أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أنه اختار روبرت إف. كينيدي جونيور، الناشط البيئي “المعادي” للقاحات، لقيادة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية.
سيجعل هذا التعيين كينيدي، مسؤولاً عن وزارة تشرف على أمور كثيرة، بدءاً من سلامة الأدوية واللقاحات والأغذية، إلى الأبحاث الطبية. لكن من هو روبرت إف. كينيدي جونيور؟
وعلّق كينيدي محاولته للترشح في أغسطس/آب 2024 وأيّد المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وبعد فوز ترامب في الانتخابات، اختار كينيدي لشغل منصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية في إدارته القادمة.
روبرت جونيور هو الثالث من بين 11 طفلاً ولدوا لروبرت إف. كينيدي وإثيل سكاكيل كينيدي، وكان والده مستشاراً في اللجنة الفرعية الدائمة للتحقيقات بمجلس الشيوخ، وقت ولادته.
أصبح كينيدي الأب خلال حياته السياسية، المدعي العام الأمريكي في إدارة شقيقه الرئيس جون إف. كينيدي، كما شغل منصب عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي عن نيويورك.
التحق كينيدي جونيور بمدارس داخلية مختلفة أثناء نشأته، وبعد وفاة والده، عانى بفعل تعاطي المخدرات، فاعتقل بتهمة حيازة الماريجوانا في سن السادسة عشرة، كما تم طرده من مدرستين داخليتين.
بعدما التحق بجامعة هارفارد، حيث حصل على درجة البكالوريوس في التاريخ والأدب الأمريكي في عام 1976، كما درس بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.
وبعد حصوله على شهادة في القانون من جامعة فرجينيا عام 1981، بدأ كينيدي العمل في عام 1982 كمساعد للمدعي العام في مانهاتن.
إلا أنّ سمعته المهنية شُوّهت في العام التالي، عندما فشل في اجتياز امتحان نقابة المحامين وتم القبض عليه بتهمة حيازة الهيروين بعد جرعة زائدة من المخدرات.
اجتاز كينيدي امتحان نقابة المحامين في محاولة لاحقة وتم قبوله في نقابة محامي ولاية نيويورك عام 1985.
النشاط البيئي
خلال فترة الخدمة المجتمعية، تطوّع كينيدي مع جمعية صيادي نهر هدسون (المعروفة الآن باسم المحافظ على النهر أو ريفر كيبر)، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لتنظيف نهر هدسون الذي يمر عبر نيويورك واتخاذ إجراءات قانونية ضد الكيانات الحكومية والشركات التي لوثته.
وأصبح مكرساً وقته للقضايا البيئية، حيث عمل محامياً رئيسياً في ريفر كيبر، فضلاً عن مشاركته في مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية. وفي عام 1987، حصل على درجة الماجستير في القانون البيئي من جامعة بيس.
وفي نفس العام الذي تم فيه إبرام الاتفاقية، نشر كينيدي كتاباً بعنوان “المحافظين على النهر” (ريفر كيبرز)، مع زميله الناشط البيئي جون كرونين، حول عملهما مع جمعية ريفر كيبر.
في عام 1999، تناولت مجلة “تايم” الأمريكية، عملهما وأطلقت عليهما لقب “بطلي الكوكب”. كما أطلق كينيدي في نفس العام تحالف “ووتر كيبر”، وهي مجموعة مناصرة للمياه النظيفة.
وبحلول أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، برز كينيدي كشخصية بارزة في قضايا البيئة وحقوق الإنسان .
وفي عام 2004 ، نشر كينيدي كتاباً بعنوان ” الجرائم ضد الطبيعة: كيف ينهب جورج دبليو بوش وأصدقاؤه من رجال الأعمال البلاد ويختطفون ديمقراطيتنا” وقد انتقد في هذا الكتاب بشدة سجل جورج دبليو بوش البيئي خلال فترة رئاسته .
وكان كينيدي يمثل الجماعات الأصلية بشكل متكرر في الدعاوى القضائية المتعلقة بالمعاهدات وجهود الحفاظ على البيئة.
