عمليات التجميل: “دفعت لطبيب تجميل مزيّف آلاف الدولارات، والآن أبدو مثل تمثال قبيح”

كشف تحقيق أجرته بي بي سي أن أحد فناني الوشم السابقين الذي ترك امرأة “تبدو وكأنها وحش” بعد حقن وجهها بحشوات غير صحيحة، كان ينتحل صفة طبيب في عيادته التجميلية. ويأتي هذا في الوقت الذي يحذر فيه أحد كبار الممارسين من المزيد من “الموت والتشويه” مع استمرار تأجيل خطط تنظيم هذا القطاع.

وتغطي أندريا وجهها عندما تغادر المنزل، لأنها تخشى أن يسخر الناس منها، بعد عامين من خضوعها لعمليات تجميل.

“أرى تمثالاً مرعباً. شيء فظيع ومثير للاشمئزاز”، تقول لبي بي سي.

وتضيف: “أعيش كابوساً كل يوم”.

كما تظهر مقاطع الفيديو التي تم نشرها على نفس الحسابات في يناير/ كانون الثاني وأبريل/ نيسان 2023 لافتة على بابه في العيادة مكتوب عليها “الدكتور شون سكوت، المدير الطبي”، مع الإشارة إلى حصولة على شهادة الدكتوراه.

وتقول أندريا إن سكوت أعطاها المضادات الحيوية لتتناولها بعد إجراء عملية حشو الثدي الأولى في ديسمبر/ كانون الأول 2021.

وتعترف أندريا قائلة: “لقد وثقت بكل ما قاله لي.. لأنه كان يعرف ما كان يتحدث عنه، لقد كان الطبيب”.

ويقول المجلس الطبي العام، الذي ينظم الأطباء، إن “المهنيين الطبيين” فقط هم من يمكنهم وصف المضادات الحيوية والبوتوكس ويجب عليهم القيام بذلك فقط إذا كان لديهم “معرفة بشكل كافي” بالمريض.

فيما أخبر سكوت بي بي سي، أنه لم يصف المضادات الحيوية أو البوتوكس، وبدلاً من ذلك استخدم “طبيباً مسجلاً لدى صيدلية مرخصة” للحصول على الدواء عبر الإنترنت.

وتقول أندريا إن سكوت أخبرها أنه يعتقد أن خديها “غير متساويين” وأنه يمكنه المساعدة في “تنسيق” وجهها.

ووضعت أندريا حشواً في خديها وذقنها وفكها، لكنها تقول إن وجهها بدأ يتورم وظهرت علامات داكنة. وتقول إن “الإجراء البسيط” المفترض تحول من هناك إلى كتالوج من العلاجات الفاشلة.

وتضيف أندريا أن سكوت أخبرها أن التورمات كانت ناجمة عن لدغة حشرة وتقول إنها شُجعت على الحصول على علاجات أخرى.

وينفي سكوت بشدة هذه المزاعم، مضيفاً: “لم نقم أبداً بإجراء أي علاجات بينما كانت العميلة تظهر أي علامات تورم أو كدمات أو أي آثار جانبية أخرى”.

وقال إن الشكاوى الوحيدة التي قدمتها أندريا في البداية كانت أنها “لم تكن سعيدة تماماً” بالعلاجات، وهذا هو السبب وراء حصولها على “العديد” من مواعيد المتابعة.

كما يزعم سكوت فإن أندريا زارت عيادات أخرى للعلاج خلال هذه الفترة، بما في ذلك عيادة تسببت في تلف بشرتها، وأن عيادته عالجت هذا الضرر.

وتقول أندريا إنها خضعت لعلاج واحد فقط بحشو الجلد في مكان آخر، وهو ما كانت سعيدة به، قبل ثلاث سنوات من زيارة سكوت.

وكان سكوت “فنان وشم” لمدة 33 عاماً قبل افتتاح “Reshape U” في عام 2019، كما يدير شركة تدريب جمالية، “أكاديمية يوركشاير للتدريب على الجمال”.

وباعت أندريا المجوهرات واقترضت المال لدفع ثمن العلاجات، والتي بلغت آلاف الجنيهات، لكنها تقول إن رد الفعل ازداد سوءاً.

وفي أكتوبر 2022، تقول إنها ذهبت إلى المستشفى، بالكاد قادرة على فتح عينيها. وفي رسائل من جراحي التجميل اطلعت عليها بي بي سي، قيل لأندريا إن رد فعل جسدها كان ناجماً عن الإجراءات التجميلية.

وتعلم بي بي سي بوجود ثلاث شكاوى أخرى على الأقل ضد سكوت واستخدامه لمؤهلات مزيفة.

وتم تقديم اثنتين من هذه الشكاوى إلى خدمة ممارس مسجل Save Face.

وقال المدير آشتون كولينز، إن الأشخاص الذين أبلغوا عن “ممارسة سيئة” لسكوت اختاروه لأنهم كانوا تحت الانطباع بأنه طبيب.

قام مسؤولو الصحة والسلامة من مجلس مدينة هال بزيارة مقر سكوت في عام 2024 بعد إثارة مخاوف بشأن بيانات اعتماده.

وقال المجلس إنه وجد عدداً من القضايا التي تتطلب تحسيناً ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء رسمي لأن الشركة كانت متقبلة لطلباتها.

“تعلمت دروساً قيّمة”

وأضاف: “على الرغم من أننا ربما ارتكبنا أخطاء في البداية، إلا أننا كنا دائماً نعطي 100 في المئة من قدراتنا لعملائنا. لقد تعلمنا دروساً قيمة وتقدمنا ​​​​بالتدريب والتطوير المستمر بالفعل”.

وتم إصدار تحذيرات حول قطاع التجميل لسنوات.

في عام 2013، خلصت مراجعة لتنظيم مستحضرات التجميل إلى أن الحشوات الجلدية كانت “أزمة تنتظر الحدوث”، لأن أي شخص يمكن أن يكون ممارساً طبياً، “دون الحاجة إلى المعرفة أو التدريب أو الخبرة السابقة”.

وتم تسجيل أول حالة وفاة بسبب إجراء تجميلي في المملكة المتحدة في عام 2024.

وحذر الدكتور بول تشارلسون، وهو طبيب تجميل في شرق يوركشاير وعضو المجلس المشترك لممارسي التجميل، من أنه سيكون هناك “مزيد من الوفيات والمزيد من التشوهات” ما لم “تستمر الحكومة” في سن التشريع الذي ساعد في صياغته جنباً إلى جنب مع آخرين في جميع أنحاء الصناعة.

وقال: “إذا قالت الحكومة “نريد هذا في غضون ستة أشهر”، فيمكن القيام بذلك”.

وقال المجلس المشترك لممارسي التجميل إنه تعامل مع “انفجار في الشكاوى” من المجالس المحلية حول الممارسات السيئة في القطاع. وفي عام 2023، كان على علم بشكاوى من سلطتين محليتين، مقارنة بـ 65 بحلول نهاية عام 2024.

ولم يعلق متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية على انتقادات الدكتور تشارلسون، لكنه قال إنه “من غير المقبول” أن تكون حياة الناس معرضة للخطر من “الممارسين غير المدربين بشكل كافٍ في قطاع التجميل”، وكانت “تستكشف بشكل عاجل خيارات لمزيد من التنظيم”.

وحثوا أي شخص يفكر في إجراءات تجميلية على العثور على ممارس حسن السمعة ومؤمن عليه ومؤهل.

 

المصدر: BBC