اكتشف العلماء آثار أقدام قديمة تعود للبشر والحيوانات الذين كانوا يفرون من ثوران جبل فيزوف بالقرب من مدينة بومبي.
لكن هذه الآثار أقدم بآلاف السنين من الثوران الشهير في عام 79 ميلادي، ما يكشف أن سكان منطقة نابولي كانوا يتعاملون مع الكوارث البركانية منذ آلاف السنين.
وعثر على آثار الأقدام القديمة التي تعود إلى 4 آلاف عام، إلى جانب اكتشافات أثرية أخرى، أثناء بناء أنابيب في منطقة تقع في الجنوب الشرقي من بومبي، وفقا لبيان من إدارة الآثار والفنون الجميلة والمناظر الطبيعية لمحافظات ساليرنو وآفيلينو.
Footprints from people and animals feeling the eruption of Vesuvius in 1995 B.C. were recently discovered in a town near Pompeii. https://t.co/oQQaMjMTao
— Live Science (@LiveScience) January 31, 2025
وتعود الآثار المكتشفة إلى العصر البرونزي المبكر في إيطاليا (2300 إلى 1700 قبل الميلاد)، حيث عثر العلماء على مسار من البصمات البشرية والحيوانية في المنطقة الزراعية المعروفة باسم “كاسارزانو” بالقرب من مدينة نوتشيرا إنفيريوري، على بعد نحو 13 كم شرق بومبي.
وتم حفظ هذه الآثار في المواد التي قذفها جبل فيزوف، وتعد بمثابة شهادة مؤثرة على الهروب المأساوي للسكان أمام غضب البركان، بحسب البيان.
وتشير تقديرات سابقة تعتمد على التأريخ بالكربون المشع لرواسب البحيرات إلى أن بركان فيزوف ثار في عام 1995 قبل الميلاد.
وقد عرفت هذه الكارثة باسم “ثوران أفيلينو” البركاني، الذي يقدر بأنه كان أكبر وأكثر انفجارا من ثوران عام 79 ميلادي، ما دمر مجتمع الزراعة والرعي في العصر البرونزي المبكر الذي كان يعيش بالقرب من البركان، ودفن المستوطنات تحت عدة أمتار من الحمم البركانية والرماد.
ومع ذلك، فإن آثار الأقدام البشرية والحيوانية المكتشفة حديثا في الرواسب البركانية ليست الأولى من نوعها من ذلك الثوران. فقد عثر على آثار مماثلة في عام 2001 في نولا-كروس دي بابا، وهي قرية من العصر البرونزي المبكر دمرها “ثوران أفيلينو”، وتظهر تلك الآثار أن هناك إخلاء مفاجئا وجماعيا للآلاف في بداية الثوران، وفقا لدراسة نُشرت في مجلة PNAS عام 2006.
وخلص العلماء إلى أن معظم الذين فروا من نولا-كروس دي بابا على الأرجح نجوا، لكن أراضيهم كانت غير صالحة للسكن لقرون عديدة.
وأثناء الحفريات التي أُجريت مؤخرا أثناء بناء الأنابيب، اكتشف علماء الآثار أدلة على أن هؤلاء السكان عادوا إلى منطقة كازارزانو في العصور اللاحقة. حيث تم العثور على بقايا قرية تحتوي على أكواخ نصف دائرية تعود إلى الفترة من 1200 إلى 900 قبل الميلاد، أي في نهاية العصر البرونزي.
وتسلط هذه الاكتشافات الضوء على تاريخ التعايش البشري مع الكوارث الطبيعية في منطقة نابولي، وكيفية تعافي المجتمعات القديمة من آثارها المدمرة.
المصدر: لايف ساينس
إقرأ المزيد
أدلة على فيضان هائل أعاد تشكيل البحر الأبيض المتوسط
كشفت دراسة علمية حديثة عن أدلة قوية تدعم نظرية حدوث فيضان هائل، عُرف باسم “فيضان الزانكلي” (أو طوفان الزانكلي)، أعاد ملء البحر المتوسط قبل نحو 5 ملايين عام.
لغز حضارة وادي السند.. مكافأة بمليون دولار لمن يفك شفرة كتابة غامضة عمرها 5 آلاف عام
تعد حضارة وادي السند التي امتدت عبر المناطق الشمالية الغربية من جنوب آسيا، واحدة من أكثر المجتمعات تقدما خلال العصر البرونزي قبل أكثر من 5 آلاف عام.
تحليل جيني يبدد الأساطير ويكشف الحقائق عن ضحايا بومبي
أعادت الدراسات الحديثة في مدينة بومبي الإيطالية صياغة الروايات حول الأشخاص الذين عاشوا هناك، بناء على أدلة جينية جديدة تم استخراجها من بقايا الجثث المدفونة تحت الرماد البركاني.
اكتشاف معبد بنته مملكة عربية قديمة قبالة ساحل مدينة إيطالية
أعلن علماء الآثار عن اكتشاف أطلال معبد يعود تاريخه إلى 2000 عام، أنشأته حضارة قديمة، ظهرت في فيلم “إنديانا جونز” الشهير.