وفي عام 2013، تم القبض عليه في واشنطن العاصمة أثناء احتجاجه على خط أنابيب كيستون إكس إل، الذي عارضته العديد من جماعات السكان الأصليين في الولايات المتحدة وكندا، كما شارك في الاحتجاجات ضد خط أنابيب داكوتا أكسيس في محمية ستاندنغ روك في عام 2016.
كما كان جزءاً من فريق المحاكمة الذي فاز بدعوى قضائية جماعية في عام 2018 ضد شركة “مونسانتو”، وهي شركة مواد كيميائية زراعية، لاستخدامها الجليفوسات وهي مادة مسرطنة محتملة، وفقاً لتقييم منظمة الصحة العالمية.
تشكيكه بهوية قاتل عمه جون
أعرب كينيدي أحياناً عن آراء جعلته على خلاف مع نشطاء يساريين آخرين وكذلك الديمقراطيين وأفراد عائلة كينيدي.
ففي عام 2006، زعم أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2004 بين الجمهوري جورج دبليو بوش والمرشح الديمقراطي جون كيري قد تم تزويرها من قبل الحزب الجمهوري.
وفي عام 2013، شكك في نتائج لجنة “وارن” بشأن اغتيال عمه جون إف كينيدي عام 1963. وذكر لاحقاً أن سرحان سرحان، الذي أدين بقتل والده عام 1968، قد أُدين ظلماً.
وفي عام 2023، ادعى في مقابلة على إذاعة دابلو إيه بي سي 77 في نيويورك: “أن هناك أدلة دامغة على تورط وكالة المخابرات المركزية في مقتل عمه جون إف كينيدي”.
جدل اللقاحات
كما أثارت تعليقات كينيدي حول اللقاحات والصحة العامة الجدل الأكبر. ففي عام 2005، كتب مقالاً في مجلتي “رولينغ ستون” و”صالون” زعم فيهما وجود صلة بين اضطراب التوحد والثيميروسال، وهو مطهر يحتوي على الزئبق ويستخدم في بعض اللقاحات.
وتجاهل المقالان البيانات التي أشارت إلى خلاف ذلك، وتمت إزالتهما لاحقاً من على الإنترنت. في عام 2011، أصدرت مجلة “صالون” تراجعاً، قالت فيه إن النظرية قد تم فضح عدم صحتها تماماً في السنوات التي تلت نشر المقال، وبالتالي لا يجب الترويج لها.
وكانت المجموعة تكافح من أجل العثور على الكثير من الدعم، لكن نفوذ كينيدي واتصالاته جلبت لها الكثير من الإيرادات والاهتمام، وفي عام 2018، حصلت المنظمة على اسم أكثر قبولاً، وهو الدفاع عن صحة الأطفال.
كما كتب كينيدي العديد من الكتب المتعلقة بالنشاط المناهض للقاحات، بما في ذلك الثيمروسال، ومن بينها كتاب “دع العلم يتحدث: الأدلة الداعمة للإزالة الفورية للزئبق من اللقاحات” في عام 2014، و”رسالة إلى الليبراليين..الرقابة وكوفيد: هجوم على العلم والمثل الأمريكية” في عام 2022.
وبات الخلاف العام مع الأعضاء آخرين من عائلة كينيدي واضحاً في عام 2019، عندما نشرت أخت كينيدي وأخ له وابنة أخته إدانة مشتركة في مجلة “بوليتيكو” لتشكيكه في اللقاحات.
وخلال جائحة كوفيد-19، روّج كينيدي بشكل متكرر لمعلومات مضللة حول لقاحات كوفيد-19، مدعياً أنها تسببت في إصابات ووفيات.
كما طرح نظريات مفادها أن أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، في السنوات الأولى من الوباء، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، وهي منظمة غير ربحية تروّج لجهود التحصين في جميع أنحاء العالم، كانا يحاولان الاستفادة مادياً من الوباء.
وفي عام 2021، نشر كينيدي كتاب “أنتوني فاوتشي الحقيقي: بيل غيتس، وشركات الأدوية الكبرى، والحرب العالمية على الديمقراطية والصحة العامة”.