اكتشف علماء من جامعة كاليفورنيا في إيرفاين دوامات مائية قوية، تعادل في طاقتها الأعاصير، تعمل على إذابة جليد ثويتس (جليد يوم القيامة) في القارة القطبية الجنوبية من الأسفل.
ووفقا للباحثين، تم إهمال هذه الظاهرة سابقا في نماذج المناخ، رغم أنها قد تُسرّع بشكل كبير من ارتفاع مستوى سطح المحيطات عالميا.
وقد اتضح أن الوضع المناخي حول جليد ثويتس في القارة القطبية الجنوبية — المعروف باسم “جليد يوم القيامة” — أشد خطورة مما كان يُعتقد سابقا. ووفقا لدراسة حديثة، يتعرض هذا الجليد لقوى غير مرئية أشبه بـ عواصف تحت مائية قوية. إذ تخترق هذه الدوامات التي تنشأ في المحيط المفتوح التجاويف تحت الجرف الجليدي، وتعمل على إذابته بسرعة من الأسفل.
وتوضح الباحثة ماتيا بوينيلي من الجامعة أن هذه الدوامات عالية الطاقة وتسبب حركة مضطربة للكتل المائية، مشبّهة ذلك بـ حلقة مفرغة: فالذوبان الناتج يزيد من مستوى الاضطراب، ما يؤدي إلى ذوبان أكبر. وتشير إلى أن هذه الآلية تعمل باستمرار وعلى مدار العام، ما يجعلها تهديدًا دائمًا لاستقرار الجليد. ووفقًا للعلماء، تساهم هذه “العواصف المائية” بما يصل إلى 20% من إجمالي الذوبان تحت السطح في المنطقة.
ويؤكد الباحثون أن لهذا الاكتشاف تداعيات كبيرة على التنبؤ بارتفاع مستوى سطح البحر عالميا، خاصة أن نماذج المناخ الحالية تتجاهل إلى حد كبير تأثير هذه العمليات قصيرة الأمد ولكن عالية الفاعلية. وهذا يعني أن التوقعات الحالية ربما تقل كثيرا عن المخاطر الحقيقية. ولهذا، يدعو العلماء إلى ضرورة إدراج ما يمكن تسميته “طقسا تحت الماء” في الحسابات المناخية للحصول على نماذج مستقبلية أكثر دقة وشمولية.
وتجدر الإشارة إلى أن جليد ثويتس، مع جليد باين آيلاند المجاور له، يمثلان جزءا حساسا مما يُسمى “الجانب السفلي الضعيف” للغطاء الجليدي في غرب أنتاركتيكا. ويمكن لانهيارهما — حتى مع ارتفاع طفيف في درجات الحرارة — أن يتسبب في سلسلة من الإجراءات الانهيارية التي قد تقود في نهاية المطاف إلى تفكك كامل للغطاء الجليدي في المنطقة. وسيكون تأثير هذا السيناريو كارثيا، إذ قد يرتفع مستوى سطح البحر بما يصل إلى ثلاثة أمتار، مما سيؤدي إلى غرق المدن الساحلية حول العالم، ونزوح سكاني واسع، واختفاء دول جزرية صغيرة.
ويحذر العلماء من أن الإطار الزمني للانهيار المحتمل لا يزال غير محدد بدقة، لكنهم يرجحون أنه — في ظل الانبعاثات الحالية لغازات الاحتباس الحراري — سيستغرق مئات السنين وليس آلافا. ومع استمرار ارتفاع حرارة المناخ وتدفق المزيد من المياه الدافئة إلى المنطقة، من المتوقع أن تزداد وتيرة هذه العواصف تحت الماء، مما سيترك تأثيرا عميقا على استقرار الجليد في القارة القطبية الجنوبية وعلى مستقبل الأرض.
المصدر: science.mail.ru
إقرأ المزيد
“اﻷرض على شفا الهاوية”!
كشف تقرير مناخي صادم نشر يوم الأربعاء، أن عام 2024 قد يكون أشد الأعوام حرارة على الأرض منذ 125 ألف عام على الأقل.
تحذير صادم من الأمم المتحدة: تجاوز عتبة الـ1.5 درجة مئوية أصبح مصيرا محتوما!
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن تجاوز عتبة الاحتباس الحراري البالغة 1.5 درجة مئوية أصبح “حتميا”، محذرا من فوات الأوان لإنقاذ الكوكب من أسوأ آثار التغير المناخي.
اكتشاف 85 بحيرة “نشطة” تحت جليد أنتاركتيكا
اكتشف العلماء مؤخرا 85 بحيرة مخفية تحت الجليد في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، ليضيفوا بذلك فصلا جديدا إلى فهمنا لهذا العالم الجليدي الغامض.