محمد الشامسي… تسخير الطبيعة لعلاج الإنسان

في ظل العلاج بالأدوية التي تحتوي على تركيبات كيميائية، وتصنعها شركات الأدوية، تبرز الأدوية التي تستحضر من الأعشاب، ويطلق عليها أدوية الطب التكميلي، التي ترجع للطبيعة لتكون ملهماً في البحث عن الأدوية لشفاء، حيث أثبتت جدواها في العديد من الحالات المرضية.

ومع الاعتماد الرسمي على الأدوية المنتجة من قبل الشركات الكبرى لصنع الأدوية، يبقى هناك اتجاه ملتزم ومقتنع بأن الطبيعة أم الإنسان وفيها شفاؤه. ومن هنا انطلق الباحث الإماراتي في مجال الاستخدامات الدوائية للنباتات البرية محمد الظريف الشامسي، رحلته في العمل في مجال الطب التكميلي قبل عام 2002، وكانت بدايته عندما اكتشف بالصدفة نبتة طبية ذات فعالية، اسمها «الخضرم»، فانطلق في التفكير بالمشروع وأجرى عليها أبحاثاً تأكد معها أن هذه النبتة آمنة وصالحة للاستهلاك الآدمي من خلال المختبر الفرنسي.

مرهم الشفاء

الشامسي حلّ ضيفاً على «الراي» وروى قصته مع الطب الطبيعي «النباتي» التي انطلقت مع النبتة التي كانت مفتاحاً لصنع عدد من العلاجات، حيث صنع المرهم الأول له، وتم تجريبه 22 مرة في فرنسا، مشيراً إلى أن أمراض «الحساسيات» عموماً في المنطقة التي تعتبر إلى الآن الأدوية غير فعّالة، دفعته للعمل حتى صنع الدواء لمعالجة أمراض الحساسية، مثل الربو والصدفية والأكزيما، ولديه الآن علاج للقولون، وهي كلها أمراض تعتبر مستعصية لا يرجى شفاؤها، حسب كلام الهيئات الصحية المحلية والدولية.

وأشار الشامسي إلى أن «بعض الأدوية التي تعطى للحوامل خطيرة، وأنا حذّرت من بعض الحبوب، وأنا أعرفها شخصياً، إلى أن وقعت على دراسة صادرة من جامعة أميركية تؤكد أن هذه الحبوب التي تأخذها الحوامل، تسبب أكثر من 90 في المئة أمراض الأكزيما والربو للأطفال الخدج الجدد.

وأرجع الشامسي تفشي السمنة إلى «الابتعاد عن الغذاء الطبيعي المتكامل والمتوازن وأذكر مصدرين، الأول من السنة النبوية لقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، (ما ملأ ابن آدم وعاءً شرّاً من بطنه، وبحسب ابن آدم لقيمات يقمن صُلبه، فإن كان لا محالة، فثلثٌ لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفَسه) والثاني هو الحركة التي تسبب قلتها السمنة».

اهتمام عالمي

وأكد الشامسي أنه «لا يخاف من الهيئات العالمية الكبيرة، مثل منظمة الصحة العالمية، فيما يصنعه من علاجات، ونجد الآن أن هذه المنظمة خرجت باستراتيجية لتطبيق يسمونه (الطب التقليدي) الذي يشمل الطب التكميلي أو التقليدي، وهذه الاستراتيجية نشرت سنة 2013، وتطالب دول العالم بمعاملة الطب التكميلي معاملة الأدوية الحديثة، والذي يقول إن الطب التقليدي غير فعّال فهذا الكلام انتهى، لأن هذا الطب هو الأكثر أمناً هو الأكثر فعالية والأرخص».

ووجه نصيحة للمرضى، بالقول«استخدموا النباتات البرية أو الصحراوية لأنها بعيدة عن التلوث والأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية والهندسة الزراعية التي تغير النبتة نفسها وتشكيلتها». فالنبات البري الصحراوي في الأرض الحارة أكثر المواد الفعالة، لأنه يتقزم وتتبخر منه السوائل فتبقى المادة المركزة فيه، وهذه واحدة من العناصر التي نستفيد منها. وكل نبتة تراها هي أصلاً لها عمل في الحياة إما غذاء وإما دواء.

