بكت «لغة الضاد» أمس حمزة الخياط، بعد 44 عاماً قضاها في تأليف قواعد اللغة العربية وتدريسها.
مدير ومؤسس مركزالإبداع اللغوي، ومؤلف «الموسوعة الإملائية للصغار»، المعلم القدير حمزة الخياط، رحل أمس بعد صراع طويل مع المرض، لكن قواعده النحوية التي غرسها في نفوس الأطفال باقية لا تموت، وستظل شاهدة على أول معلم في الخليج والوطن العربي، ابتكر فن التعلم عن طريق اللعب والتسلية والتشويق والمتعة العقلية.
الخياط الذي يعد من أعلام اللغة العربية في دولة الكويت والشرق الأوسط، لم تمنعه ظروفه الصحية من مواصلة الإبداع اللغوي، رغم الرعاش والضغط والسكر، فكان المربي الفاضل والمعلم القدير على مدى 44 عاماً خاضها في بحور التدريس والتأليف.
الموسوعة الإملائية
مؤلف الموسوعة الإملائية للصغار، التي تعد الأولى من نوعها في الوطن العربي، استغرق عاماً كاملاً في تأليفها، إيماناً منه رحمه الله بأهمية التصدي لظاهرة ضعف الكتابة، ومعالجة الأخطاء الاملائية، التي انتشرت اليوم في تغريدات المغردين، وحتى بين طلبة الجامعة.
وبطابع التشويق لحفظ اللغة العربية والوقوف بوجه المخاطر التي تهددها وأهمها الإنكليزي المعرب واللهجات العامية المكسرة، أصدر الراحل رحمه الله الموسوعة الاملائية للصغار في 7 أجزاء كاملة طبعت منها 100 ألف نسخة في العام 2018، بدعم مباشر من سمو رئيس مجلس الوزراء الأسبق الشيخ جابر المبارك لتوزع بالمجان على أبناء الكويت.
معالجة التعثر الدراسي
ساهمت الموسوعة الإملائية، التي ألفها الراحل في بناء الأطفال لغوياً، وتأسيسهم بشكل سليم، كما ساهمت في معالجة التعثر الدراسي في الإملاء لدى طلبة الصفوف من الثاني إلى الثامن، مؤكداً رحمه الله «أن الطفل الكويتي يحتاج إلى تعليم أفضل، مستنداً على الإثارة والتشويق والمتعة العقلية، بعيداً عن الإسلوب التقليدي».
دعامات القلب
في العام 2020، شارك المربي القدير في لجان تأليف المناهج في وزارة التربية، لكن سرعان ما أبعده مرض باركنسون «الشلل الرعاش» عنها مغادراً إلى اليابان، لبدء رحلة العلاج التي استنزفته 4 سنوات خلت.
ولم تحل الظروف الصحية للراحل، رحمه الله، في مواصلة إبداعه اللغوي، ولم تمنعه 3 دعامات في القلب من النبض في روضة التعليم، أو تغيير مفاصل الركبتين من الوقوف في حدائقها، فكان نِعم المعلم والمربي، طوال مسيرته الممتدة، على مدى 44 عاماً، مستغرقاً في ترميم مناهج اللغة العربية وتحديثها.
نعي الأسرة التربوية
ونعى وزير التربية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عادل العدواني، والأسرة التربوية، المغفور له بإذن الله تعالى المعلم والباحث اللغوي حمزة الخياط. وتقدموا بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد، الذي كان له باع طويل في العمل والعطاء والتطوير على الصعيد التربوي.
واستذكر العدواني ما قدمه الخياط، رحمه الله، من جهود صادقة وحثيثة خلال سنوات عمله في المجال التربوي والتعليمي، داعياً المولى عزّ وجل، أن يتغمده بالرحمة والمغفرة وجنات النعيم.
التغريدة المؤثرة
قبل مغادرته إلى اليابان لتلقي العلاج في فبراير 2020، ودع رحمه الله أحبابه وأصدقاءه ومركزه الذي أنشأه للإبداع اللغوي بتغريدة مؤثرة، قال فيها «إلى أحبابي في التويتر وانستغرام، أنا مسافر إلى اليابان لعلاج مرض باركنسون، الذي منعني من مواصلة أعمالي على أكمل وجه، وأصبحت شبه مشلول، فاعتذرت عن عدم المشاركة في لجنة تأليف كتب المرحلة الابتدائية، أرجو دعواتكم».
الموسوعة راجت خليجاً
أكد الخياط رحمه الله، أن الطلب على الموسوعة الإملائية للصغار والتي طبعها في 7 أجزاء كاملة، كان حتى من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث جاءوا للحصول على نسخ منها.
…وللأطفال السوريين
أهدى الراحل الخياط 1240 كرتونا من الموسوعة الإملائية، للأطفال السوريين الدارسين في الأردن.