مع اقتراب انطلاق “المؤتمر العالمي للجوال” بالدوحة ننشر الجلسة الحوارية مع جواد عباسي، رئيس رابطة (GSMA) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حول مؤتمر (MWC25) الدوحة والعوامل التي تُشكل المستقبل الرقمي في قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على نطاق أوسع:

- يُعد مؤتمر (MWC25) الدوحة أول مؤتمر عالمي من سلسلة مؤتمرات (MWC) يُعقد في المنطقة. لماذا اختيرت قطر؟ ولماذا اختيرت في هذا الوقت تحديدًا؟
لقد أمضت دولة قطر عقدها الماضي في تهيئة الظروف اللازمة لبناء اقتصاد رقمي عالمي المستوى. ولذلك دخلت الدولة باستثمارات كبيرة في البنية التحتية والمهارات الرقمية وبناء منظومة ابتكار قوية، الأمر الذي بدأ يحظى باهتمام دولي كبير.
ويتجلى ذلك بوضوح في رؤية قطر الوطنية 2030 الطموحة والأجندة الرقمية 2030، اللتين تضعان التكنولوجيا في صميم التخطيط والنمو على الأمد الطويل. ولذلك، تُعد دولة قطر خيارًا مثاليًا لمؤتمر (MWC25) الدوحة، إذ يُسهم في تحقيق الأهداف الإستراتيجية لدولة قطر في بناء اقتصاد رقمي قائم على المعرفة ومجتمع رقمي متقدّم ودعم منظومة الابتكار والتقدم التقني محليًا وإقليميًا.
ولكن الأهم من ذلك هو مسألة التوافق، فشريكنا الإستراتيجي في تنظيم هذا الحدث هو وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دولة قطر، التي توافقنا في قناعتنا بأن التعاون الرقمي من شأنه أن يسرّع عجلة النمو على مستوى القطاع والمجتمع.
وفي تعاوننا سويًا على مدى 5 أعوام، رأينا فرصة رائعة لإقامة حدث نافع للمنطقة، حدث يجمع القادة العالميين في الدوحة ليستكشفوا قوة التفاعل والاتصال بأحد أسرع أسواق التكنولوجيا نموًا في العالم. كما أننا ننتفع من موقع الدوحة الإستراتيجي، فهي تبعد بضع ساعات فقط عن معظم دول جنوب آسيا.
- لمن لا يعرف مؤتمر (MWC)، ما الذي يميّز مؤتمر (MWC) الدوحة عن غيره من الفعاليات الرقمية العالمية؟
يُعد مؤتمر (MWC) الحدث الوحيد الذي يجمع الرؤساء التنفيذيين والمؤسِّسين وصُنّاع السياسات والشركات الناشئة من جميع أنحاء العالم في مكان واحد، حيث يناقشون التحديات نفسها من وجهات نظر مختلفة. إنه منصة للحوار المفتوح الذي يولّد نتائج عملية نافعة. ففي مؤتمر (MWC)، تُعقد الصفقات وتؤسس الشراكات وتُحل المشكلات وتُطور المشاريع.
ويتبع مؤتمر (MWC) الدوحة النهج ذاته، إذ يجمع بين الرؤية الإقليمية والعالمية. وسيتمتع الحضور بتجربة متكاملة أثناء الحدث، بما في ذلك المعرض المليء بالأنشطة، والبرنامج الرئيسي للمؤتمر والمحاضرات، بالإضافة لبرنامج GSMA الوزاري، ومنصة 4YFN، منصتنا العالمية للشركات الناشئة. كما نرحب بانضمام مؤتمر إكسبوالدوحة للمدن الذكية، مما يمنح الحدث تركيزًا فريدًا على الابتكار الحضري والبنية التحتية المهيأة للمستقبل.
هدفنا بسيط، فنحن نريد لمؤتمر (MWC) الدوحة أن يصبح نقطة التقاء رئيسية للمنظومة الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعلامة فارقة في أجندة الفعاليات العالمية.
- بعيدًا عن المزايا الجغرافية، ما مدى أهمية هذه النسخة من المؤتمر للمنطقة؟
يتزامن توقيت وصولنا إلى الدوحة مع لحظة محورية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ يتسارع التحول الرقمي في جميع أنحاء المنطقة. فالحكومات تنسق لإستراتيجيات طويلة الأمد لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وشبكات الجيل الخامس، وتقنيات الحوسبة السحابية، والأمن السيبراني والمدن الذكية. ويمكننا أن نرى زخم هذا التحول بالفعل، فالمؤسسات تستثمر في أحدث التقنيات، وتصل المعدلات العالمية إلى أعلاها فيما يتعلق بتبني الذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس الخاصة والحوسبة السحابية.
