الأسنان: ما هي الطرق الصحيحة لتنظيفها؟

يُساعد تنظيف الأسنان بالفرشاة، في تقليل فرص إصابتك بمجموعة من الأمراض المزمنة، إضافة إلى الحفاظ على صحة أسنانك ولثتك. لكن غالبيتنا ينظف أسنانه بطريقة خاطئة.

إليك الطريقة الصحيحة لتنظيف أسنانك، وفق خبراء.

رغم أنها عادة يومية يمارسها معظمنا منذ أن كنا أصغر من أن نتمكن من رؤية أنفسنا عبر المرآة في الحمام، إلا أننا لا نعرف كيف ننظف أسناننا بشكل صحيح.

في السويد، خلصت دراسة إلى أن واحداً من بين كل عشرة أشخاص يستخدم تقنية جيدة لتنظيف أسنانه.

وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة صحة الفم في المملكة المتحدة، نايجل كارتر: “اعتقد أن ذلك مربك جداً للمستهلك”، وتمّ تضخيم هذا الارتباك تبعاً لمنتجات طب الأسنان المعروضة للبيع، من مكشطات اللسان إلى أجهزة الخيط المائي، وغيرها.

تقول هيرشفيلد: “يُدرك الكثير من المرضى أن ما يجب عليهم فعله هو إزالة بقايا الطعام، وهذا صحيح جزئياً” لكن “الأهم بكثير هو إزالة البكتيريا من الأسنان”.

وتنمو هذه البكتيريا وكائنات حية دقيقة أخرى داخل الفم، وتشكل طبقة لزجة تعرف باسم اللويحة السنية أو البلاك، وتتكون من قرابة 700 نوع مختلف من البكتيريا، وهو ثاني أكبر تنوع بكتيري في جسم الإنسان بعد الأمعاء، إضافة إلى مجموعة من الفطريات والفيروسات.

والمكان الأكثر أهمية لإزالة هذه الطبقة ليس الأسنان بل في خط اللثة، فهذا هو المكان الذي تكون فيه الميكروبات أكثر قدرة على التسلل إلى أنسجة اللثة والتسبب في التهابها، وفي النهاية تسبب حالات مثل التهاب دواعم السن. وفي الواقع، فإن تسمية “تنظيف الأسنان” خاطئة نوعاً ما.

وتقول هيرشفيلد: “فكّر في تنظيف خط لثتك، بدلاً من أسنانك نفسها، عندها ستُنظّف أسنانك تلقائياً”.

فما هي أفضل طريقة للقيام بذلك؟

تتضمن تقنية “باس” وضع فرشاة الأسنان بزاوية 45 درجة على سطح السن (مائلة للأسفل للفك السفلي وللأعلى للفك العلوي، كما لو كنت تحاول توجيه الشعيرات أسفل اللثة)، ثم تجري حركات اهتزازية صغيرة ذهاباً وإياباً عند خط اللثة لتنظيفها.

تقنية “ستيلمان”

تقنية “ستيلمان” مشابهة لتقنية “باس”، لكنها تتضمن حركة “كنس” لطيفة بعيداً عن خط اللثة بين الحين والآخر.

وتقول هيرشفيلد إن الضغط في هذه الطريقة ينبغي ألا يكون كبيراً، رغم أن الضغط الأمثل لا يزال محل نقاش، وتنظيف الأسنان بقوة، خصوصاً باستخدام فرشاة ذات شعيرات خشنة، قد يسبب إصابة للثة.

وتشكل التمزقات الصغيرة في الأنسجة الرخوة الناجمة عن الإفراط في تنظيف الأسنان، فرصة لدخول البكتيريا إلى مجرى الدم، ويمكن أن يؤدي ضغط شعيرات الفرشاة على مينا الأسنان، إلى تآكل أخاديد صغيرة في الأسنان، مما يؤدي إلى تآكل كبير بمرور الوقت.

