بدأ الناخبون في كوسوفو، صباح اليوم الأحد، الإدلاء بأصواتهم لاختيار برلمان جديد في هذه الدولة الأوروبية التي يشكل المسلمون 95% من سكانها.
وهذه ثاني انتخابات عامة يتم تنظيمها في كوسوفو خلال أقل من عام.
ويبلغ إجمالي عدد الناخبين المؤهلين للتصويت أكثر من مليونين، من بينهم عشرات الآلاف المسجلين في الخارج.
1- فما مدى أهمية هذه الانتخابات؟
يأتي تنظيم الانتخابات وسط أزمة سياسية حادة أدت إلى تعطيل البرلمان وتأخير التمويل الدولي.
ويعول على هذه الانتخابات في وضع حد للجمود السياسي وفتح الباب أمام إجراء انتخاب رئيس جديد والتصديق على قروض كبيرة.

2- ما سبب الأزمة السياسية؟
اندلعت الأزمة بعد أن فشل حزب تقرير المصير بزعامة رئيس الوزراء ألبين كورتي في الحصول على الأغلبية في انتخابات أجريت فبراير/شباط الماضي.
ورفضت أحزاب المعارضة في كوسوفو الحكم مع كورتي، منتقدة طريقة تعامله في العلاقات مع الحلفاء الغربيين ونهجه في التعامل مع شمال كوسوفو المنقسم عرقيا، حيث تعيش أقلية صربية. ويلقي كورتي بالمسؤولية على المعارضة في هذا المأزق.
وفي ظل الانقسام البرلماني الحاد، احتاج النواب إلى أكثر من 50 جلسة لانتخاب رئيسهم، وفشلت محاولات تشكيل أي ائتلاف حكومي.
وبعد أشهر من المفاوضات العقيمة قررت الرئيسة فيوسا عثماني حل البرلمان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والدعوة إلى انتخابات مبكرة.

3-ما أبرز الأحزاب المتنافسة؟
يعتبر حزب تقرير المصير بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته ألبين كورتي من أبرز الأحزاب المشاركة في الانتخابات.
وتصدر الحزب الانتخابات التي جرت في فبراير/شباط 2025 بحصوله فيها على أكثر من 40%.
لكنّ المقاعد الـ48 التي فاز بها لم تكن كافية لتشكيل غالبية في البرلمان الذي يبلغ إجمالي عدد أعضائه 120.
وفي الأسابيع الأخيرة ركز كورتي على الاقتصاد. ولاستمالة الناخبين، تعهد براتب شهر إضافي سنويا للعاملين في القطاع العام، وضخ مليار يورو سنويا في الاستثمار الرأسمالي وإنشاء وحدة ادعاء جديدة لمكافحة الجريمة المنظمة.
ويبرز في المشهد السياسي أيضا زعيم الحزب الديمقراطي برئاسة بدري حمزة، والرابطة الديمقراطية، برئاسة لومير عبديشيكو.
وكان الاقتصاد والفئات الاجتماعية الهشة محورَي حملتَي بدري حمزة ولومير عبديشيكو.

4- ما مخاوف وتطلعات الناخبين؟
من شأن الإخفاق في تشكيل حكومة واستمرار تعطيل البرلمان أن يطيل أمد الأزمة في وقت حرج، إذ يتعين على النواب انتخاب رئيس جديد في أبريل/نيسان المقبل والتصديق على اتفاقيات قروض بقيمة مليار يورو (1.2 مليار دولار) من الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي والتي تنتهي صلاحيتها في الأشهر المقبلة.
وقال طبيب يدعى إيدي كراسيكي “لن تكون هناك فرحة كبيرة إذا فاز كورتي، ولن تكون هناك فرحة كبيرة إذا فازت المعارضة. هذا البلد بحاجة إلى تغييرات جذرية، ولا أرى أن هذا التغيير قادم”.
وقال أحد الناخبين ويدعى رجب كاراكاشي (58 عاما) -في العاصمة بريشتينا- “نريد من الحكومة المقبلة أن تهيئ الظروف للشبان للبقاء وعدم المغادرة”.
ولم يُبد عالم الاقتصاد أربين جليلي (42 عاما) تفاؤلا كبيرا بعد الإدلاء بصوته، قائلا “أتوقع استمرار الوضع على حاله بعد الانتخابات”.
وأشارت بريكندا رجبي -رئيسة تحرير مجموعة كوها الانتخابية- إلى أن تجربة كوسوفو أظهرت أن “الأكثريات لا تضمن الاستقرار بالضرورة، ما يجعل الأمر أكثر تعقيدا من مجرّد حسابات ائتلافية”.
يذكر أن كوسوفو أعلنت استقلالها عن صربيا في عام 2008 بدعم من الولايات المتحدة.
وشن حلف شمال الأطلسي عام 1999 حملة ضد القوات الصربية التي كانت تحاول سحق انتفاضة الأغلبية ذات الأصل الألباني.
وعلى الرغم من الدعم الدولي، تعاني الدولة التي يبلغ عدد سكانها 1.6 مليون نسمة من الفقر وعدم الاستقرار والجريمة المنظمة.
المصدر: الجزيرة