ابتكر علماء في البرازيل طريقة غير متوقعة لمكافحة حمى الضنك؛ فبدلا من استخدام المواد الكيميائية، افتتحوا مصنعا لإنتاج البعوض، يطلق أسبوعيا ملايين البعوض غير المألوف.
تشير مجلة Nature إلى أن مهمة المصنع تتمثل في تربية ملايين البعوض من نوع الزاعجة المصرية، الناقل الرئيسي لفيروس حمى الضنك. ويتميز هذا البعوض، بخلاف البعوض البري، بحمله بكتيريا ولبخية (Wolbachia) غير الضارة بالبشر، والتي تمنع قدرته على نقل فيروسي حمى الضنك وزيكا.
وقد اضطر العلماء إلى تحويل مختبر عادي إلى “دفيئة” كاملة للحشرات، لإنتاج ما يصل إلى 100 مليون بيضة أسبوعيا. ويعيش البعوض في غرف شبكية ضخمة، تحتوي كل منها على ملايين البعوضات، حيث تضع الإناث بيضا أسود صغيرا على شرائح من الورق. ثم تُعبّأ هذه البيوض في كبسولات مع طعام يشبه الأقراص.
واتضح لعلماء الأحياء أن تربية ملايين البعوض أصعب بكثير مما يبدو، إذ شبّهوها بزراعة نباتات هشة؛ فأي انحراف طفيف في الظروف يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية.
أما المشكلة الأخرى فكانت التغذية؛ إذ إن إناث البعوض تتغذى في الطبيعة على دم الإنسان. ولحل هذه المعضلة، لجأ العلماء إلى مزرعة خيول، حيث يحصلون على دمها لاستخلاص الترياق، بينما يُخصَّص جزء من الدم لتغذية البعوض. ومع مرور الوقت، بدأت الحشرات تتكيف تدريجيا مع هذا النظام الغذائي الجديد.
وبطبيعة الحال، لم يتقبل جميع السكان فكرة إطلاق ملايين البعوض في المدن مباشرة؛ فقد انتشرت شائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تزعم أن هذه الحشرات لا تمنع الأمراض، بل على العكس تنشرها. بل إن موظفي المصنع اضطروا في إحدى المرات إلى الاتصال بالشرطة بعد تلقيهم تهديدات. ولهذا السبب، يعقد الفريق قبل كل عملية إطلاق اجتماعات توعوية لشرح المنهجية للسكان المحليين، ومع مرور الوقت ترتفع مستويات الثقة إلى أكثر من 90%.
ويذكر أن أول إطلاق رسمي للبعوض المصاب جرى في 27 أغسطس 2024 بولاية سانتا كاتارينا، على أن تنضم العاصمة برازيليا إلى البرنامج خلال الأشهر المقبلة.
ووفقًا لوزارة الصحة البرازيلية، سجلت البلاد في عام 2023 رقمًا قياسيا بلغ 6.5 مليون إصابة بحمى الضنك. ولا تزال اللقاحات تُستخدم على نطاق محدود، فيما يواصل البعوض البري تطوير مقاومة للمبيدات الحشرية الكيميائية. ولهذا، تُعتبر طريقة بكتيريا Wolbachia بديلا موثوقا وأكثر استدامة.
المصدر: science.mail.ru
إقرأ المزيد
سبب ارتفاع حالات حمى الضنك في أوروبا الغربية
تغزو بعوضة النمر الآسيوي أوروبا بسرعة، حيث تضاعف انتشارها ثلاثة أضعاف، وأصبح مناخ المدن الكبرى في أوروبا الغربية مناسبا لتكاثرها. وتُعد هذه الحشرة قادرة على حمل فيروسات خطيرة.
تحذيرات من أمراض “مهددة للحياة” قد تطال نصف سكان العالم بحلول نهاية القرن
حذر علماء من أن أكثر من نصف سكان العالم قد يتعرضون لخطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض، مثل الملاريا وحمى الضنك، بحلول نهاية القرن.
باريس تكافح البعوض لمنع انتشار حمى الضنك
ذكرت قناة “TF1” أن سلطات مدينة باريس نفذت حملة لمكافحة بعوض النمر لمنع انتشار حمى الضنك في المدينة.