تحت خيام مؤقتة وعلى أطراف مدينة الأُبيّض، بولاية شمال كردفان، يعيش آلاف الأطفال واقع النزوح القاسي، بعدما أجبرتهم الحرب على مغادرة منازلهم وترك مقاعد الدراسة خلفهم، لكنهم في هذا المخيم يسعون إلى تعويض شيء مما فاتهم عبر استئناف الدراسة في ظروف بالغة الصعوبة.
وفي هذه المخيمات يحاول الأطفال، وسط شحّ الإمكانات وقسوة الظروف، الحفاظ على نسق يومهم الدراسي بالتوجه إلى الصف، فيكتب بعضهم ويتبادل آخرون الدروس شفهيا، بينما يتطوع عدد من المعلمين النازحين لتنظيم حلقات تعليمية بسيطة داخل الخيام.
غير أن هذه المحاولات تبقى محدودة، ولا تعوّض غياب المدارس النظامية ولا توفّر بيئة تعليمية مستقرة، بحسب إحدى المتطوعات في المبادرة، نسيبة حمد، التي قالت للجزيرة مباشر “هؤلاء الأطفال يستحقون العودة إلى مدارسهم”.
وأضافت أن الخوف من ضياع الأعوام الدراسية، وما قد يترتب عليه من آثار نفسية وتعليمية طويلة الأمد على هؤلاء الأطفال، هو مصدر قلق مثل نقص الغذاء والمأوى.
أهداف المشروع
وأوضحت نسيبة أن من أهداف هذا المشروع التعليمي هو ربط الأطفال بساحات التعليم حتى لا يحدث لهم انقطاع طويل عن الدراسة، إضافة إلى امتصاص صدمة الحرب والنزوح التي تعرضوا لها.
وأشارت نسيبة إلى أن هذا المشروع التعليمي يحرص أيضا على تقديم وجبة غذائية متعددة العناصر للأطفال النازحين.
أما الطفلة ناهد جمعة، من الأطفال المستفيدات من مبادرة التعليم في مخيم النزوح، فتحدثت عن حلمها بأن تكون طبيبة، في حين أعربت زميلتها إخلاص موسى عن افتقادها لمقاعد الدراسة، بعد أن أجبرت على الفرار مع أهلها عقب اجتياح قوات الدعم السريع لمنطقتها.
وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث منذ أسابيع معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في ظل سيطرة الأخيرة على معظم إقليم دارفور بولاياته الخمس، في حين يحتفظ الجيش بالسيطرة على أغلب الولايات الأخرى بما فيها العاصمة الخرطوم.
ويحذّر مراقبون من أن توسع المعارك إلى عمق كردفان ينذر بنزوح أكبر، بعد أن تسبب النزاع منذ أبريل/نيسان 2023 في مقتل عشرات الآلاف وتشريد قرابة 13 مليون شخص، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميا.
المصدر: الجزيرة