المصارعون الرومان: العلماء يكتشفون أول دليل على قتال الإنسان مع الأسد كنوع من الترفيه

يقول الخبراء إن آثار العض الموجودة على هيكل مصارع روماني هي أول دليل أثري على قتال بين إنسان وأسد.

تم اكتشاف الرفات في موقع “دريفيلد تيراس” في يورك شمالي إنجلترا، والذي يُعتقد الآن أنه مقبرة المصارعين الرومان الوحيدة المحفوظة جيداً في العالم.

وكشفت الفحوصات التشريحية أن الثقوب والعضّات الموجودة على حوض الشاب من المحتمل جدًا أن تكون ناجمة عن أسد.

وقال البروفيسور تيم تومبسون، خبير الطب الجنائي والتشريح الذي ترأس فريق الباحثين: “هذه هي أول مرة نحصل فيها على دليل مادي مباشر على قتال المصارعين مع الحيوانات المفترسة”.

استخدم الخبراء تقنيات جنائية حديثة لتحليل الإصابات، بما في ذلك عمليات مسح ثلاثية الأبعاد كشفت أن الحيوان أمسك بالرجل من حوضه.

وقال البروفيسور تومبسون لـ بي بي سي نيوز: “تطابق آثار العضّ في هذا الفرد تحديداً تلك التي يخلّفها الأسد”.

كما أن مكان العضّات قدّم للباحثين معلومات إضافية عن ظروف وفاة المصارع.

كان الهيكل العظمي لرجل يتراوح عمره بين 26 و35 عاماً، وقد دُفن في قبر مع شخصين آخرين، ووضِعت فوقه عظام خيل.

وأشارت تحليلات سابقة إلى أن هذا الرجل كان على الأرجح من نوع “بيستياريوس” (Bestiarius) – وهو نوع من المصارعين كان يُرسل للقتال ضد الوحوش.

وقالت مالين هولست، الأستاذة المشاركة في علم العظام الأثرية بجامعة يورك، إنه في خلال 30 عاماً من تحليل الهياكل العظمية، “لم يسبق لي أن رأيت شيئاً مشابهاً لآثار العضّ هذه”.

إذ أظهرت عظامه علامات على عضلات كبيرة وقوية، كما وُجدت دلائل على إصابات في الكتف والعمود الفقري، وهي إصابات تُرتبط عادةً بالأعمال البدنية الشاقة والقتال.

وأوضحت هولست، وهي أيضاً المديرة التنفيذية لشركة يورك اوستياركالوجي: “هذا اكتشاف بالغ الأهمية، لأنه يسمح لنا الآن ببدء رسم صورة أوضح لحياة هؤلاء المصارعين في الواقع”.

وأكدت النتائج، التي نُشرت في مجلة العلوم والأبحاث الطبية بلوز ون، وجود قطط كبيرة، وربما حيوانات غريبة أخرى، في ساحات مدن مثل يورك، وكيف اضطرت هي الأخرى للدفاع عن نفسها من خطر الموت، على حد تعبير هولست.

ورأى الخبراء أن هذا الاكتشاف يعزز من فرضية وجود مدرّج (أمفيثياتر) روماني في يورك، رغم أنه لم يُعثر عليه بعد، ويرجّح أنه كان يحتضن معارك مصارعين تُقدَّم كنوع من الترفيه.

وقال ديفيد جينينغز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة يورك اركيولوجي:

“قد لا نعرف أبداً ما الذي جلب هذا الرجل إلى الحلبة التي نعتقد أنه قاتل فيها لأجل متعة الآخرين، لكن من اللافت أن يتم العثور على أول دليل عظامي أثري لهذا النوع من قتال المصارعين بعيداً إلى هذا الحد عن الكولوسيوم في روما، الذي كان يُعتبر ملعب ويمبلي للعالم الكلاسيكي في القتال”.

 

المصدر: BBC
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments