بالتزامن مع حملة إعلانية دشنتها شركة البترول الوطنية للترويج لمنتجاتها وخدماتها المقدمة للجمهور، انتقدت أصوات في القطاع النفطي والعمل النقابي التناقض الحاصل بين الترويج لمنتج «البيتومين» والحالة التي تعاني منها طرقات وشوارع البلاد المليئة بالحفر، في وقت تنتج فيه «البترول الوطنية» هذا المنتج بشكل منفرد.
السلمان
قال رئيس مجلس إدارة اتحاد المكاتب الهندسية بدر السلمان إن «مشكلة تطاير الأسفلت كان أحد أسبابها الرئيسية، تذبذب جودة البيتومين المنتج محلياً، إلى جانب بعض الأسباب الأخرى التي كانت تساعد في تفاقم ظاهرة تطاير الأسفلت».
وأضاف السلمان، في تصريح لـ«الراي»، إن اتحاد المكاتب سبق وأن قدم توصيات ومقترحات عدة في شأن معالجة هذه المشكلة، ورفع مستوى جودة الطرق.
بوشهري
بدوره، قال عضو الاتحاد العام لعمال الكويت عضو نقابة البترول حيدر بوشهري «إذا أردنا أن نتطرق إلى موضوع البيتومين.. هل نشعر بهذا المنتج في الشوارع والطرق التالفة في جميع أنحاء البلد؟ هل للشركة دور في دعم وزارة الأشغال من باب تطوير وتحسين شوارع البلد؟»، معتبراً أن «الشركة بحاجة إلى إعادة النظر في مصاريفها وإعلاناتها، لأن مثل هذه الإعلانات هي حالة لم يسبق لها مثيل في تاريخها».
وذكر في تصريح لـ«الراي» أن «ماتقوم به شركة البترول الوطنية من إعلانات في الشوارع، ماهي إلا إعلانات عبثية تشوبها كثير من الشوائب ولا تسمن ولا تغني من جوع»، متسائلاً: «ما الفائدة التي ستعود على الشركة من هذه الإعلانات؟ وهل للشركة منافسون في السوق المحلي في إنتاج الغاز المنزلي مثلاً كي تقوم الشركة بالتسويق له؟».
وتابع في تساؤلاته «أليس من الأَوْلى توفير هذه الأموال الطائلة التي صرفت على مثل هذه الإعلانات باستخدامها وتوجيهها لتطوير العنصر البشري عبر زيادة ميزانيات التدريب والتطوير للموظفين؟»، مضيفاً «كان من الأولى أن تقنن هذه المصاريف بالتزامن مع توجه الدولة لتقنين المصاريف، بدلاً من هذه الإعلانات التي تعد هدراً للمال العام».
بهبهاني
وفي السياق نفسه، اعتبر خبير الاستكشافات النفطية الدكتور عبدالسميع بهبهاني، في تصريح لـ«الراي»، أنه «بدلاً من الترويج لمنتجات لا يوجد للشركة منافس لها أصلاً في إنتاجها، كان من المفترض أن تكون هذه الدعاية لمصفاة الدقم»، معتبراً أن «هكذا إعلانات تكون دعائية أكثر من كونها تعكس الأمور الفنية الدقيقة، لأنها تكلف مبالغ ضخمة، ولا أرى لها إيجابيات كبيرة… ولو كنت مسؤولاً لما لجأت إليها لأنها لا تحمل في طياتها أهمية كبيرة».
المطيري
أما المهندس الاستشاري ناصر حسن المطيري فأوضح أن «البيتومين الكويتي يحتوي على نسبة عالية من الكبريت، وهذه النسبة المرتفعة هي سبب تفتت البيتومين عند تفاعل الكبريت مع الماء»، لافتاً إلى أن المصدر الوحيد للبيتومين في الكويت هو شركة البترول الوطنية الكويتية.
وقال المطيري لـ«الراي»، إنه «في السابق كان يتم حرق الكبريت في المصافي منذ إنشائها، وبسبب انبعاث غازات ضارة تم تخفيض الحرق منذ العام 2010 حتى توقف تماماً في العام 2014 بعد مطالبات شعبية بوقف تلوث الهواء في أم الهيمان».
وزاد: «تلف الشوارع وتطاير الحصى أثناء موسم الأمطار أصبح ظاهرة كويتية فريدة تستحق الدراسة والتحليل، وعقد المؤتمرات والندوات بمشاركة كل الجهات المختصة لتدارسها بشكل علني وشفاف، فالخلطات السرية أو استخدام البوليمرات والاستعانة بالفرق الخليجية أو الشركات العالمية لن يحل المشكلة».