تشير يكاتيرينا ياتسيشينا نائبة مدير المركز الوطني للبحوث العلمية، إلى أن قرار استئناف “العمل على اليورانيوم” في خضم الحرب كان أول خطوة كبرى لصنع الأسلحة النووية السوفيتية.
وتقول: “استنادا إلى تقارير استخباراتية عن العمل الجاري في ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة لإنتاج سلاح جديد فائق القوة، اتخذت قيادة البلاد ومجموعة من العلماء، قرارا استراتيجيا صحيحا مع أن نجاح المشروع كان غير واضح تماما”.
ووفقا لها، جرى أول اختبار للقنبلة بعد مضي ست سنوات على بدء العمل في المختبر رقم 2. لأن البحوث الأساسية في مجال الفيزياء النووية بدأت قبل ذلك بكثير. وقد لعب العالم البارز والموسوعي وعالم الكيمياء الحيوية الجيولوجية فلاديمير فيرنادسكي دورا مهما في ذلك، حيث كان مبادرا بالبعثات الأولى للبحث عن اليورانيوم في الإمبراطورية الروسية، وأسس في عام 1922 معهد الراديوم وترأسه، وأُنشئ فيه أول جهاز سيكلوترون (المسرع الدوراني) والحصول على أولى مستحضرات الراديوم في الاتحاد السوفييتي.
وقد تقررلاحقا تحويل قسم الفيزياء والتكنولوجيا في معهد الراديوم إلى معهد لينينغراد للفيزياء والتكنولوجيا (LPTI) برئاسة أبرام يوفي، الذي “درب” مجموعة كاملة من العلماء السوفييت البارزين. وبدأ المعهد في ثلاثينيات القرن العشرين في تطوير اتجاه علمي جديد – الفيزياء النووية، الذي سرعان ما أصبح الاتجاه العلمي الرئيسي بفضل الحدس العلمي الاستثنائي للعالم أبرام يوفي، وعين إيغور كورشاتوف رئيسا لقسم الفيزياء النووية.
وتشير إلى أنه على الرغم من البحوث في مجال الفيزياء النووية التي أجريت في الاتحاد السوفييتي وخارجه، لم يتخيل أحد إمكانية إنشاء سلاح مدمر جديد. ومع ذلك، بدأت في مطلع ثلاثينيات القرن العشرين، تتبلور فكرة الآفاق العسكرية لاستخدام الطاقة الذرية. وقد اختفت خلال هذه الفترة، جميع البحوث والأعمال المتعلقة بالموضوعات النووية من الصحافة العلمية، وأصبحت سرية جدا في جميع البلدان التي بدأت بالفعل في ابتكار أسلحة جديدة.
المصدر: صحيفة “إزفيستيا”
إقرأ المزيد
كيف تعمل الحقيبة النووية الروسية ومثيلتها الأمريكية؟ ومن يضغط على زرها؟
يمر أحيانا ذكر “الحقيبة” النووية التي توجد لدى القيادة الروسية والأمريكية كما قادة جميع الدول النووية الأخرى، فماهي الصورة الحقيقية لهذه الحقيبة وكيف تعمل؟ ومن المسؤول عنها؟
كوستيوكوف: القنبلة النووية السوفيتية أرست السلام في العالم
أكد فالنتين كوستيوكوف مدير المركز النووي الفيدرالي الروسي أن السلاح النووي السوفيتي حافظ على السلام في العالم، خلافا للأسلحة النووية الأمريكية.
الدرع النووية .. حينما غطت “شجرة الحور” روسيا في حقبة تاريخية حرجة
تعد أنظمة الصواريخ الباليستية المتنقلة “توبول” المعروفة أيضا باسم “آر إس – 12” في التاريخ العسكري السوفيتي والروسي، رمزا للقوة العسكرية والردع النووي.