قالت صحيفة هآرتس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حظي في مستهل زيارته للولايات المتحدة بدعم علني واضح من الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ظهورهما المشترك في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم مراسلها في واشنطن بن صامويلز- أن تصريحات ترامب، رغم كل الهمسات والتسريبات حول تزايد نفاد الصبر الأميركي، بدت منسجمة إلى حد كبير مع مواقف نتنياهو.
وتجلى ذلك في تجنب تحديد جدول زمني ملزم للانتقال إلى مرحلة جديدة من وقف إطلاق النار في غزة، وعدم إبداء أي ضغط علني على الحكومة الإسرائيلية، مع التلميح إلى الاستعداد الأميركي للتدخل عسكريا إلى جانب إسرائيل ضد إيران إذا استأنفت برنامجها النووي.

وبلغ هذا الانسجام ذروته -حسب المراسل- عندما تحدث ترامب عن عفو رئاسي محتمل لنتنياهو في قضايا الفساد التي يواجهها داخل إسرائيل، وهو تصريح أثار جدلا واسعا لكونه يشكل تدخلا غير مسبوق في الشأن القضائي الإسرائيلي، قبل أن ينفي الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وجود تواصل مباشر مع ترامب حول هذا الملف.
ورغم الأجواء الإيجابية التي طبعت بداية الزيارة، أشار المراسل إلى أن هذا الدعم الأميركي قد لا يكون مفتوحا ولا دائما، لأن ترامب، رغم مساندته المتكررة لنتنياهو، يضع اعتبارات مصلحته السياسية في المقام الأول، لا سيما مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، وتصاعد الجدل داخل الحزب الجمهوري حول العلاقة مع إسرائيل وكلفة الانخراط الأميركي في صراعات الشرق الأوسط.
وحذر المراسل من أن أي تصعيد جديد في غزة أو مواجهة مباشرة مع إيران قد يعمق الانقسام داخل الحزب الجمهوري ويقوض دعم ترامب لسياساته الخارجية، إلا أن نتنياهو يراهن أيضا على علاقاته التاريخية مع القاعدة الإنجيلية المحافظة في الولايات المتحدة لتعزيز موقفه داخل الدوائر المؤيدة لإسرائيل.
وخلص المراسل إلى أن بداية زيارة نتنياهو جاءت مثالية من حيث الشكل والدعم السياسي، لكن استمرار هذا الزخم يعتمد على مدى قدرة ترامب على ضبط التوترات الإقليمية، وعلى استعداده للانتقال من الدعم اللفظي إلى ممارسة ضغوط مباشرة على نتنياهو إذا اقتضت حساباته السياسية ذلك خلال عام 2026.
المصدر: الجزيرة