اكتُشف مؤخراً أنّ غلاف أحد الكتب المحفوظة في متحف سوفولك في المملكة المتحدة، مصنوع من جلد رجل شُنق لارتكابه جريمة قتل بشعة، منذ ما يقرب من 200 عام.
أُدين ويليام كوردر بقتل امرأة عام 1827، وهي الجريمة التي هزت بريطانيا خلال العصر الجورجي، وأصبحت تُعرف باسم جريمة قتل “الحظيرة الحمراء”.
أدرك المسؤولون في متحف قاعة مويس في بلدة بوري سانت إدموندز الإنجليزية أن الكتاب الذي لطالما تم تجاهله وكان موجوداً على أحد رفوف المكتبة، أصبح الآن في الواجهة.
وكانت عائلة لها صلات وثيقة بالجرّاح الذي قام بتشريح جثة ويليام كوردر، منذ عقود، قد تبرعت بالكتاب.
كان ويليام ينحدر من عائلة من الطبقة المتوسطة، من المزارعين المستأجرين في قرية بولستيد الواقعة بين بلدتي إبسويتش وسودبوري، في مطلع القرن التاسع عشر.
في عام 1827، توصل ويليام إلى خطة للهروب، حيث طلب من ماريا أن تقابله في الحظيرة الحمراء، في مزرعة كوردر، على أن يهربا إلى إبسويتش، لعقد قرانهما. ولم يشاهد أحد ماريا منذ ذلك الحين، بينما اختفى ويليام عن الأنظار.
لكنه في الواقع كان متحصناً خارج لندن، بينما دُفنت ماريا حيث كان “موعد العشاق”، بعد أن أُصيبت بطلق ناري في الرقبة.
وبعد عام تقريباً، كما تقول الحكاية، رأت زوجة والد ماريا حُلماً بأن الفتاة ميتة في الحظيرة الحمراء، ما دفع والد ماريا إلى الحفر بالمجرفة، ليعثر بالفعل على رفات ابنته.
ومع استمرار مطاردة ويليام، تتبعت السلطات أثره، الذي أنكر أي معرفة بماريا، لكن كان كان تلقّى رسالة من بولستيد تخبره بالعثور على جثتها.
يقول دان كلارك، مسؤول التراث في متحف قاعة مويس : “بعد هرب ويليام وبينما كان وحيداً، وضع إعلاناً في الصحيفة، يطلب فيه زوجة جديدة”.
أُحضر ويليام إلى بلدة بوري سانت إدموندز، متهماً بعشر تهم بالقتل، كل منها يستند إلى نظرية مختلفة حول وفاة ماريا، ما عزز فرص إدانته.
وادعى ويليام في دفاعه، أن ماريا قتلت نفسها، وبالتالي اتهم المرأة المتوفاة، بارتكاب جريمة،عقوبتها الإعدام.
وأُدين ويليام بعد محاكمة استمرت ليومين، وقال ويليام في اعترافه الأخير، إنه أطلق النار على ماريا بالخطأ، أثناء مشادة كلامية فأرداها قتيلة.
ويقول دان كلارك، مسؤول التراث في متحف قاعة مويس : “تقول القصة إنه كان هناك الكثير من الناس، لدرجة أنهم لم يتمكنوا من إخراج ويليام خارج السجن، لذلك اضطروا إلى إحداث خرق في جدار جانبي في المبنى، وإنشاء منصة مؤقتة، لتنفيذ عقوبة الشنق”.
وأضاف “كان هناك غناء ورقص، وكان بإمكانك شراء جزء من الحبل الذي شُنق به بعد ذلك”.
إرث ويليام
أوحت قصة الجريمة في الحظيرة الحمراء تأليف الكتب والمسرحيات والموسيقى، بل إنها باتت تمثل ثقافة الجريمة الحقيقية حتى يومنا هذا.
استُخدمت جثة ويليام، لتعليم طلاب الطب في مستشفى غرب سوفولك، على مدى سنوات عديدة، حتى بدأ هيكله العظمي في التداعي في نهاية المطاف.
و كان يُحتفظ بكتابين مغطيين بجلده وجزء من فروة رأسه، بما في ذلك الأذن، كان يُحتفظ بهما كزينة بشعة. ويوجد الكتابان في قاعة مويس. ويحتوي المتحف على العديد من القطع الأثرية الخاصة بجريمة القتل في الحظيرة الحمراء، بما في ذلك الكتابان المغطيان بجلد ويليام.
ويعتقد تيري ديري، الذي أنتج العمل التلفزيوني “القصص التاريخية المرعبة” أن ويليام “تعرض للتشويه بينما صُورت ماريا، بشكل غير صحيح، على أنها شابة بريئة.”
وقال المسؤولون عن قاعة مويس إنهم سيُعيدون التركيز على ويليوم، من خلال معرض قريب، يسلط الضوء على الضحايا من النساء، في تاريخ سوفولك، بما في ذلك ماريا.
وقالت آبي سميث، المساعدة في قسم التراث، إن 80 في المئة ممن زوارها كانوا متشوقين، لمعرفة المزيد عن جريمة القتل في الحظيرة الحمراء.
ما الذي نعرفه عن الكتابين؟
يدور الكتاب الأول حول المحاكمة، وكتبه الصحفي جاي كورتيس، ويحمل الكتاب عنوان “محاكمة وليام كوردر”.
ويحتوي الكتاب على شرح، كتبه جورج كريد، الجرّاح الذي أجرى عملية تشريح ويليام كوردر، والذي ينص على أن الجراح نفسه هو من قام بدبغ الجلد، وتجليد الكتاب عام 1838.