سلط نواب بريطانيون الضوء على حجم المخاطر التي تواجه من يعانون من اضطرابات الأكل على نحو قد يفضي إلى الوفاة ومعاناة أفراد الأسرة بسبب “الرعاية غير الكافية” المقدمة لهم في المجتمع.
وقالت المجموعة البرلمانية المشتركة للأحزاب بشأن اضطرابات الأكل، وهي مجموعة غير رسمية داخل البرلمان البريطاني تضم أعضاء من مختلف الأحزاب السياسية لمناقشة موضوع معين، في تقرير لها إن الزيادة “المثير للقلق” في حجم الإصابة باضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية والشره المرضي، على مدى السنوات العشر الماضية، أصبحت تشكّل “حالة طوارئ”.
وتظهر علامات عدة في سلوكيات الفرد عند إصابته باضطرابات الأكل على الرغم من عدم معرفة السبب الرئيسي وراء هذه الاضطرابات. ولكن هناك مجموعة عوامل تسهم في حدوث هذه المسببات عند الفرد كالعوامل الحيوية، والنفسية، والاجتماعية، وغيرها.
قالت أوليماتا: “سرعان ما تحولت عادة تناول الطعام الصحي إلى تناول كميات أقل، ثم إلى عدم تناول أي شيء على الإطلاق”.
وقالت: “كنت أضطر إلى الاستحمام عدة مرات في اليوم، لأن جسدي أصبح عاجزا عن الاحتفاظ بدفئه”.
دفع الأمر بعض معلميها إلى الشك في وجود خطأ ما، لكنهم لم يتدخلوا.
وعندما ذهبت أوليماتا إلى طبيب عام أول مرة، طلب منها أن “تأكل كعكة فقط”.
“شعور بالذنب”
وأضافت: “جانب كبير من الثقافة الأفريقية، في رأيي، يتمحور حول التحلي بالقوة وصلابة الإرادة”.
وقالت: “لم أر أي شخص يشبهني يعاني من اضطراب في الأكل”.
شخّص الأطباء حالتها بأنها مصابة بفقدان الشهية، وواصلت أوليماتا تلقي الدعم المستمر من خدمات الصحة النفسية للأطفال والمراهقين في بريطانيا، الأمر الذي “أنقذ حياتها”، على حد قولها، على الرغم من أنها لا تزال تشعر “بذنب الناجي”، وهي حالة نفسية تصيب شخصا نجا من موقف خطر، في حين تضرر أو مات آخرين بسببه.
“التمويل غير كاف”
قضت اللجنة البرلمانية ستة أشهر في الاستماع إلى تجارب “مروعة” من مرضى وأسر وأطباء وأكاديميين.
ويقول التقرير إن اضطرابات الأكل غالباً ما يُساء فهمها، ويُنظر إليها على أنها اختيار لأسلوب حياة يؤثر فقط على الفتيات المراهقات.
بيد أن اضطرابات الأكل في واقع الأمر هي أمراض نفسية خطيرة يمكن علاجها.
ويقول التقرير إن خدمات الدعم تعاني من نقص “حاد” في التمويل، كما توجد عقبات تعترض سبيل الاستفادة من العلاج، فضلا عن وجود تفاوت كبير في جودة الرعاية المقدمة داخل المملكة المتحدة.
وتدعو هذه الخطة إلى:
ويقول فيك تشابمان، استشاري طب الأطفال والمراهقين لدى خدمة اضطرابات الأكل التي تديرها مستشفى رويال فري في لندن: “إنها فكرة جيدة للغاية”.
ويضيف: “يوجد تفاوت كبير في علاج اضطرابات الأكل”.
ما هو اضطراب تجنُّب أو حصرية تناول الطعام؟
خلال هذه الحالة المرضية يتجنب الأشخاص المصابون باضطراب الأكل أطعمة معينة أو مجموعات غذائية كاملة – لذلك قد يكافحون للحفاظ على وزن صحي أو للحصول على الكميات المناسبة من العناصر الغذائية.
ولا يكون الاضطراب مدفوعا بأمور تتعلق بالوزن وصورة محددة عن شكل الجسم.
كما يمكن أن يشمل ذلك الحساسية الشديدة للمذاق أو الملمس أو الرائحة أو المظهر لأنواع معينة من الطعام، أو القدرة على تناول الأطعمة فقط عند درجة حرارة معينة.
لم تُقدَّم خدمات الرعاية لمولي باعتبارها شخصاً متعنتاً في اختيار الطعام، كما رفضت مراراً المساعدة من خدمات اضطرابات الأكل لأنها لم تتوافق مع المعايير المعروفة لهذه الاضطرابات.
وتقول مولي: “اعتقدت أن الطريقة الوحيدة التي تجعلني أحصل على المساعدة تكمن في تناولي كميات أقل من الطعام، وفقدان المزيد من الوزن وسوء حالتي المرضية”.
وبدون مساعدة من المتخصصين، كانت عائلتها اليائسة تصطحب مولي بانتظام إلى قسم الحوادث والطوارئ، بسبب آلام حادة في الصدر، والتي قال الأطباء إنها قد تكون ناجمة عن عاداتها الغذائية.