تقنية “فونس”

لبضعة أيام، حاولت استخدام تقنيات مختلفة لتنظيف الأسنان، منها تلك المخصصة للأطفال والأشخاص ذوي القدرة المحدودة، بما في ذلك طريقة فونس، التي تتضمن حمل الفرشاة بزاوية 90 درجة، وتمريرها بحركات دائرية فوق الأسنان مع ملامسة لخط اللثة.

كم من الوقت تحتاج لتنظيف أسنانك؟

المشكلة أن معظمنا لا يجيد تقدير مدة الدقيقتين، فنحو 25 بالمئة فقط من الناس ينظفون أسنانهم لفترة كافية، مع الضغط والحركة الصحيحين.

ولحسن الحظ، هناك حلول سهلة كاستخدام تطبيق على هاتفك أو فرشاة أسنان كهربائية تحتوي على مؤقت.

وتقول هيرشفيلد إن “الوقت الأمثل لتنظيف الأسنان يعتمد بشكل كبير على حالة كل فرد، إذ أنه ليس محدداً بدقة ولا يمكن تحديده، لأن حالة الأسنان والفم تختلف من شخص لآخر”.

كم مرة يجب عليك تنظيف أسنانك؟

في دول كالولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وأستراليا، يُنصح بتنظيف الأسنان مرتين يومياً باستخدام تقنية ترتكز على العناية والتوقيت المناسب.

لكن الجمعية الهندية لطب الأسنان توصي بتنظيف الأسنان ثلاث مرات يومياً (بما في ذلك بعد الغداء) لما له من فوائد.

وبالنسبة لمعظم الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل صحية كبيرة في الفم، فلا فائدة تُذكر في تجاوز هذه الإرشادات.

هل من الأفضل تنظيف أسنانك قبل الإفطار أم بعده؟

يُوصي كثيرون من مُصنّعي معجون الأسنان ومستشفيات الأسنان، بتنظيف أسنانك قبل الإفطار بدلًا من بعده. لكن هذا لا يزال موضع جدل.

وسواء كان ذلك قبل أو بعد الإفطار، فإن الأفضل بالنسبة لك، يعتمد على ما تأكله ومتى.

إذ أن أبرز عيوب تنظيف الأسنان بعد الإفطار، هو ضرورة ترك مدة زمنية كافية بين تناول الطعام وتنظيف الأسنان، وتوصي الجمعية الأمريكية لطب الأسنان بالانتظار 60 دقيقة بعد تنظيف الأسنان، بسبب أن الأحماض الموجودة في الطعام والمواد الناتجة عن هضم الميكروبات للكربوهيدرات، تجعل الأسنان ضعيفة مؤقتاً.

والأهم من مسألة تنظيف الأسنان قبل أو بعد الإفطار، هو تنظيفها في المساء، إذ يجب تنظيف الأسنان دائماً، آخر شيء قبل النوم.

ويقول كارتر إن “اللعاب هو آلية الحماية الطبيعية لديك”، فهو يمنع نمو البكتيريا وتسوس الأسنان، مشيراً إلى أن “تدفق اللعاب ينخفض خلال الليل، لذا من المهم جداً إزالة الطبقة اللويحة السنية تماماً قبل النوم”.

ما نوع فرشاة الأسنان التي يجب استخدامها؟

يُفضّل استخدام فرشاة أسنان متوسطة الشعيرات للبالغين، إلى جانب معجون أسنان لا يحتوي على جزيئات كاشطة صغيرة، كما يُفضّل استخدام رأس فرشاة صغير، مما يسمح بسهولة أكبر في التعامل مع كل سن على حدة بحسب هيرشفيلد، إضافة إلى الحرص على استبدال الفرشاة قبل أن تصبح شعيراتها مشوهة.

وفرشاة الأسنان التقليدية أو أعواد المضغ مثل المسواك المصنوع من شجرة الأراك، والمستخدمة على نطاق واسع في إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، فعالة أيضاً في إزالة الطبقة اللويحة السنية ومنع التسوس، لكنها تنطوي على خطر أكبر لتآكل اللثة إذا لم تُستخدم بشكل صحيح.

 

المصدر: BBC
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments