كشفت دراسة حديثة سبب استمرار نشاط بعض الخلايا المناعية لدى مرضى الربو التحسسي، رغم وجودها في بيئة يفترض أن تكون مضرّة لها.
ووجد باحثون من مستشفى جامعة بون (UKB) وجامعة بون أن هذه الخلايا تمتلك آلية حماية خاصة تساعدها على النجاة، وأن تعطيل هذه الآلية يخفّف الالتهاب بشكل كبير.
وفي حالات الربو التحسسي، تلعب خلايا مناعية مثل ILC2 وTh2 دورا أساسيا في حدوث الالتهاب، إذ تفرز مواد تزيد من إنتاج المخاط وتجذب خلايا مناعية أخرى. ومع ذلك، تعمل هذه الخلايا داخل رئة ملتهبة مليئة بالدهون الحرة والجزيئات المؤكسدة، وهي ظروف قد تؤدي عادة إلى موت الخلايا.
لكن الدراسة توضح أن خلايا ILC2 المسببة للالتهاب تمتص كميات كبيرة من الدهون وتدمجها في أغشيتها. وهذا يجعلها عرضة لنوع من موت الخلايا يسمى موت الخلايا الحديدي (ferroptosis)، وهو موت ناتج عن أكسدة الدهون. ولتجنب ذلك، تقوم هذه الخلايا بتنشيط مضادات أكسدة قوية تحميها.
وتبرز هنا أهمية إنزيمي GPX4 وTXNRD1، اللذين يساعدان الخلايا على التخلص من المركبات الضارة، ما يمكّنها من الاستمرار في إحداث الالتهاب.
تجربة واعدة لتقليل التهاب الربو
اختبر الباحثون إمكانية تعطيل هذه الحماية عبر استخدام دواء يثبّط إنزيم TXNRD1. وعندما جُرّب الدواء على الفئران، انخفض عدد خلايا ILC2 في الرئتين، وتراجع إنتاج السيتوكينات المرتبطة بالربو (IL-5 وIL-13) وانخفضت الخلايا الحمضية والمخاط. وبذلك أصبح الالتهاب التحسسي أقل شدة.
وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، شانتال وينتجنس: “تنشط هذه الخلايا في بيئة صعبة ومؤذية لها، لكنها تنجو بفضل تشغيل آليات الحماية لديها. وعندما نوقف هذه الحماية، تفقد قدرتها على التسبب في الالتهاب”.
أما البروفيسور كريستوف فيلهلم، فيوضح أن النتائج قد تفتح المجال لتطوير علاجات جديدة تستهدف الخلايا المسببة للالتهاب دون التأثير في الجهاز المناعي بأكمله، مؤكدا أن الأبحاث ما تزال في مراحلها الأولى لكنها تحمل فرصا واعدة.
وتؤكد الدراسة أن الخلايا المناعية تغيّر طريقة عملها لتتأقلم مع البيئة الملتهبة داخل الرئة، لكنها بذلك تخلق نقطة ضعف يمكن استغلالها لعلاج الربو التحسسي مستقبلا.
نشرت نتائج الدراسة في مجلة Immunity.
المصدر: ميديكال إكسبريس
إقرأ المزيد
حقنة شهرية قد تغيّر حياة مرضى الربو الحاد جذريا
تكشف تجربة سريرية جديدة عن قدرة حقنة شهرية على تمكين مرضى الربو الحاد من الاستغناء عن الستيرويدات اليومية دون التأثير على استقرار حالتهم الصحية.
أعراض قد تشير إلى الإصابة بالربو
يعتبر الربو من أكثر أمراض الجهاز التنفسي الالتهابية انتشارا، وقد لا يدرك الكثير من المرضى إصابتهم به، مع أن أحد الأعراض الرئيسية للمرض هو الصفير.
تحذير طبي.. المكياج قد يزيد خطر الإصابة بالربو
وجدت دراسة حديثة أن الاستخدام المنتظم لمنتجات المكياج قد يزيد من خطر الإصابة بالربو في مرحلة البلوغ.
تفنيد معلومات خاطئة عن مرض الربو
فندت طبيبة أمراض الرئة الروسية ألينا بالاكيريفا بعض المعلومات الخاطئة التي يتداولها الناس حول مرض الربو وأسبابه وأعراضه.