ستواكب الحياة الاجتماعية وجودة التطورات الفنية العالمية
مفرح حجاب
مبادرة تلفزيون الكويت في تعديل مسار الدراما التلفزيونية، هي خطوة في الطريق الصحيح ليواكب المتغيرات في الكثير من الحياة الاجتماعية، فقد اعتاد صناع الدراما والمهتمون بهذه المواقف المهمة من التلفزيون لدعم هذه الصناعة ومساندتها، كونها إحدى الوجهات الحضارية والقوى الناعمة للكويت التي تقدم صورة عن عراقة الفن الكويتي، اذا ما وضع في الاعتبار ان الكويت هي رائدة كل الفنون في هذه المنطقة من العالم العربي، وتلفزيون الكويت على وجه التحديد كانت له جهود كبيرة في تأسيس معظم تلفزيونات المنطقة، وساهم بشكل أو بآخر من خلال أعماله ورواده من الفنانين في تقديم أعمال مازالت خالدة.
تركي العارضي
تدخل تلفزيون الكويت من أجل تعديل المسار للدراما جاء ليواكب المتغيرات في الحياة الاجتماعية والثقافية، وأيضا بسبب شبكات الاتصال واستغلال التكنولوجيا، فالعالم الآن ينظر الى المحتوى الذي يعرض على الكثير من المنصات بشكل كبير، خصوصا بعد النجاح الكبير التي حققته في عرض محتوى درامي جماهيري كبير، لاسيما ان المسلسلات التي تعرض عليها لاتتعدى اكثر من 8 حلقات، بالإضافة الى ان المشاهد أصبح لايتوقف كثيرا أمام الأعمال الدرامية الطويلة في ظل وجود محتوى قصير، وأكثر شغفا وحضورا من خلال الهاتف النقال الذي أصبح هو من يحدد جماهيرية أي عمل درامي الآن.
صلاح الملا وزهرة عرفات من كواليس “أم رجا”
الوكيل المساعد في وزارة الإعلام تركي العارضي الذي حقق الكثير من النجاحات في تطوير محتوى الإعلام الكويتي وجعله يواكب التطورات العالمية من خلال رؤية جديدة كليا سواء في منصة 51 أو من خلال البرامج التلفزيونية المتطورة وغيرها نجح ايضا من خلال فريقه في وضع رؤية جديدة للدراما التي ستعرض خلال الفترة المقبلة لتواكب الطفرة الكبيرة في عالم الإعلام المرئي، فقد شاهدنا العديد من الأعمال الدرامية التي لاتتعدى 10 حلقات تم تصويرها خلال الفترة الأخيرة من أجل موافقة تلفزيون الكويت على عرضها خلال شهر رمضان مثل “أم رجا” للكاتب مشاري العميري الذي اعتاد ان يقدم أعمالا تراثية متميزة خلال رمضان وهو من بطولة زهرة الخرجي وصلاح الملا وغيرهم، كذلك مسلسل “مأمور الثلاجة” الذي يشارك فيه نخبة من النجوم امثال اسمهان توفيق وجمال الردهان ومحمد جابر وغيرهم، ومسلسل “سكنهم مساكنهم” من تأليف محمد النشمي وبطولة كوكبة كبيرة من النجوم، كل هذه الأعمال ستغير مسار الدراما الكويتية اذا ما تم الموافقة على عرضها، بدلا من القصة الطويلة التي تتكون من 30 حلقة والتي غالبا يكون فيها الكثير من المط والتطويل و حوارات لاتسمن ولا تغني من جوع من أجل اكمال الحلقات.
بروفة “مأمور الثلاجة”
بالتأكيد هناك معارضون في الساحة الفنية لهذه الخطوات التي من شأنها تطوير كل مكونات العمل الدرامي سواء النص والتأليف والإخراج وكذلك قناعة الممثلين بأهمية العمل الدرامي القصير وكيف يقدم رسالة فنية مؤثرة من خلاله للجمهور، اما المنتجون فعليهم ان يعيدوا التفكير في تقديم عمل فني متميز فيه رسالة مهمة للمجتمع بعيدا عن الأعمال التجارية وان النجاح في الدراما القصيرة سيجعل كل المنتجين يقدمون اعمالا أكثر على مدار العام في ظل وجود هذا الكم من المنصات اذا أحسنوا التعامل مع الرؤية الجديدة.
يبقى أمر مهم لابد من الإشارة إليه وهو اهتمام تلفزيون الكويت وكل المسؤولين فيه بصناعة الدراما وتقديم محتوى يواكب تطوير هذه الصناعة عالميا، لأن الكثير من القنوات الفضائية الكبيرة في العالم العربي أصبحت تتبنى أعمال السيزن الدرامي كونها اكثر مشاهدة ـ فضلا أن القصص التي تقدم فيها مليئة بالشغف والثراء في كل المحاور الدرامية… شكراً تلفزيون الكويت.
المصدر: السياسة