“عاصمة البندق” في العالم مهددة بتغير المناخ، فما القصة؟

قد يجهل عشاق القهوة أو الحلوى أن معظم إنتاج البندق في العالم يأتي من سلسلة جبال ساحلية واحدة تقع في تركيا، وتنتجه النساء على مدار مئات السنين.

تقع مدينة غيرسون القديمة على سفوح سلسلة جبال بونتيك المطلة على البحر الأسود في شمال شرقي تركيا، وهي مدينة تُعرف بمناظرها الساحلية الخلابة وجبالها الوعرة، بيد أنها تشتهر بزراعة البندق أكثر من أي شيء آخر.

تنتج تركيا ما يزيد على 72 في المئة من البندق في العالم، يأتي نحو 60 في المئة من هذا الإنتاج من منطقة شرق البحر الأسود حيث تقع مدينة غيرسون.

حافظت الشركة، منذ بدء نشاطها قبل تسع سنوات، على تقاليد غيرسون القديمة، وأصبحت في ذات الوقت بمثابة مثال لجيل جديد من النساء المحليات، إذ تفخر سونجور بنجاح عائلتها وكيف ألهمت نساء أخريات في المنطقة لإطلاق مشاريعهن الخاصة.

“تغير المناخ يهدد الزراعة”

وعلى الرغم من أن صناعة البندق في تركيا لا تزال مزدهرة، إلا أن هناك مشاكل تلوح في الأفق، كما هو الحال في العديد من المناطق في شتى أرجاء العالم، لا سيما وأن قدرة البلاد على زراعة أشجار وشجيرات البندق مهددة بالعوامل البيئية، إذ يؤثر تغير المناخ على المحصول هنا، مما يؤدي إلى المزيد من الرطوبة وانتشار الآفات، وكلاهما قد يعرقل نمو نباتات البندق ويقتلها.

وتضيف: “إنها مشكلة كبيرة ويجب مكافحتها لأنها تتغذى على العديد من النباتات. كما أن الرطوبة العالية تؤدي إلى ظهور مرض العفن”، موضحة أن البندق يزدهر عادة في الظروف المناخية الأكثر جفافا.

وتخشى أوزمان سوليفان من أن تكون المساعي المحلية للحد من انتشار الآفات أكثر ضررا من نفعها، وتقول: “يستخدم الناس المبيدات الحشرية (ولكن)… هذا ليس جيدا لأن هناك العديد من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في التربة وعلينا أن نبقيها على قيد الحياة”.

ويشعر مزارعو البندق في غيرسون بفخر شديد بسبب الوفرة التي يسهم بها نظامهم البيئي الفريد والذي يجمع بين البيئة الجبلية والبحر، كما أن العديد منهم، مثل أوزمان سوليفان، يسعون إلى حماية النظام البيئي وتقاليدهم للأجيال القادمة.

وتقول: “نريد الاستمرار في زراعة البندق في هذه المناظر الطبيعية الجميلة”.

 

المصدر: BBC