ًتغير المناخ: الأحوال الجوية المميتة أصبحت أكثر فتكا

أدى تغير المناخ الذي يسببه الإنسان إلى أن تصبح عشرة ظواهر مناخية من التي شهدها العالم خلال العقدين الماضيين “أكثر حدة وفتكاً”، وفق دراسة تحليلية جديدة.

وتسببت العواصف وموجات الحر والفيضانات المميتة، التي ضربت أوروبا وأفريقيا وآسيا، في مقتل أكثر من 570 ألف شخص.

وتسلط الدراسة الضوء على الكيفية التي يمكن بها للعلماء الآن تمييز بصمة تغير المناخ في الأحداث الجوية المعقدة.

وتتضمن الدراسة إعادة تحليل بيانات لأحداث جوية قاسية قام بها علماء من مبادرة إسناد الطقس العالمي أو “the World Weather Attribution (WWA)” في كلية لندن الإمبراطورية.

وتقول الدراسة إن الأعاصير المدارية القاتلة التي ضربت بنغلاديش في 2007 وميانمار في 2008 والفلبين في 2013 أصبحت أكثر احتمالية للحدوث وشدة بسبب تغير المناخ. كما حصل في الهند التي ضربتها الفيضانات في 2013.

ويرجح الباحثون أن العدد الحقيقي للقتلى جرّاء هذه الظروف الجوية أعلى من المعلن. ويقولون إن الوفيات المرتبطة بموجات الحر لا تسجل على هذا النحو في معظم أنحاء العالم، خاصة في الدول الفقيرة الأكثر ضعفاً.

الصلة بين تغير المناخ والظروف الجوية ممكن فقط لأن العالميْن اللذين أسسا مبادرة (WWA)، أوتو وعالم المناخ الهولندي جيرت جان فان أولدنبورغ، كانا رائدين في تتبع الاحترار العالمي في الظواهر الجوية الكارثية.

وكانا يعلمان أن سجلات المناخ أظهرت أن الظروف الجوية القاسية أصبحت أكثر حدة. إضافة إلى ذلك، فإن هناك العديد من الأبحاث العلمية التي تمت مراجعتها توضح كيف يمكن للاحتباس الحراري أن يزيد من شدة الظواهر الجوية القاسية. لكن ما كان مفقوداً هو الصلة بين حدث واحد وارتفاع درجات الحرارة العالمية.

استخدم المتنبئون لسنوات نماذج الغلاف الجوي للتنبؤ بأنماط الطقس المستقبلية. إلا أن أوتو وأولدنبورغ أعادا استخدام النماذج لتشغيل عمليات محاكاة متكررة لمعرفة مدى احتمالية حدوث حدث جوي في المناخ الحالي.

وتعني الحسابات أنه يمكنهم مقارنة مدى احتمالية حدوث الحدث نفسه مع وبدون 1.2 درجة مئوية من الاحتباس الحراري الذي شهده العالم منذ الثورة الصناعية.

وقالت روب سينغ من مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي يدعم مبادرة “WWA”، إن “أعداد القتلى الهائل الذي نراه باستمرار في الطقس القاسي تظهر أننا غير مستعدين جيداً لدرجة حرارة 1.3 درجة مئوية، ناهيك عن 1.5 درجة مئوية أو 2 درجة مئوية”.

وقالت إن دراسة اليوم أظهرت حاجة جميع البلدان لبناء قدرتها في مواجهة تغير المناخ وحذرت: “مع كل جزء من درجة الاحترار، سنشهد مزيدا من الأحداث القياسية التي تدفع البلدان إلى حافة الهاوية، بغض النظر عن مدى استعدادها”.

 

المصدر: BBC