مدونون: “إنزال” القسام الجديد أكبر ضربة لإسرائيل منذ بداية عدوانها

تفاعل رواد منصات التواصل مع إعلان كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تنفيذ عملية اختراق للسياج الفاصل مع إسرائيل.

وقالت كتائب القسام -في بيان مقتضب عبر حسابها على تلغرام- إنها في عملية إنزال خلف الخطوط، تمكن مجاهدوها من “اختراق السياج الزائل ومهاجمة مقر قيادة فرقة العدو العاملة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة”.

وما إن أعلنت القسام عملية الإنزال حتى بدأ رواد العالم الافتراضي بتناقل الخبر، وعادت إلى أذهانهم عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حين أطلقت كتائب القسام عملية طوفان الأقصى، ونشرت حينها مشاهد من عمليات الإنزال خلف الجدار الفاصل في غلاف غزة.

وقال أحد المغردين إن كتائب القسام، بعد نحو 9 أشهر من القتال، تمكن مقاتلوها من العبور مجددا نحو فلسطين المحتلة من شرق رفح، وهاجموا مقرا لقيادة الاحتلال الإسرائيلي.

 

ولفت الباحث سعيد زياد الانتباه إلى أن هذه العملية هي الثانية من نوعها، إذ تمت الأولى يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يعني في اليوم الثاني من بدء العملية البرية الإسرائيلية، وقد نفذتها كتائب القسام في منطقة موقع بيت حانون (إيريز) شمال معسكر جباليا.

وأضاف زياد -في تدوينه عبر حسابه على منصة إكس- أن العملية تمت عبر نفق، وهو “ما يسبب حرجا كبيرا لاستخبارات وقوات العدو العاملة في المنطقة، والتي لطالما استعرضت إنجازاتها بالقضاء على أنفاق الحدود الشرقية والشمالية”.

وأكد أحد الناشطين أن تبعات الاختراق الجديد هو خلق حالة من الرعب والخوف تستنزف “العدو” من خلال تكثيفه عملية الرصد والمراقبة، كما تمثل العملية اختراقا أمنيا وتفوقا استخباراتيا للمقاومة.

واعتبر مدونون أن هذه العملية “ضربة في قلب إستراتيجية العدو” في ما يخص المنطقة العازلة التي يفكر الاحتلال في أن تمثل حزام أمان لمستوطنات الغلاف، والتي يصفها بـ”المنطقة الميتة”، باعتبار أن السيطرة النارية عليها فائقة، ومن ثم فمن يدخلها يعتبر ميتا.

في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مصرع أحد جنوده و”مقتل 3 مسلحين فلسطينيين” خلال ما وصفه بأنه إحباط تسلل لخلية قرب السياج الحدودي بمنطقة كرم أبو سالم شرق رفح فجر اليوم.

وتعليقا على رواية جيش الاحتلال وسرديته للحدث، أشار أحد المغردين إلى أن الاحتلال لا يريد الاعتراف رسميا بأن المقاومين دخلوا عبر نفق إلى داخل الغلاف، لأنه أكد -منذ سنين حتى فترة قريبة- عدم وجود أنفاق خارقة للحدود، وهذا الأمر قد يسبب حالة من الهلع في صفوف المستوطنين في غلاف غزة وتدمير الثقة المتبقية بالجيش الإسرائيلي.

وكذّب آخرون الطريقة التي روت بها إسرائيل الخبر، مشيرين إلى أن إن تل أبيب قالت إن المقاومين كانوا في طريقهم للمستوطنات وهذا غير مقنع، لأن المقاومين هم من بدؤوا بإطلاق النار.

وسخر مغردون من إعلانات جيش الاحتلال وبياناته بشأن تدمير الأنفاق على الشريط الفاصل، وقالوا إنه بعد 244 يوما من الحرب المدمرة على غزة لمنع المقاومة من اختراق الحدود كانت كل جهود الاحتلال فاشلة، وبرهنت العملية الجديدة على أن اختراق الحدود مجرد قرار في يد المقاومة تتخذه متى تريد، وهذه أكبر ضربة لإسرائيل منذ بداية عدوانها على غزة.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قالت إن الجيش يتوقع أن تكتمل مهامه الرئيسية في رفح أواخر يونيو/حزيران الجاري، وأوضحت أن تلك المهام تشمل “تفكيك لواء حماس الأخير، وتدمير الأنفاق على امتداد محور فيلادلفيا (صلاح الدين) الحدودي مع مصر”.

 

المصدر: الجزيرة