في براري الكويت يعيش «قط الرمال»، الذي تم رصده هذا الموسم تحديداً في بر السالمي بعدسة الهيئة العامة للبيئة أخيراً، بهدف توثيق الحياة البرية المتنوعة في البلاد، وإبراز الدور المهم لهذا الكائن في الحفاظ على التوازن البيئي.
وقال نائب المدير العام للشؤون الفنية بالهيئة د. عبدالله الزيدان لـ«كونا»، اليوم، إنه تمكن من رصد «قط الرمال» بعدسته أخيراً في منطقة السالمي حيث بنت هذه الكائنات جحوراً لها واستوطنت في الكسارات للعيش فيها.
وأوضح الزيدان أن «قط الرمال» يوجد محلياً في المناطق الصحراوية الشمالية الشرقية والحدودية والمحميات الطبيعية للكويت في بيئات تتكون من السهول ذات الغطاء النباتي القليل إلى الوديان وتربة صخرية.
وأضاف أن قط الرمال» يوجد بشكل عام في ثلاث مناطق مختلفة من العالم – الصحراء الكبرى في إفريقيا وتحديداً الجزائر والنيجر والمغرب، وفي جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، وأجزاء من آسيا الوسطى، مبيناً أن طوله يتراوح بين 45 و57 سنتيمتراً.
وذكر أن هذا القط يعيش في ظروف قاسية حيث تصل درجات الحرارة السطحية اليومية إلى أكثر من 51 درجة مئوية نهاراً بينما يمكن أن تنخفض درجات الحرارة في الليل إلى أكثر من 0.5 درجة مئوية تحت الصفر وتمكنها أقدامها ذات الفراء الكثيف من التعامل مع درجات حرارة سطح الرمال التي تصل إلى 80 درجة مئوية.
وبين أن حركة هذا القط تنشط ليلاً للبحث عن الغذاء، وهو من الحيوانات آكلة اللحوم حيث يتغذى على الجربوع وفئران الرمل والأرانب البرية والعناكب والزواحف والطيور والحشرات والثعابين السامة.
ولفت الزيدان إلى أن هذا النوع من القطط يشكل جزءاً من التجارة غير المشروعة للكائنات البرية حيث تتمثل التهديدات الرئيسية له في فقدان الموائل وتدهورها كما يمكن أن يؤثر التصحر والنشاطات البشرية السلبية على انخفاض أعدادها في بيئة الصحراء.
وأوضح أن «قط الرمال» لا يحتاج إلى مياه الشرب إذ يمكنه تلبية احتياجاته من المياه من خلال نظامه الغذائي الذي يتكون أساساً من القوارض الصغيرة.
وقال إن جبال ومرتفعات «كاظمة» والمحميات الطبيعية مثل محمية صباح الأحمد والمناطق الحدودية والكسارات في المناطق الشمالية تحمي القط الرملي من تدخلات الإنسان وتعد موائل طبيعية لتكاثرها، علاوة على أن وجودها يحافظ على التوازن البيئي.