قرار استقالة، وبيان رسمي، وردود فعل غاضبة على مواقع التواصل… هكذا تحوّلت استقالة الإعلامية زينب ياسين من تلفزيون لبنان إلى قضية رأي عام.
ياسين أعلنت أنها مُنعت من الظهور على الشاشة بسبب الحجاب، في خطوة أعادت فتح النقاش حول حرية المظهر في الإعلام الرسمي، وحدود ما يُعرف بـ”الحياد البصري” داخل المؤسسات الرسمية.
وبين من رأى في المنع تمييزاً، ومن دافع عن قواعد القناة، انقسمت الآراء في مشهد يعكس حساسية القضية وتعدد زوايا النظر إليها.
ياسين التي عملت أخيراً كمراسلة وغطّت حدث الحرب الأخيرة على لبنان، توجهت في استقالتها إلى وزير الإعلام اللبناني بول مرقص، متسائلة عن ما سمّته “الوطنية المجتزأة”، ومعتبرة أن المؤسسة “لم تكن وطنية لجميع موظفيها، بل فقط لأولئك الذين لا يرتدون الحجاب”.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع X. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع X وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية X مشاركة, 2
المحتوى غير متاح
X اطلع على المزيد فيبي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع X. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع X وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية X مشاركة, 3
المحتوى غير متاح
X اطلع على المزيد فيبي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية.
في خضم هذا الجدل، أصدرت ندى صليبا، المديرة العامة المساعدة في تلفزيون لبنان، بياناً نفت فيه وجود استهداف شخصي، موضحة أن “تلفزيون لبنان لا يعتمد تاريخياً وعُرفاً أي إشارات أو شعائر أو رموز دينية لإبرازها على الشاشة”، وأن المعايير المطبقة “لا تميز بين الأديان”، مشددة على أن “أي تغيير في هذه السياسة هو من صلاحيات مجلس الإدارة حصراً”.
وقالت إن “جميع مجالس الإدارة السابقين التزموا بهذا التوجه، ولم يُسمح للمذيعات من الطوائف المسيحية والإسلامية ارتداء أو وضع أي رمز ديني خلال الظهور على الشاشة”، مضيفةً ”أما الموضوع المُثار اليوم بشأن الحجاب مع إحدى المتعاقدات، فالجدير ذكره انها ليست مراسلة في قسم الأخبار وهي تعمل في قسم السوشيال ميديا وتحديداً في الشريط الإخباري، وقد استُعين بها كمراسلة في فترة الحرب الاسرائيلية على لبنان”.
وأشارت صليبا أن الصحفية “تضغط اليوم بالاستقالة حتى يُسمح لها بالظهور على الشاشة، وهذا الأمر ليس وليد الساعة، بل أُثير في عهدٍ سابق وحُسم الأمر بعدم تعديل هذا التوجه”.
برلمانياً، أعلنت النائبة عناية عز الدين أنها تواصلت مع وزير الإعلام لمتابعة القضية، وقالت: “حرية المعتقد وعدم التمييز بين المواطنين بسبب معتقدهم، هي حقوق يكفلها الدستور والقوانين اللبنانية”، وأعربت عن تفاؤلها بأن “تصل هذه القضية إلى خواتيم منصفة وعادلة”، مشيرة إلى تعاون سابق مع الوزير بول مرقص في قضايا حقوقية مشابهة.
بينما أجاب الوزير موجزاً خلال مؤتمر صحفي، أن الأمر مرده “مجلس إدارة التلفزيون الجديد، والذي سيبحث مثل هذا الموضوع”.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع X. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع X وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية X مشاركة, 4
المحتوى غير متاح
X اطلع على المزيد فيبي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية.
من جهته، دافع “تجمع العلماء المسلمين” عن ياسين، واعتبر في بيان له أن قرار إدارة التلفزيون “عنصري” ويتناقض مع الدستور اللبناني وشرعة حقوق الإنسان، مضيفاً أن “التحجج بأن الحجاب مظهر حزبي هو إهانة للدين الإسلامي، لأن الحجاب هو واجب شرعي”، ودعا إدارة التلفزيون إلى التراجع عن القرار، وياسين إلى العدول عن الاستقالة.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع X. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع X وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية X مشاركة, 5
المحتوى غير متاح
X اطلع على المزيد فيبي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية.
واعتبرت اللجنة أن ما تعرضت له ياسين يشكّل انتهاكاً لحرية المعتقد والدستور اللبناني والاتفاقيات الدولية، داعية إلى فتح تحقيق شفاف ومحاسبة المسؤولين، وضمان احترام الحريات الفردية داخل المؤسسات الإعلامية، لا سيما الرسمية منها.
كما طالبت اللجنة بإعادة النظر في السياسات التحريرية المعتمدة في تلفزيون لبنان، بما ينسجم مع الدستور والبيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مشيرة إلى أن ما حدث مع ياسين ليس حادثة فردية، بل اختبار جدي لمدى التزام الدولة بحماية الحقوق والحريات، خاصة حقوق النساء في بيئات العمل العامة.