رمضان في حماة… بضائع بلا مشترين

يعيش السوريون هذا العام رمضان لأول مرة منذ أكثر من 50 عاماً بعيداً عن حكم نظام الأسد، مما جعل أجواء الشهر الفضيل في مدينة حماة، وسط سورية، مختلفة تماماً عن الأعوام السابقة.

هذه التغيرات ألهمت الأهالي وأعطتهم دافعاً قوياً لاستقبال الشهر بأساليب مغايرة، حيث يسعون لاستعادة الأجواء الرمضانية التي غابت عنهم بسبب الحرب، لاسيما في العقد الأخير.

ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المدينة، فإن مشاهد الاحتفالات والزينة التي تملأ الشوارع، وتزين شرفات المنازل تعكس رغبة السكان في العودة إلى الطقوس الرمضانية التي افتقدوها لأكثر من نصف قرن.

وتظل العودة إلى الحياة الطبيعية في مدينة حماة تصطدم بالواقع المعيشي الصعب الذي يعيشه السكان، بعد أشهر من الركود الاقتصادي، وقلة الحركة الشرائية، نتيجة لأسباب متعددة.

أبرز هذه الأسباب يتمثل في عدم عودة المؤسسات الحكومية للعمل بكل طاقتها، ما يؤثر بشكل مباشر على حركة الأسواق وانتعاشها.

يقول فواز العدس، تاجر خضراوات وفواكه في سوق «15 آذار» وسط حماة، إن توافر البضائع قد تحسّن بشكل ملحوظ بعد سقوط النظام السابق، حيث تم فتح المجال أمام التجار لاستيراد المواد من دول الجوار، ما جعلها متوافرة بكثرة على العربات والأرصفة، بأسعار معقولة.

ويضيف العدس في حديثه لـ «العربية نت»، و«الحدث نت» ان المشكلة لا تكمن في توافر المواد الغذائية أو الخضراوات والفواكه، بل في القدرة الشرائية للأفراد.

ورغم أن الأسعار انخفضت بنسبة تزيد على 60 في المئة على العديد من السلع، فإن الأفراد لا يستطيعون الشراء إذا لم يكن لديهم المال الكافي لذلك.

ويشير العدس إلى أن سعر الموز، على سبيل المثال، انخفض من 50 ألف ليرة سورية (أي ما يعادل نحو 5 دولارات) إلى دولار واحد فقط، لكن رغم ذلك لا يزال الناس يتجنبون شراءه، لعدم توافق السعر مع دخلهم الشخصي، خصوصاً في ظل الظروف الحالية.

 

المصدر: الجريدة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments