عندما يتعلق الأمر بكائنات تعيش في بيئة اجتماعية، يتضح أن الكذب، أو على الأقل تلك الأكاذيب الصغيرة التي يُطلق عليها “أكاذيب بيضاء”، بمثابة رابط اجتماعي لصيق يربطنا ببعض.
هل أنت شخص صادق؟
وعلى الرغم من عدم براعتنا في اكتشاف الكذب، إلا أن ثمة خدعة بسيطة تساعد في اكتشاف الكاذبين الذين يعيشون بيننا.
بدأت لوسي كوك، متخصصة في علم الحيوان، في اكتشاف سبب شيوع سلوك الخداع في مملكة الحيوان، وبين البشر.
الثُلث يكذب كل يوم
وعلى الرغم من ذلك أظهر استطلاع رأي حديث أن خمسة في المئة من السكان يزعمون أنهم لم يكذبوا على الإطلاق.
السجناء أفضل في كشف الكذب مقارنة بالقضاة
قول ريتشارد: “نحن بارعون في الكذب، ونعجز للغاية عن اكتشاف الكذب”.
نعتقد أننا نجيد اكتشاف الخداع، ولكن عندما تُدخل شخصين إلى مختبر وتعرض عليهما مقطع فيديو، لشخص يكذب، وآخر لشخص يروي الحقيقة، ثم تسأل كل واحد منهما عن هذين المقطعين، تكون نسبة الحصول على إجابة صحيحة 50 في المئة فقط.
وتوجد مجموعة واحدة فقط تتفوق على الجميع، إنها فئة السجناء.
استخدم أذنك بدلا من عينك في كشف الكذب
لسبب في أننا لسنا بارعين في اكتشاف الكذب هو أننا مخلوقات بصرية.
توجد أجزاء كبيرة من أدمغتنا مخصصة للمعالجة البصرية، لذا نميل إلى الاعتماد عليها في محاولة اكتشاف ما إذا كان شخص يكذب أم لا.
وعلى الرغم من ذلك فإن معظم هذه الأشياء يمكن التحكم فيها إلى حد كبير، إذ يعرف الكذابون البارعون ما يبحث عنه الشخص الآخر لمحاولة اكتشاف كذبتهم.
إن الإشارات الناتجة عن ذلك لفظية: ماذا نقول وكيف نقوله.
الكذابون، عموما، يتحدثون أقل، ويستغرقون وقتا أطول للإجابة عن سؤال، كما يميلون إلى النأي بأنفسهم عاطفيا عن الكذب: لذا غالبا ما يقل استخدام كلمة “أنا”.
ارسم “Q ” على جبينكلمعرفة إن كنت كاذبا بارعا
بعضنا يكذب أفضل من الآخرين، ويضع ريتشارد وايزمان اختبارا للتمييز بين الفريقين، ويطلق عليه اختبار “Q” ويستغرق الانتهاء منه نحو خمس ثوان فقط.
تقول النظرية إنه إذا وضعت ذيل الحرف فوق عينك اليسرى، حتى يتمكن الأشخاص الذين يقفون أمامك من قراءتها، فأنت تفكر دائما في كيفية جعل الآخرين يفهمونك، وبالتالي أنت تميل إلى الكذب.
لكن إذا وضعت الذيل على عينيك اليمنى، فأنت ترى العالم من وجهة نظرك الشخصية، وتميل إلى الصدق أكثر.
العالم الطبيعي مليء بالمحتالين
لخداع في كل مكان، حتى في عالم الطبيعة، تخدع الحيوانات بعضها باستمرار بالتمويه.
فالحبّار على سبيل المثال ينتحل صفة الأنثى من أجل التسلل إلى الذكر المسيطر، ويرسل إشارة جنسية على جانب الجسم في الاتجاه الذي لا يراه منافسه الذكر.
أما الطيور البحرية فغالبا تربطها روابط ثنائية معظم حياتها، واعتدنا الاعتقاد بأن ذلك علامة على إخلاصها لبعضها البعض.
لكن العلماء أدركوا أنه حتى الطيور التي تتزاوج طوال حياتها، مثل طائر غيلمووت، تتورط في جماع متستر “خارج إطار الزواج”، إذا اعتقدت أن بإمكانها اغتنام الفرصة لتحسين نسلها.
متى يكذب البشر؟
يقول ريتشارد وايزمان إن هناك بعض الدراسات المثيرة للاهتمام تحدد العمر الذي يبدأ فيه الأطفال في الكذب.
سوف تدرك بعد بضع دقائق، عن طريق مراقبتهم من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة، أنهم ينظرون إلى اللعبة.
وعندما تعود إلى الغرفة مرة أخرى، وتسأل السؤال الرئيسي: “هل نظرتم إلى اللعبة؟”
يقول ريتشارد: “عندما تجري هذا الاختبار مع أطفال في الثالثة من العمر، وهو سن بدأوا فيه للتو إتقان اللغة، تجد أن 50 في المئة منهم يكذبون بالفعل”.
ويضيف: “بيد أنه بمرور الوقت عندما يبلغون سن خمس سنوات، لن يصدق أي منهم القول”.
لدينا تاريخ طويل من الخداع التكتيكي