إسرائيل وإيران: من هو رضا شاه بهلوي ولي عهد إيران السابق؟

جدد رضا بهلوي، نجل آخر ملوك إيران، دعوته لتغيير النظام الحاكم في طهران، مؤكداً أن الجمهورية الإسلامية باتت على وشك الانهيار. وفي بيان نشر على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، زعم بهلوي أن المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، “اختبأ في الملاجئ تحت الأرض” ولم يعد يظهر علنًا، ولم يعد يسيطر على البلاد.

ورضا بهلوي هو الابن الأكبر لمحمد رضا بهلوي، آخر شاه من سلالة بهلوي التي حكمت إيران لمدة 53 عاماً، وهو مؤسس وزعيم المجلس الوطني الإيراني، وهو جماعة معارضة في المنفى، ويشارك في حركة الديمقراطية الإيرانية، وبعدّ من أبرز منتقدي حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران.

وقد قضى بهلوي معظم حياته في المنفى بالولايات المتحدة. وعلى الرغم من أنه لا يسعى لإعادة النظام الملكي، إلا أنه يؤدي دوراً رمزياً داخل الجالية الإيرانية في الخارج، وينظر إليه من قبل بعض جماعات المعارضة كشخصية محتملة لقيادة المرحلة الانتقالية.

وُلد رضا بهلوي في العاصمة الإيرانية طهران في 31 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1960 وهو الابن الأكبر لمحمد رضا بهلوي، شاه إيران، والشهبانو فرح ديبا، وقد تم تعيينه رسميًا وليًا لعهد إيران عام 1967 أثناء تتويج والده. وفي عام 1971، شارك في مراسم إحياءً للذكرى 2500 لتأسيس الإمبراطورية الفارسية، وكان ولي العهد، البالغ من العمر حينها 10 أعوام، واقفًا إلى أقصى اليمين بجانب والديه.

وتدرّب على الطيران، وفي عام 1973، التُقطت له صورة كطالب في سلاح الجو الإمبراطوري الإيراني. وفي أغسطس/ آب من عام 1978، أُرسل إلى الولايات المتحدة لمواصلة تدريبه على الطيران العسكري في تكساس.

وفي عام 1979، شهدت إيران تحوّلاً سياسياً كبيراً أجبر الشاه على مغادرة البلاد في يناير/ كانون الثاني من ذلك العام بعد الاضطرابات التي أدت إلى عودة الزعيم الروحي الشيعي آية الله الخميني إلى إيران، بعد 14 عاما في المنفى، وإعلانه قيام جمهورية إسلامية.

وقد اصطحب الشاه عائلته إلى مصر، ثم المغرب، فجزر البهاما، والمكسيك، قبل أن يدخل الولايات المتحدة عام 1979 لتلقي العلاج من سرطان الغدد اللمفاوية.

وعندها، استولى متشددون إيرانيون على السفارة الأمريكية في طهران، واحتجزوا أكثر من 50 رهينة أمريكية، وطالبوا بتسليم الشاه.

وعندما تمت الإطاحة بوالده، كان رضا بهلوي في ولاية تكساس، يُكمل تدريبه في سلاح الجو في قاعدة ريس الجوية السابقة. فغادر بهلوي القاعدة في مارس/ آذار من عام 1979، قبل 4 أشهر من الموعد المقرر لمغادرته.

النشاط السياسي في المنفى

التحق رضا بهلوي بعائلته في المنفى في العاصمة المصرية القاهرة في مارس/ آذار من عام 1980، وكان والده، محمد رضا بهلوي، مريضًا جدًا، وعندما توفي الشاه في 27 يوليو/ تموز من عام 1980، أعلنت فرح بهلوي نفسها وصية على العرش. وفي عيد ميلاده العشرين، في 31 أكتوبر، أعلن رضا بهلوي نفسه ملكًا جديدًا لإيران، ولقّب نفسه بـ”رضا شاه الثاني”، وقال إنه الوريث الشرعي لعرش أسرة بهلوي.

وقد أعلنت الحكومة الأمريكية حينئذ أنها لا تدعمه، بل اعترفت بالحكومة الإيرانية الجديدة.

وفي في مارس/ آذارمن عام 1981، أصدر بهلوي، بمناسبة رأس السنة الفارسية، بيانا دعا فيه جميع معارضي الحكومة الإيرانية إلى الاتحاد، وأطلق دعوة لـ”مقاومة وطنية”.

وبعد أن عاش لعدة سنوات في مصر والمغرب، انتقل عام 1984 إلى إحدى ضواحي العاصمة الأمريكية واشنطن في ولاية ماريلاند، حيث لا يزال يعيش هناك مع زوجته وبناته الثلاث.

وقال بهلوي وفي أغسطس/ آب من عام 1981 إنه كان يخطط سرًا للإطاحة بالحكومة الإيرانية، مشيرا إلى أن: “الكثير من تحركاتنا لم تكن معروفة لكم، لكنني أؤكد لكم أن الخطوات اللازمة لإنقاذ إيران جارية”.

وفي عام 1986، أعلن بهلوي أنه شكّل حكومة في المنفى، هدفها إعادة النظام الملكي الدستوري إلى إيران.

ونشر رضا بهلوي في عام 2002 كتابًا بعنوان “رياح التغيير”، دعا فيه إلى تحرك شعبي سلمي يقود إلى نظام ديمقراطي، مع التأكيد على أهمية فصل الدين عن الدولة.

