكنة من التعبيرات والرموز الرياضية”.
وفي حين سمحت الجولة التمهيدية للمسابقة، باستخدام المشاركين لبرامج حاسوبية، كانت الجولة النهائية عبارة عن امتحان مغلق ودون مراجع. وقد تم تأجيل إعلان نتائج الجولة النهائية، التي كان من المقرر نشرها في أغسطس/آب، لعدة أشهر.
وعندما أُعلن عن النتائج أخيراً يوم الأحد، لم تكن جيانج من بين الفائزين البالغ عددهم 86 في الجولة النهائية.
ولم تنجح محاولات بي بي سي بالاتصال بأسرة جيانج. كما أُغلق حساب والدتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وجرى تعطيل رقم هاتق مرتبط بوالدها.
كما لم ترد مدرسة جيانج على العديد من المكالمات الهاتفية التي أجرتها بي بي سي، ورفض مسؤول في القرية مناقشة مسألة جيانج عندما اتصلت به بي بي سي.
وبينما أحدث الكشف موجة من الانتقادات لجيانج ومعلمها، تحدث العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً لصالح المراهقة، بحجة أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق مدرستها ومعلمها.
وكتب آخر على منصة ويبو “حتى لو كان الأمر برمته مزيفاً، فإن جيانج بينج لم تكن العقل المدبر وراءه. لا ينبغي التضحية بها”.