ويعكس مؤتمر MWC الدوحة هذا التحول، فهو يوفّر منصة تجمع صُنّاع السياسات والمبتكرين وقادة القطاع تحت سقف واحد لمشاركة الإنجازات وتقديم الأفكار الجديدة. كما أنها المرة الأولى التي سيرى فيها العديد من الحضور العالمي حجم التحول الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل مباشر.
- تعمل رابطة (GSMA) بشكل وثيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دولة قطر. فما مدى أهمية هذا التعاون؟
هذا التعاون ضروري للغاية، فلقد أثبتت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دولة قطر التزامها منذ اليوم الأول. وقد ساهم دعمهم في ضمان توافق الحدث مع الأولويات الوطنية، وخلق قيمة يتجاوز مداها أيام المؤتمر في الدوحة. تتمتّع دولة قطر برؤية واضحة طويلة الأمد حينما يتعلق الأمر بالتحول الرقمي، وترى الدولة أن مؤتمر (MWC) الدوحة والنسخ المستقبلية منه جزءًا لا يتجزأ من رحلتها.
وتُعدّ الشراكات المحلية القوية جوهر كل نسخة ناجحة من مؤتمرات (MWC)، وذلك بغض النظر عن الموقع. أما في الدوحة، فيساعدنا هذا التعاون على بناء حدث يعكس طموحات المنطقة، مع إشراك مجتمع (GSMA) العالمي في الحوار. إنها شراكة قائمة على هدف مشترك وإيمان بدور التكنولوجيا في تشكيل فرص اقتصادية.
- ماذا يمكن للحضور أن يتوقع على جدول أعمال هذا العام؟
يتألف جدول أعمال مؤتمر (MWC) الدوحة من 3 محاور رئيسية تستهدف أولويات المنطقة، وهي: دور الذكاء الاصطناعي كمحرك للتطوير، الصناعات المترابطة والاقتصادات الذكية. وتتمثّل هذه المحاور في كلمات رئيسية وجلسات نقاشية ونقاشات مفتوحة.
وتستكشف تلك الجلسات كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل الأعمال والمجتمع، وكيف تستخدم الصناعات الاتصالات المتقدمة للتطور والتحديث، وكيف تخطط الحكومات للتطور الرقمي الطويل الأمد.
ونتوقع أن نرحب بأكثر من مئتي متحدّث من مختلف قطاعات التكنولوجيا والسياسات والأوساط الأكاديمية والصناعة. ويتميز هذا المزيج بطابعه العالمي، بتمثيل قوي من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتتمثل أهمية هذا التنوع في أنه يظهر لنا كيفية مساهمة وجهات النظر الإقليمية في تشكيل الأجندة الرقمية العالمية.
- تُعدّ الشركات الناشئة قوة متنامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كيف تتمثل مشاركتها في مؤتمر MWC الدوحة؟
يشهد هذا العام ظهور منصة 4YFN لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتجمع المنصة ما يقرب من مئة شركة ناشئة عالمية وإقليمية، بمشاركة قوية من الشركات القطرية التي تحتضنها وتدعمها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
كما نعمل مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومبادرة (Mobile for Development) (M4D) التابعة لرابطة (GSMA)، وذلك لاستقطاب الشركات الناشئة من الأسواق الناشئة، مما يخلق بيئة متنوعة تُتيح للمؤسِّسين والمستثمرين التواصل الهادف. ولطالما كانت منصة (4YFN) ساحة ديناميكية واعدة لتبلور الأفكار الجديدة، كما أن توسيع نطاقها إلى الدوحة من شأنه أن يزيد الفرص المتاحة لروّاد الأعمال في جميع أنحاء المنطقة.
- .أخيرا ما أشد ما يثير حماسك في هذا الحدث الافتتاحي؟
النسبة لي، فإن أكثر ما يثير حماستي هو مسألة الإمكانيات والاحتمالات المفتوحة، إذ تمثل الدوحة فصلًا جديدًا في سلسلة مؤتمرات (MWC)، ولكنها تعكس مدى التقدّم الذي أحرزته المنطقة في وقت قصير.
وهناك رغبة حقيقية في التعاون من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونحن نستشعر هذه الطاقة التي تحيط بالتحول الرقمي.
إن جلب منظومة الاتصال العالمية إلى الدوحة يتيح فرصةً لشراكاتٍ جديدة وأفكارٍ جديدة ووجهات نظرٍ جديدة. وهذا هو جوهر (MWC)، وأنا على ثقة بأن مؤتمر (MWC25) الدوحة سيجسّد هذه الروح بطريقة سيظل صداها يتردد لفترة طويلة بعد انتهاء الحدث.
المصدر: الجزيرة