قلّصت دول أوروبية تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة خشية استخدامها في ضربات ضد فنزويلا، في ظل تصاعد التوتر بسبب العملية العسكرية الأميركية المعلنة ضد تجار المخدرات وتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتنفيذ ضربات داخل الأراضي الفنزويلية.
وبدأت فرنسا وهولندا والمملكة المتحدة خفض مستوى تبادل المعلومات المتعلقة بمنطقة الكاريبي، وسط مخاوف من أن تُستغل في عمليات قد تُعتبر غير قانونية داخل أراضٍ تابعة لها في المنطقة.
وتمتلك هذه الدول أقاليم وجزرا تقع على مقربة من فنزويلا، أبرزها جزر “إيه بي سي” الهولندية وغويانا الفرنسية ومارتينيك وغوادلوب والأقاليم البريطانية في الكاريبي.
وترى كراكاس أن واشنطن تعزز وجودها العسكري بهدف تغيير النظام، في حين تتهم الولايات المتحدة الرئيس نيكولاس مادورو بقيادة “كارتل مخدرات إرهابي”، وهو ما تنفيه فنزويلا.
وأسفرت الغارات الأميركية منذ سبتمبر/أيلول الماضي عن مقتل 83 شخصا على الأقل في المياه الدولية، من دون تقديم أدلة تؤكد أنهم من مهربي المخدرات.
وقال مسؤولون أوروبيون إن نقل أي معلومات عملياتية إلى واشنطن بات موقوفا حاليا، تجنبا لاستخدامها أساسا لشن ضربات عسكرية.
وفي بريطانيا، حذّر المدعي العام ريتشارد هيرمر الحكومة من احتمال استخدام المعلومات في “عمليات اغتيال” يستند إليها ترامب.
ونفى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في وقت سابق من هذا الشهر تقارير أفادت بأن المملكة المتحدة أوقفت تبادل مثل هذه المعلومات، معتبرا ذلك “أخبارا كاذبة”.
غير أن مسؤولين استخباراتيين سابقين أكدوا أن الخطوة ليست “تغييرا جذريا”، بل هي إجراء قانوني يهدف إلى تجنّب التورط في عمليات قد تكون مشروعة في الولايات المتحدة وغير مشروعة في أوروبا، مشيرين إلى أن التعاون الاستخباراتي الأوسع بين ضفتي الأطلسي ما زال قائما.
المصدر: الجزيرة