مسودة أميركية جديدة بشأن أوكرانيا وترامب يجدد انتقاده لكييف

كشف المفاوض الأوكراني رستم عمروف اليوم الأحد عن نسخة جديدة من الخطة الأميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وقال إنها تتضمن معظم الأولويات الأساسية لبلاده، بعد جولات تفاوضية في جنيف.

وأكد عمروف أن الوثيقة ما زالت قيد المراجعة النهائية، معربا عن أمله في “مزيد من التقدّم خلال النهار”.

ويجتمع مسؤولون أوكرانيون وأميركيون وأوروبيون في سويسرا اليوم لبحث خطة السلام الأميركية المكوّنة من 28 بندا، والتي تقول واشنطن إنها “إطار للمفاوضات” وليست عرضا نهائيا، بينما تخشى كييف والاتحاد الأوروبي أن تشكّل مقدمة لفرض تنازلات على أوكرانيا.

وقال كبير المفاوضين الأوكرانيين في محادثات جنيف “أحرزنا تقدما في محادثات اليوم مع الجانب الأميركي، فيما أشار وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى تقدم بالمحادثات مقارنة بالفترة السابقة.

ومن المقرر أيضا أن يُجري القادة الأوروبيون الذين يحضرون قمة منفصلة في العاصمة الأنغولية لواندا غدا الاثنين، محادثات حول الخطة. وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”عوامل ردع” تحول دون إمكانية عودة روسيا لمهاجمة جارتها.

وكان موقع بوليتيكو الأميركي نقل أمس السبت عن مصادر دبلوماسية أن مسؤولين أوروبيين عبّروا عن غضبهم من بعض تفاصيل الخطة الأميركية التي تهدف لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 4 سنوات، محذرين من أنها قد تقوض جهودهم لمساعدة أوكرانيا على النجاة من الحرب.

وتنص الخطة على تنازل أوكرانيا عن مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك شرقي البلاد لصالح روسيا التي ستعود إلى مجموعة الثماني للاقتصادات الأكثر تقدما، وفقا للمقترح.

تخوف أوروبي

أوروبيا، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأحد إنه “ينبغي أن تتمتع أوكرانيا بالحرية والحق السيادي في اختيار مصيرها. لقد اختارت مصيرا أوروبيا”، مشددة على وجوب “الاعتراف الكامل” بالدور “المركزي” للاتحاد الأوروبي في أي خطة تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.

إعلان

وأكدت في رسالة مصوّرة نشرتها على حسابها على منصة “إكس” على أهمية تحرك جميع الشركاء في مسار واحد فيما يتعلق بملف أوكرانيا، مشددة على أن أي خطة سلام موثوقة ومستدامة يجب أن تضع حدا للخسائر البشرية، وتنهي الحرب، وألا تسمح بتهيئة ظروف قد تؤدي إلى اندلاع صراع جديد مستقبلا.

وأشارت المسؤولة الأوروبية إلى أنهم توصّلوا خلال جولة المفاوضات إلى توافق حول العناصر الأساسية اللازمة لتحقيق سلام عادل ودائم وضمان سيادة أوكرانيا، وفي مقدمتها أنه لا يمكن تغيير الحدود بالقوة.

وبالتزامن مع المحادثات، هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب القيادة الأوكرانية، متهما إياها بـ”عدم إبداء أي امتنان” للدعم الأميركي منذ بدء الحرب الروسية.

وكتب على منصته “تروث سوشيال” أن الولايات المتحدة قدمت مساعدات كبيرة، مكررا انتقاده للحرب التي قال إنها “خاسرة للجميع”.

وكان ترامب قد منح كييف مهلة للموافقة على الخطة، قبل أن يعلن لاحقا أنها ليست عرضا نهائيا، فيما تسعى أوكرانيا لتعديل بنود تراها حساسة، إذ تُلزم المسودة كييف بالتخلي عن أراضٍ وتقليص حجم جيشها، مع التعهد بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وفي جنيف، عقد رئيس الوفد الأوكراني أندريه يرماك لقاءات مع وفود بريطانية وفرنسية وألمانية قبل الاجتماع مع الأميركيين، وسط تأكيدات أوروبية على ضرورة أن يبقى مصير أوكرانيا خيارا سياديا، وأن يحظى أي اتفاق “بضمانات قوية”.

ورغم انتقادات كييف وحلفائها، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الخطة يمكن أن تكون “أساسا” لتسوية مستقبلية، فيما تواجه أوكرانيا حاليا ضغوطا عسكرية واقتصادية داخلية، إلى جانب قضايا فساد تطول مقربين من الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا تمر بـ”لحظة صعبة” في تاريخها، مشيرا إلى أنه سيقترح بدائل للخطة الأميركية، مقرا بأن بلاده قد تجد نفسها أمام “خيار شديد الصعوبة” بين الحفاظ على كرامتها أو خسارة شريك أساسي.

 

المصدر: الجزيرة