عاد اسم القبطان اللبناني الأسير عماد أمهز إلى صدارة المنصات بعد أن نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي ما وصفها بـ”اعترافات مصورة” قال إنها جاءت خلال التحقيق معه.
وزعم الاحتلال أن أمهز كشف معلومات مرتبطة بما وصفه بـ”الملف البحري السري” لحزب الله، مشيرا إلى دوره في وحدة الصواريخ الساحلية وتلقيه تدريبات بحرية متقدمة في لبنان وإيران.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن ما اعتبرها “معلومات حساسة” ساعدت في تعطيل مشروع بحري هجومي كان الحزب يطوره بسرية عالية وتحت غطاء مدني، بهدف استهداف مواقع إسرائيلية ودولية.
وسرعان ما أثارت هذه المزاعم تفاعلا واسعا على المنصات الرقمية رصد بعضها برنامج “هاشتاغ” في حلقة (2025/12/19)، حيث شكك مدونون وناشطون في مصداقية ما نشره الاحتلال، معتبرين أن الاعترافات انتُزعت تحت ضغوط نفسية وجسدية قاسية خلال التحقيق.
“سيناريو إسرائيلي فاشل”
وفي تعليق أكاديمي، قال الباحث في العلاقات الدولية الدكتور علي مطر إن ما ظهر في الفيديو لا يشير إلى اختراق حقيقي، مضيفا:
“البطل عماد أمهز على الرغم من تعرضه للضغوط للإدلاء بمعلومات، قد أبدى انضباطا وعدم انفعال، وما أدلى به وإن كان في السابق يحمل طابعا سريا إلا أنه بعد استشهاد من ذكرهم لم يعد كذلك، كما أنه لم يقدم أي معلومات خارج السياقات العامة، فالجميع يعلم أن المقاومة كانت تعمل لمواجهة العدو الإسرائيلي، يعني لم يكشف شيئا أصلا”.
من جهتها، رأت الأكاديمية ليلى نقولا أن نشر الفيديو يحمل أبعادا تتجاوز الجانب الإعلامي، وقالت:
“يبدو أن الإسرائيلي يريد توظيف الفيديو وخبرية الملف البحري لحزب الله لتوسيع إطار المراقبة ليشمل تفتيش السفن والسيطرة على الموانئ اللبنانية، ويريد أن يقول إن خطر الحزب البحري قد يطال دولا غير قريبة جغرافيا من لبنان”.
وفي تفاعل آخر، كتب أحد المدونين معلقا على ظروف الأسر:
“الله أعلم ما هي الظروف التي تعرض لها في مراحل الأسر منذ اللحظة الأولى، والتي بطبيعة الحال قد تؤثر على أقوال الأسير عماد أمهز أثناء التحقيق، وقد تجبره على تبني سيناريو بدا فيه أمهز الناجي الوحيد مع الكثير من أسماء الشهداء، لكنه مع ذلك بدا متماسكا شامخا أمام أكبر آلة”.
وأضاف مدون آخر في توصيفه ما نشره الاحتلال:
“سيناريو إسرائيلي فاشل، جيش الاحتلال ينشر فيديو مصورا للأسير اللبناني القبطان عماد أمهز، ويظهر من خلال طريقة كلام أمهز أن الاحتلال أجبره على اعترافات لا تبدو منطقية”.
وفي تعليق ساخر حمل بعدا سياسيا كتب صاحب حساب آخر:
“بيطلع أفخاي بفيديو التحقيق مع عماد أمهز، بس في شغلة بسيطة يا فيخو، ما في حدا من بعلبك بيقول دولة إسرائيل، ولا نصر الله بيقولها هيك حاف، كيان وبتبقوا كيان لآخر الزمان، إن شاء الله بيرجع بخير لأهله”.
تفاصيل الواقعة
وكانت كاميرات مراقبة قد وثقت في وقت سابق عملية اختطاف أمهز في موقف عام، وذلك في مقطع مصور انتشر عالميا حينه، وأثار موجة استنكار وتساؤلات بشأن طبيعة العملية وتوقيتها.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2024 حين نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي إنزالا شمالي لبنان أسفر عن اختطاف قوة إسرائيلية خاصة مواطنا لبنانيا كان مكبلا ومعصوب العينين، قبل أن يتبين لاحقا أن المختطف هو القبطان اللبناني عماد أمهز الذي أُسر إبان العدوان الإسرائيلي الموسع على لبنان.
المصدر: الجزيرة