شهدت منصة تروث سوشيال ليلة صاخبة عندما بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليلة الاثنين حملة نشر مكثفة امتدت 5 ساعات متواصلة، بين السابعة مساء ومنتصف الليل.
وخلال تلك الساعات وحدها، نشر ترامب على شبكته الاجتماعية أكثر من 160 منشورا. وأشارت مجلة تايم الأميركية إلى أن هذه الموجة لم تكن حتى الأكبر في سجله الزاخر بالنشاط الإلكتروني.
اقرأ أيضا
list of 2 items
end of list
دعايات ومؤامرات
اللافت في هذه الحملة لم يكن عدد المنشورات فحسب -وفق المجلة- بل تنوع المحتوى الذي تضمن إعلانات دعائية تحض على “الدفاع عن الوطن” ودعوات للانضمام إلى وكالة الهجرة والجمارك، بجانب منشورات سياسية تنتقد خصوم ترامب الديمقراطيين.
كما طفحت المنصة بسيل من نظريات المؤامرة المثيرة للجدل، إذ شارك الرئيس مقابلات ومقاطع لشخصيات يمينية متطرفة، روج بعضها لادعاءات تفيد بأن ميشيل أوباما (زوجة الرئيس الأسبق باراك أوباما) استخدمت “القلم الآلي” لإصدار قرارات عفو بتوقيع الرئيس السابق جو بايدن، دون أي دليل.
كذلك نشر ترامب مقابلة أجرتها فوكس نيوز مع مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، تزعم امتلاكها أكثر من 100 وثيقة تثبت أن الرئيس الأسبق باراك أوباما أمر بصياغة تقييم استخباراتي جديد حول التدخل الروسي المزعوم في انتخابات عام 2016.

هجمات إلكترونية
ولاحظت المجلة أن ترامب كرر بعض المنشورات مرتين، إحداهما مع تعليق إضافي. وغالبا كانت تلك المنشورات موجهة ضد خصومه مثل حاكم ولاية كاليفورنيا غافن نيوسوم، المرشح الديمقراطي الأوفر حظا للرئاسة عام 2028.
وتساءل الرئيس في منشور آخر عن إمكانية ترحيل النائبة المسلمة إلهان عمر، وفق كاتبة التقرير المراسلة سولسيري بورغا.
كما خصص عددا ملحوظا من المنشورات -تتابع المجلة- لانتقاد المهاجرين، وخاصة الجالية الصومالية، الذين يعانون من انتقادات مباشرة من الإدارة الأميركية بعد حادث إطلاق النار الذي تورط فيه طالب لجوء أفغاني.
ورغم أن ترامب نفسه اعترف بأن الصوماليين ليس لهم علاقة بالحادث، فإن منشوراته واصلت الإيحاء بعكس ذلك. وكان أحد المنشورات مقطعا مُولدا بالذكاء الاصطناعي للملياردير إيلون ماسك وهو يتحدث عن “الاحتيال” داخل المجتمع الصومالي في ولاية مينيسوتا.

وتعيد الحادثة إلى الذاكرة -برأي المجلة- ولاية ترامب الأولى، حين تجاوز عدد تغريداته 11 ألف تغريدة خلال 4 سنوات، وحققَ رقمه القياسي في يونيو/حزيران 2020، حين نشر نحو 200 تغريدة خلال الاحتجاجات الوطنية ضد عنف الشرطة.
ورغم سهر ترامب على المنصة من خلال المنشورات، لفتت المجلة إلى أنه استيقظ مبكرا كالعادة في اليوم التالي، وأعلن في السادسة إلا عشر دقائق صباحا: “تروث سوشيال هي الأفضل! لا منافس لها!”.
المصدر: الجزيرة