من الكوابيس إلى آلام الظهر الشديدة، شارك ثلاثة أشخاص مصابين بمرض باركنسون (الشلل الرعاش) أعراضهم وتجاربهم لتقديم نظرة ثاقبة على ما يعنيه العيش في ظل ظروف مرضهم.
يؤثر مرض الشلل الرعاش، الذي يُعدّ اضطراباً تدريجياً، في الدماغ والجهاز العصبي والتحكم في العضلات. وهو أسرع الأمراض العصبية ازدياداً من ناحية عدد الإصابات في العالم، ويعاني منه نحو 153,000 شخص في المملكة المتحدة.
أليسون أندرسون من مدينة تشيلتنهام، في مقاطعة غلوسترشاير البريطانية، هي أحد هؤلاء المصابين. ومثل الكثيرين، تستيقظ حوالي الساعة الثامنة صباحاً على الصوت العالي لمنبهها الصباحي.
لكن على عكس كثيرين غيرها، يكسر هذا الصوت صمت يومها ست مرات أخرى طوال اليوم، مذكراً إياها بتناول دوائها.
وتضيف: “أصبحتُ أبطأ من الناحيتين الذهنية والجسدية، لا أستطيع التفكير بوضوح، وأجد صعوبة في التحدث دون أن أنسى ما أحاول قوله”.
لكن على مر السنين، تعلمت تدريجياً “التكيّف مع أعراض المرض”، بل واكتشفت أن “وتيرة الحياة البطيئة” جعلتها أكثر تقديراً لكل شيء.
كما مكن المرض أليسون، البالغة من العمر 54 عاماً، من التعرف على 4 نساء أخريات مصابات بهذا المرض، وأصبحن صديقات مقربات يلتقين أسبوعياً لتناول القهوة والكعك وتبادل أطراف الحديث.
وأضافت: “كما أننا نشجع بعضنا بعضاً، وأحيانا نجبر بعضنا على تجربة أشياء جديدة والحفاظ على النشاط. أحاول الاستمتاع بالحياة وعيشها على أكمل وجه”.
وتشمل أعراض مرض الشلل الرعاش الأخرى مشاكل حسية، وتغيرات في الصوت، وتشوهات في الوجه – حيث يعاني المصابون من انخفاض في القدرة على التعبير عن مشاعرهم من خلال حركات الوجه – وصعوبات في النوم.
يقول غلين إيفانز من مدينة ليدني في مقاطعة غلوسترشاير البريطانية: “أرى أحلاماً مزعجة في معظم الليالي. أستيقظ كل ساعتين، وأحياناً أتعرق بشدة”.
وتطورت هذه الحالة بسرعة إلى ارتعاش في الفك واللسان، وتيبس، وألم شديد في الظهر، وفقدان التوازن.
يقول غلين، البالغ من العمر 78 عاماً، إن الحياة تستمر على أي حال، وقد “وجد طرقاً للتكيف” مع هذه الحالة.
ويضيف: “ما الذي سأقوله للناس عن حالتي؟ لا تحزنوا عليّ. فقط حاولوا أن تفهموا أن مرض باركنسون غيّر حياتي، لكنه لم ولن يقتلني”.
أما مايكل بيرس، من قرية هاردويك جنوب مدينة غلوستر، بمقاطعة غلوسترشاير البريطانية، فأوضح لبي بي سي أن أعراضه تظهر على شكل إرهاق، وصعوبات في الحركة، ورعشة، وسلس بولي.
وأضاف: “الأمر الآخر المهم بالنسبة لي هو أنني لم أعد مبدعاً. لقد توقفت عن كتابة الأغاني التي اعتدت كتابتها سابقاً، كما تراجع حس الفكاهة لدي. لكن لحسن الحظ، بدأت هذه الأشياء تعود لي”.
وبيّن مايكل أن الأدوية الموصوفة له حسّنت من جودة حياته منذ ذلك الحين، لكن تقبله الحقيقي للمرض جاء من داخله هو.
وأوضح: “أسعى جاهدا ألا أقلق بشأن المستقبل المجهول”.
وأضاف: “لقد ساعدني هذا بالتأكيد في حالتي، إذ جعلني أحافظ على اتزاني والنظر لوضعي بعقلانية. وأشعر بالامتنان للأشياء التي لا يزال بإمكاني القيام بها”.