قدّم مجموعة من نجوم الدراما والمسرح قائمة من المقترحات لتطوير الحركة الفنية في الكويت، منها عودة المنتج المنفذ إلى تلفزيون الكويت، بالإضافة إلى وجود الرقيب المختص، ورفع سقف الحرية وابتعاث المبدعين، وغيرها.
جاء ذلك، خلال الحلقة النقاشية التي أقامتها وزارة الإعلام بعنوان «الدراما الكويتية بين الواقع والمأمول»، والتي احتضنتها مكتبة الكويت الوطنية، أمس، بحضور وكيل «الإعلام» الدكتور ناصر محيسن وعدد من المسؤولين في الإذاعة والتلفزيون، إلى جانب نخبة من نجوم الفن، بينهم الفنانون محمد المنصور ومحمد جابر العيدروسي وعبدالرحمن العقل وطارق العلي وهبة الدري وخالد البريكي ويعقوب عبدالله وسمير القلاف وعبدالله فريد وحسن الإبراهيم، بالإضافة إلى الإعلامية غادة الرزوقي، والمخرج عيسى ذياب والكاتب بدر محارب.
بعد الترحيب بالحضور، دعا عريف الحلقة النقاشية الإعلامي محمد الوسمي وكيل الإعلام ناصر محيسن لإلقاء كلمته، والتي استهلها بالقول: «نشكركم على قبول هذه الدعوة، ونحن إذ نتطلّع في وزارة الإعلام بأن تتضافر الجهود لتطوير الأعمال الدرامية، والنهوض بمنظومتنا الفنية العريقة والتي تمتد لعقود طويلة، وبالتالي فإن النجاح والتطوير لا يأتي من طرف واحد، بل بالشراكة والعمل الجماعي».
وأضاف أن «إستراتيجية وزارة الإعلام تعتمد على الشراكة بيننا وبين جميع العاملين في الوسط الفني، إذ نسعى من خلال هذه الحلقة إلى تبادل وجهات النظر، لاستكمال الحلقة المفقودة، ومن ثَمّ وضع منظومة عمل تليق بدولة الكويت»، مؤكداً حرصه على الأخذ بكل الطروحات والآراء بعين الاعتبار.
في غضون ذلك، تم عرض تقرير موجز عن تاريخ وإنجازات الدراما الكويتية من خلال لقطات وصور أرشيفية، ليُفتتح من بعده باب النقاش مع الحاضرين.
«الرقابة الذاتية»
في البداية، عبّر الفنان محمد المنصور عن شكره وتقديره لكل القائمين في «الإعلام»، ولزملائه الفنانين لما قدموه من عطاء امتد لأكثر من 60 عاماً، لرفع اسم الكويت بكل إخلاص وبلا أنانية.
وتابع قائلاً: «كنّا كزملاء وروّاد نعمل بدأب من أجل النهوض بتلفزيون وإذاعة ومسرح الكويت، كي يظهر الفن بكل معطياته، وشخصياً كنت أعدّ كل أعمالي بالصدق والاحترام، وحرصت على أن أكون صادقاً في ما أقدمه، احتراماً للمتلقي لأنه يحترمني»، ولفت إلى أنه كفنان لديه رقابية ذاتية، وكذلك الحال بالنسبة إلى الفنانين الآخرين من أبناء جيله، «فقدمنا أجمل الأعمال في المسرح منذ إنشاء الفرق المسرحية الأربع»، داعياً وزارة الإعلام إلى ضرورة إعادة إدارة التنسيق التي كانت تعمل في الماضي، لغرض التطوير وضبط زمام الحركة الفنية.
«حق شنو التأمين؟»
أما الفنان الفنان طارق العلي، فقال: «كان لدينا المنتج المنفذ، والذي كانت وزارة الإعلام رقيباً عليه، وبعد ذلك قالت الوزارة لا نريد منتجاً منفذاً، والآن لو كان عندي عمل مصور وجاهز وأريد بيعه للوزارة يأخذون عليه تأميناً!… (حق شنو) التأمين؟».
وختم العلي «وزارة الإعلام اليوم لابد أن تكون لديها هيمنة على الجهات الرقابية، وإعادة المنتج المنفذ».
«تطوير لجنة النصوص»
من جهته، تحدّث الفنان خالد البريكي، قائلاً: «لابد من تطوير لجنة النصوص ووضع تصنيف للفنانين، وبما أننا اليوم في عصر المنصات، التي لها قواعد معينة وتعتمد على المواد والبرامج، فإن عصر الثلاثين حلقة انتهى، وقد تكون هناك أعمال ثلاثينية، ولكن يجب تقسيمها على ثلاثة مواسم أو سهرات، حتى نعطي فرصاً للشركات التي يملكها جيلنا، وأن نمسك دفة المنتج المنفذ بتكليف من الوزارة لنا كشركات إنتاجية، لأن العمل في النهاية سيكون لصالح وزارة الإعلام، كما أن التصنيف لكل فنان مهم، فلست ضد الشباب الجدد، لكن لابد من وجود تصنيف وزاري».
في جانب آخر، ألمح المسرحي أحمد فؤاد الشطي إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في انخفاض سقف الحرية، مؤكداً أنه في الماضي كان السقف عالياً، «ولا أتصور أن فناناً حقيقياً يطالب بخفض السقف».
وأردف قائلاً: «لو عادت بنا الأيام وقدمنا عملاً تلفزيونياً مثل (محكمة الفريج) وأعدنا دور (الكوافير الترف) لواجهتنا انتقادات واتهامات على ذلك العمل، وكذلك الحال في مسرحية (باي باي لندن) في دور مدعي المرض من أجل الحصول على العلاج في الخارج، وغيرها».
كما تحدّث المنتج عادل يحيى، بالقول: «أضع اللوم على إدارة التمثيليات، حيث إن أجمل الأعمال السابقة كانت تخرج من وزارة الإعلام وإدارة التمثيليات. فهذه الإدارة كانت تقدم كل ما هو جميل، ولكن بعد الغزو الغاشم انتهت، وأصبحت بلا أي معنى، وتحولت من قسم كبير إلى غرفة صغيرة».
وأخيراً تحدّث المخرج عيسى ذياب، قائلاً: «كي يراقب عليّ شخص ما، لابد وأن يكون متخصصاً في مجاله، والتخصص شيء مهم جداً للتطور».
وأكمل «شخصياً أنا ضد وجود المنتج المنفذ، ولكن لتكن الوزارة شريكة في الإنتاج».
«ابتعاث المبدعين»
لم يُخفِ الفنان عبدالرحمن العقل تطلعاته بانتشار الدراما الكويتية في كل مكان، متمنياً وضع فكرة جائزة للإخراج ومثلها للتمثيل والتأليف في نهاية كل موسم فني، «وهذا نوع من التحفيز، كما نأمل من الوزارة ابتعاث المبدعين في الإخراج والتمثيل إلى الخارج كي يتعلموا أكثر، ويأتوا لنا بفكر وتطور جديدين».
«تصنيف الأعمال»
قال الفنان يعقوب عبدالله: «نحن كفنانين لدينا مشاكل في الاختيار لناحية النصوص، إلى جانب حلّ المشاكل المتعلّقة بتصنيفات الأعمال لأنها سوف تحمينا، وتحدد وقت عرض العمل، فضلاً عن وجود إرشادات توعوية للعرض والعمر المناسب لمتابعته».