مرجعية علمية

وزاد الشامسي «نحن قادرون على أن نصبح مرجعاً لهيئات علمية عالمية، وليس على المستوى المحلي فقط، ونقول لمراكز الأبحاث والجامعات أين إنتاجكم ونتائجكم؟ أتثبتون الحقيقة؟ وأنا اقول إن النتائج موجودة في الجرائد العلمية وبعدها تذهب إلى الملفات ثم تموت ويموت الاكتشاف، فلماذا لا يتعاونون معنا؟». وتابع «أنا ممكن أنا آخذ أي نبتة وأعمل عليها دراسة تكلفني مئات الآلاف، ولكنني أقوم بتجربتها بشكل عشوائي، مثل تجربتي عندما ظهرت على يدي حبوب وحكة شديدة لا تطاق، فأخذت نبتة وسحقتها بحجر، ثم وضعتها على يدي، وجلست على المقعد، وإذا بيدي ترجع كما خلقها الله سبحانه، وسجلنا عليها براءة اختراع، ثم سجلنا ثلاث براءات اختراع في مجلس التعاون الخليجي في العاصمة الرياض، في علاج الأمراض الجلدية عموماً، واحدة للشراب للربو والحساسيات، والثانية منشط عام والثالثة لمعجون أسنان من الأراك».

صحة المجتمع

ويسعى الشامسي بجدية للمساهمة في تحسين صحة المجتمع والحفاظ على التراث العلمي والتقليدي للإمارات والمنطقة العربية، ودعا من يريد أن يعرف في هذا المجال ليتواصل معه عبر وسائل الاتصال المعروفة، مؤكداً أنه لا يبحث عن المال أو الكسب، بل يريد نشر المعرفة وأن يبقى الخير وينتشر بين الناس ويكون هناك وعي.

ويؤكد أخيراً أن «مستحضراتنا علمية تطبق دليل منظمة الصحة العالمية لتقييم النباتات الأدوية العشبية، فإذاً نشتغل أكثر مما هو مطلوب عادةً في الأسواق الأوروبية والمحلية للتسجيل، ولا نعمل لغرض التسجيل والإجراءات الإدارية ولكن نعمل لقناعة شخصية نريد منتجاتنا هذه أن تكون في أعلى مستوى، وليست بأقل من الأدوية الحديثة، حيث نعاملها معاملة الأدوية الحديثة حرصاً على سلامتنا وسلامة مستخدميها»، مؤكداً أنه بعد 20 سنة من عمله لم يتلقَ أي شكوى لا هيئة من الهيئات أو أشخاص.

محمد الشامسي ونشاطه

محمد الظريف الشامسي، باحث إماراتي متخصص في الاستخدامات الدوائية للنباتات البرية، يعتبر من الشخصيات الرائدة في مجال الأبحاث العلمية والتطوير في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وُلد في الإمارات وتركّزت أبحاثه على تحليل النباتات البرية، وإنتاج مستحضرات دوائية لعلاج الأمراض المزمنة.

يمتلك مؤسسة للبحث والتطوير، مختصة في تطوير مستحضرات صحية تحتوي على مكونات طبيعية وعضوية نباتية. شارك في معارض ومؤتمرات محلية ودولية، وحصل على شهادات تكريم وميداليات فضية وذهبية، وسجل عدداً من براءات الاختراع في مجال الأدوية النباتية.

أسّس شركة للمنتجات الدوائية التقليدية المنتجة من النباتات الطبيعية، وأطلق على شركته اسم «أبّ» تيمناً بالقرآن الكريم، حيث ذكرها الله تعالى في سورة عبس بقوله (وفاكهة وأبّا) فأخذ الصياغة القرآنية وسمى شركته بها.

رأي في تطعيمات «كورونا»

تطرق الشامسي لما يثار حول تداعيات تطعيمات فيروس كورونا المستجد، فقال «أنا وأسرتي لم نأخذ اللقاحات والتطعيمات ولم نصب بالفيروس، ولا حتى الانفلونزا، لأني غير مقتنع بالكلام أصلاً، فكورونا عبارة عن إنفلونزا عادية -هذا من وجهة نظري الشخصية طبعاً- أنا ما أقول إنه خطأ، فهو ليس مجالي لنتكلم فيه، ولكن هذه الآثار الآن الخبراء يتكلمون عنها. وأظن أيضاً أن شركة لقاح أكسفورد اعترفت بهذا، والعجيب ما ظهر أخيراً من آثار مرض القلب للأطفال وليس للكبار فقط، ونرى أصدقاء يموتون بلا سبب، وهناك أشخاص يكون أحدهم جالساً ثم يموت فجأة، وآخر تناول غداءه ثم ذهب للمزرعة ومات. وأنا أتكلم عن شخص قريب لي. أي أننا نرى الأضرار تحصل مع كثيرين».

 

المصدر: الراي
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments