4 أسئلة حول انتخابات عامة انطلقت اليوم في كوسوفو

بدأ الناخبون في كوسوفو، صباح اليوم الأحد، الإدلاء بأصواتهم لاختيار برلمان جديد في هذه الدولة الأوروبية التي يشكل المسلمون 95% من سكانها.

وهذه ثاني انتخابات عامة يتم تنظيمها في كوسوفو خلال أقل من عام.

ويبلغ إجمالي عدد الناخبين المؤهلين للتصويت أكثر من مليونين، من بينهم عشرات الآلاف المسجلين في الخارج.

1- فما مدى أهمية هذه الانتخابات؟

يأتي تنظيم الانتخابات وسط أزمة سياسية حادة أدت إلى تعطيل البرلمان وتأخير التمويل الدولي.

ويعول على هذه الانتخابات في وضع حد للجمود السياسي وفتح الباب أمام إجراء انتخاب رئيس جديد والتصديق على قروض كبيرة.

President of Kosovo Vjosa Osmani, flanked by her husband Prindon Sadriu, speaks to the members of the media, on the day of a snap parliamentary election, nearly a year after a political deadlock that prevented the formation of a new government, in Pristina, Kosovo, December 28, 2025. REUTERS/Valdrin Xhemaj
رئيسة كوسوفو، فيوسا عثماني حلت البرلمان بعد فشل مفاوضات تشكيل الحكومة (رويترز)

2- ما سبب الأزمة السياسية؟

اندلعت الأزمة بعد أن فشل حزب تقرير المصير بزعامة رئيس الوزراء ألبين كورتي في الحصول على الأغلبية في انتخابات أجريت فبراير/شباط الماضي.

ورفضت أحزاب المعارضة في كوسوفو الحكم مع ‍كورتي، منتقدة طريقة تعامله في العلاقات مع الحلفاء الغربيين ونهجه في التعامل مع شمال كوسوفو المنقسم عرقيا، حيث تعيش أقلية صربية. ويلقي كورتي بالمسؤولية على المعارضة في هذا المأزق.

وفي ظل الانقسام البرلماني الحاد، احتاج النواب إلى أكثر من 50 جلسة لانتخاب رئيسهم، وفشلت محاولات تشكيل أي ائتلاف حكومي.

وبعد أشهر من المفاوضات العقيمة قررت الرئيسة فيوسا عثماني حل البرلمان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والدعوة إلى انتخابات مبكرة.

Kosovo's acting Prime Minister and leader of the Vetevendosje Movement (LVV) Albin Kurti addresses the press after casting his vote at a polling station in Pristina on December 28, 2025.
رئيس الوزراء المنتهية ولايته ألبين كورتي يتحدث إلى الصحافة بعد الإدلاء بصوته في مركز اقتراع في بريشتينا (الفرنسية)

3-ما أبرز الأحزاب المتنافسة؟

يعتبر حزب تقرير المصير بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته ألبين كورتي من أبرز الأحزاب المشاركة في الانتخابات.

وتصدر الحزب الانتخابات التي جرت في فبراير/شباط 2025 بحصوله فيها على أكثر من 40%.

لكنّ المقاعد الـ48 التي فاز بها لم تكن كافية لتشكيل غالبية في البرلمان الذي يبلغ إجمالي عدد أعضائه 120.

إعلان

وفي الأسابيع الأخيرة ركز كورتي على الاقتصاد. ولاستمالة الناخبين، تعهد براتب شهر إضافي سنويا للعاملين في القطاع العام، وضخ مليار يورو سنويا في الاستثمار الرأسمالي وإنشاء وحدة ادعاء جديدة لمكافحة الجريمة المنظمة.

ويبرز في المشهد السياسي أيضا زعيم الحزب الديمقراطي برئاسة بدري حمزة، والرابطة الديمقراطية، برئاسة لومير عبديشيكو.

وكان الاقتصاد والفئات الاجتماعية الهشة محورَي حملتَي بدري حمزة ولومير عبديشيكو.

Leader of the Democratic League of Kosovo (LDK) Lumir Abdixhiku casts his ballot at a polling station in Pristina on December 28, 2025.
لومير عبدشيكو زعيم الرابطة الديمقراطية يدلي بصوته بمركز اقتراع في بريشتينا (الفرنسية)

4- ما مخاوف وتطلعات الناخبين؟

من شأن الإخفاق في تشكيل حكومة واستمرار تعطيل البرلمان أن يطيل أمد الأزمة ‍في وقت حرج، إذ يتعين على النواب انتخاب رئيس جديد في أبريل/نيسان المقبل والتصديق على اتفاقيات قروض بقيمة مليار يورو (1.2 مليار دولار) من الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي والتي تنتهي صلاحيتها في الأشهر المقبلة.

وقال ‌طبيب يدعى إيدي كراسيكي “لن تكون هناك فرحة كبيرة إذا فاز كورتي، ولن تكون هناك فرحة كبيرة إذا فازت المعارضة. هذا البلد بحاجة إلى تغييرات جذرية، ولا أرى أن هذا التغيير قادم”.

وقال أحد الناخبين ويدعى رجب كاراكاشي (58 عاما) -في العاصمة بريشتينا- “نريد من الحكومة المقبلة أن تهيئ الظروف للشبان للبقاء وعدم المغادرة”.

ولم يُبد عالم الاقتصاد أربين جليلي (42 عاما) تفاؤلا كبيرا بعد الإدلاء بصوته، قائلا “أتوقع استمرار الوضع على حاله بعد الانتخابات”.

وأشارت بريكندا رجبي -رئيسة تحرير مجموعة كوها الانتخابية- إلى أن تجربة كوسوفو أظهرت أن “الأكثريات لا تضمن الاستقرار بالضرورة، ما يجعل الأمر أكثر تعقيدا من مجرّد حسابات ائتلافية”.

يذكر أن كوسوفو أعلنت استقلالها عن صربيا في عام ‌2008 بدعم من الولايات المتحدة.

وشن حلف شمال الأطلسي عام 1999 حملة ضد القوات الصربية التي كانت تحاول سحق انتفاضة الأغلبية ذات الأصل الألباني.

وعلى الرغم من الدعم الدولي، تعاني الدولة التي يبلغ عدد سكانها 1.6 مليون نسمة من الفقر وعدم الاستقرار والجريمة المنظمة.

 

المصدر: الجزيرة