انفجارات لبنان: ماذا نعرف عن “صاحبة” الشركة المتهمة بتصنيع أجهزة البيجر؟

قادت تحقيقات في الانفجارات التي هزت لبنان الأسبوع الماضي إلى عدد من الشركات والأفراد في شبكة تمتد بين تايوان في آسيا والمجر في أوروبا الشرقية.

وتدلّ العلامة التجارية الموجودة على أجهزة اتصالات البيجر التي انفجرت في لبنان على أن هذه الأجهزة من تصنيع شركة غولد أبولو، ومقرّها تايوان.

لكن الشركة التايوانية تنكر أي صلة لها بالهجمات، قائلة إنها حصلت على رُخصة تصنيع هذه الأجهزة من شركة بي أيه سي كونسالتينغ، ومقرّها العاصمة المجرية بودابست. وأكدت الشركة التايوانية أن نظيرتها المجرية هي المسؤولة عن تصنيع وتصميم أجهزة البيجر.

بدورها، قالت الحكومة المجرية إن شركة بي أيه سي كونسالتينغ هي مجرّد وسيط تجاري، وإنه لا يوجد لها موقع تصنيعيّ في المجر، فيما فتحت السلطات تحقيقا يتعلق بشركة نورتا غلوبا، ومقرّها في العاصمة البلغارية صوفيا.

الموظفة الوحيدة والرئيسة التنفيذية للشركة

ويمكن القول إن كريستيانا، البالغة من العمر 49 عاما، ذات خلفية “معقدة”؛ فهي تحمل الجنسيتين الإيطالية والمجرية، وشغلت العديد من المناصب دون أن تستقر في أي منها، وفق سيرتها الذاتية عبر موقع لينكد إن.

فتارةً تعرّف كريستيانا عن نفسها بأنها مستشارة استراتيجية ومطوّرة أعمال، وتارة أخرى هي خبيرة تقييم في مشروعات تمويلية تقدّمها المفوضية الأوروبية، وتارة ثالثة هي متدربة في الهيئة الدولية للطاقة الذرية.

لكنْ في يوم الجمعة، قالت بياتريكس، والدة كريستيانا، إن الأخيرة تلقت تهديدات مُجهّلة وإنها “في الوقت الراهن في مكان آمن تحت حماية المخابرات المجرية”.

ونوهت بياتريكس لوكالة أسوشيتد برس للأنباء، بأن “المخابرات المجرية نصحتها بعدم الحديث إلى وسائل الإعلام”.

ولم تعلّق المخابرات المجرية على الأمر، كما لم يتسنّ التأكد من حقيقة مزاعم الأم بخصوص هذه الحماية.

وأضافت بياتريكس بأن ابنتها “غير متورطة بأي شكل من الأشكال، وإنها كانت مجرد وسيط، وإن الأجهزة لم تمرّ عبر بودابست”.

وأضافت بياتريكس بأن ابنتها عملت في العاصمة الفرنسية باريس، والعاصمة النمساوية فيينا، قبل الانتقال في عام 2016 إلى العاصمة المجرية بودابست، حيث أسست شركة بي أيه سي كونسالتينغ.

“واجهة للاستخبارات الإسرائيلية”

ثمة أشخاص قالوا إنهم تعاملوا مع كريستيانا، وهؤلاء يصفونها بأنها شخصية غامضة قد تظهر لفترة من الوقت في مكان ما، ثم تغادر.

ورغم حصولها على الدكتوراة في العلوم، اختارت كريستيانا العمل في المجال الإنساني في كل من أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، بحسب تقارير.

وبحسب وكالة رويترز للأنباء، شوهدت لوحات رسوم عارية على حوائط منزل كريستيانا في بودابست، كما تشير تقارير إلى أنها كانت ترتاد أحد النوادي الفنية في العاصمة المجرية، لكنها انقطعت عن زيارته في العامين الأخيرين.

أما الموقع الإلكتروني لشركة بي أيه سي كونسالتينغ فقد أغلق هو الآخر في يوم الأربعاء (اليوم الثاني من الانفجارات)، ولكن قبل أن يغلق الموقع كان يشير إلى أنه متخصص في “شؤون البيئة والتنمية، فضلا عن الشؤون الدولية”.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ثلاثة مسؤولين استخباراتيين القول إن شركة بي أيه سي كونسالتينغ كانت واجهة للاستخبارات الإسرائيلية، على أنه من غير المعلوم ما إذا كان هناك أي اتصال سابق من جانب الشركة المجرية بإسرائيل.

 

المصدر: BBC