وقد تميزت مواقفه في ذلك الوقت بالابتعاد عن الدعوة الصريحة لعودة الحكم الملكي، مكتفيًا بوصف نفسه بأنه “إيراني مهتم بمستقبل وطنه”، في محاولة لجذب فئات أوسع من الشعب الإيراني الذي لا يزال يحمل ذكريات متباينة عن حقبة الشاه.

وفي فبراير/ شباط من عام 2011، اندلعت احتجاجات في إيران، وقال بهلوي إن الشباب الإيرانيين يسعون للتخلص من النظام الحالي، ويأملون في إقامة ديمقراطية، وصرح لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية بأن التغيير مطلوب في المنطقة، وكان يعتقد أن انتصار الديمقراطية في المنطقة مسألة وقت فقط.

وفي يونيو/ حزيران من عام 2018، صرح قائلاً: “أعتقد أن إيران يجب أن تكون ديمقراطية برلمانية علمانية، وعلى الشعب أن يقرر الشكل النهائي للدولة”. وفي ديسمبر/ كانون الأول من عام 2018، تحدث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ودعا إلى دعم غير عسكري للإيرانيين الذين يحاولون استبدال النظام الحالي بديمقراطية علمانية. وقال: “أنا مستعد لخدمة بلدي”.

وبرز مجددًا خلال الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت في أعقاب مقتل مهسا أميني في سبتمبر/ أيلول من عام 2022، إذ أجرى عشرات المقابلات الإعلامية، ودعا المجتمع الدولي إلى دعم الشعب الإيراني، بل وطلب صراحةً من الغرب التخلي عن سياسات المهادنة مع طهران.

وتوقع بهلوي سقوط الحكومة الحالية، وقال إن أحداثًا مثل ارتفاع أسعار الغذاء أثارت غضب الناس. ودعا أعضاء القوات المسلحة الإيرانية الذين يعارضون الحكومة إلى التحرك بطرق سلمية، وطالب بجبهة موحدة ضد النظام. وأضاف: “أنا لا أُملي عليهم ما يفعلونه، لست قائدًا سياسيًا”.

وفي فبراير/ شباط من عام 2023، تحدث بهلوي إلى صحيفة ديلي تلغراف البريطانية حيث طالب الحكومات البريطانية والأوروبية بحظر الحرس الثوري الإيراني، معتبرًا أن ذلك سيضعف الحكومة الحالية. وقال أيضًا إن العديد من المعارضين الإيرانيين يريدون الآن إسقاط النظام بالكامل، وكرر أنه سيترك للشعب الإيراني القرار بشأن استعادة الملكية، ولن يترشح لأي منصب سياسي إذا سقطت الحكومة.

وفي 17 أبريل/ نيسان من عام 2023، زار رضا بهلوي وزوجته ياسمين إسرائيل، في محاولة لإعادة بناء العلاقات التاريخية بين إيران وإسرائيل حيث زار حائط المبكى ومتحف ياد فاشيم، كما التقى بالرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وقد برر بهلوي زيارته بأنها تهدف إلى بناء جسور مع الشعب اليهودي، خصوصًا الإيرانيين اليهود الذين غادروا بلادهم بعد الثورة، مؤكدًا أن إيران المستقبل ستكون حليفة لجميع دول المنطقة باستثناء “نظام الإرهاب”، حسب وصفه.

“على وشك الانهيار”

أهمل X مشاركة

هل تسمح بعرض المحتوى من X؟

تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع X. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع X وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”

تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية

نهاية X مشاركة

المحتوى غير متاح

X اطلع على المزيد فيبي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية.

وفي 17 يونيو/ حزيران الجاري، ووسط الحرب بين إسرائيل وإيران، أصدر رضا بهلوي بيانًا أعلن فيه أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية على وشك الانهيار”، مؤكدًا أن الانقسامات الداخلية والانشقاقات داخل النظام تدل على سقوط وشيك.

وأعرب عن ثقته بأن الشعب الإيراني، الذي قاوم القمع طويلًا، سيحقق حريته قريبًا، كما أكد أن هناك خططًا جاهزة لتحويل إيران إلى نظام ديمقراطي بمجرد سقوط النظام، وخاطب بهلوي القوات المسلحة والشرطة الإيرانية، داعيًا إياها إلى التخلي عن النظام والانضمام إلى حركة الشعب من أجل التغيير.

واعتبر أن الأزمات الاقتصادية والسياسية المتراكمة، إضافة إلى الضغط الدولي والعزلة المتزايدة، تجعل النظام في وضع هش وغير مستقر.

وكتب أيضا في حسابه على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” يقول إن “نهاية الجمهورية الإسلامية تعني نهاية حربها المستمرة منذ 46 عامًا ضد الأمة الإيرانية”. ودعا الإيرانيين إلى “الانتفاضة” و”استعادة إيران”، مشيرًا إلى ما يراه فرصة لانتقال سياسي.

وفي تصريحات حصرية لبي بي سي قال بهلوي إن الجمهورية الإسلامية أصبحت في أضعف وضع لها بعد الهجمات الإسرائيلية، وإن هذه “فرصة غير مسبوقة للإطاحة بالنظام”.

 

المصدر: BBC