عندما يشعر معظمنا بالتوتر، يمكننا التعرف على مشاعرنا بشكل بديهي بناءً على تأثير ذلك علينا.
لكن بالنسبة للدكتورة كريسيا والدوك، قد يستغرق الأمر وقتاً أطول قليلاً حتى تتمكن من تحديد مشاعرها، وذلك لأنها من بين 10 في المئة من الأشخاص الذين يعانون من “الأليكسيثيميا”.
“الأليكسيثيميا” هي كلمة مشتقة من اللغة اليونانية، ويمكن ترجمتها على أنها “عدم القدرة على التعبير عن المشاعر بالكلمات”.
قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، التي لا تحظى بانتشار واسع، تحديات في التعبير عن مشاعرهم، فضلاً عن صعوبة في التمييز بين المشاعر المختلفة.
تقول والدوك: “أحياناً عندما أشعر بالتوتر أو القلق، ألاحظ ذلك في جسدي، خاصة في فكي. وأتصادم مع الأشياء وأسقطها، أعرف أن هناك شيئاً ما، لكنني لا أتمكن بالضرورة من ربطه معاً”.
وأوضحت والدوك أنها في بعض الأحيان لا تشعر بإشارات الجوع، ولذلك تتبع مواعيد ثابتة لتناول الطعام لضمان عدم تفويت الوجبات.
الدكتورة والدوك هي مساعدة باحثة في جامعة سوانسي، وتعمل حالياً على مشروع يهدف إلى تعميق فهم تجارب الصحة الإنجابية للأشخاص المصابين بالتوحد طوال حياتهم.
وتعاني زميلتها الدكتورة ريبيكا إليس، المسؤولة عن الأبحاث في المشروع، أيضاً من التوحد والأليكسيثيميا.
وقالت إليس إن حالة الأليكسيثيميا تختلف من شخص لآخر، كما أنها تعد أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب.
وأضافت أن بعض الأشخاص يعانون دائماً من الأليكسيثيميا بينما يكتسبها آخرون من خلال الصدمة، لافتة إلى أنها تجد صعوبة في التفرقة بين الشعور بالقلق والإثارة.
تقول وهي تضحك: “يسبب هذا لي قدرا كبيرا من الارتباك. لذا، فحتى لو كان هناك حدث اجتماع رائع أتطلع إليه، فقد ينتابني شعور إيجابي وسلبي تجاهه في نفس الوقت”.
تمكنت كل من إليس ووالدوك من إيجاد طرق للتعامل مع مرض الأليكسيثيميا. وتوضح إليس أنه من المفيد طرح أسئلة على الآخرين حول كيفية تعرفهم على مشاعرهم.
وتضيف: “قد يكون هذا أمراً يمكن تعلمه وتحسينه بمرور الوقت حتى يمكنك فهم مشاعرك وأحاسيسك بطريقة أفضل”.
اتفقت إليس ووالدوك على أن تلقي تنبيه من الأشخاص المقربين عند ملاحظتهم تصرفات غير مألوفة قد يكون مفيداً.
لا توجد معايير تشخيصية محددة لمرض فقدان القدرة على التعبير عن المشاعر، فلماذا يكون من المفيد وجود مصطلح مثل الأليكسيثيميا؟
توضح إليس ذلك قائلةً: “أعتقد أن هذا يساعدك على أن تكون أكثر تسامحاً مع نفسك”.
من جانبها، أيدت الدكتورة والدوك هذا الرأي، مشيرةً إلى أن فهمها لما يعنيه أن تكون شخصاً مصاباً بالتوحد، بما في ذلك تجارب مثل الأليكسيثيميا، ساعدها كثيراً في فهم نفسها بشكل أعمق.