شهدت الدائرة الثانية خلال الساعات الأولى للتصويت حضوراً جيدا للناخبين في مختلف اللجان الانتخابية، ولم يمنعهم الصيام من التصويت والمشاركة في اختيار المرشح الأصلح والأكفأ، فيما تراجع حضور العنصر النسائي قليلاً، وقد وصفه بعض المستشارين بـ«المتوقع» خلال شهر رمضان المبارك.
وتدريجياً بدأت حركة الناخبين تزداد بعد الواحدة ظهراً لكنها لم ترتق إلى الطموح أيضاً، إلا أنها لقيت قبولاً من قبل مناديب المرشحين بعد ذلك، حيث بدأت الصناديق تنتعش قليلاً لكنها افتقدت إلى الأصوات النسائية التي لم تكن بقوتها كما في كل انتخابات برلمانية.
أعداد الناخبين
وفيما تضم الدائرة الثانية 95.302 ناخب وناخبة موزعين على 91 لجنة فرعية وأصلية، استقبلت مراكز الاقتراع فيها، أمس، جميع فئات الكويت بدوها وحضرها وشيعتها وسنتها فكانت الدائرة بأكملها «حاضنة للطوائف» ونموذجاً لتوحيد الصف الكويتي في عرس الكويت الديموقراطي.والدائرة الثانية تضم 48 ألف صوت نسائي من إجمالي عدد الأصوات البالغة 95.302 صوت، وهو رقم صعب في العملية الإنتخابية كفيل بتغيير التوقعات وقلب النتائج، حيث تركز الثقل الأكبر للناخبين والناخبات في مناطق جابر الأحمد والصليبيخات والدوحة بأعداد تراوحت بين 7544 إلى 10527 ناخباً وناخبة في هذه المناطق، مقارنة بالمناطق الأخرى التي لم تتجاوز أعداد ناخبيها 4774 ناخباً فقط في مناطق الشامية وضاحية عبد الله السالم والقادسية والمنصورية والفيحاء والنزهة.
آمال كبرى للناخبين بالاستقرار والتنمية
في انتخابات مجلس الأمة 2024، يطمح الناخب الكويتي إلى ضمان الاستقرار، وتوفير البيئة الخصبة للتعايش، ونبذ الشقاق والفئوية التي تعشعش في بعض وسائل التواصل الاجتماعي، كما يطمح إلى تحقيق التنمية بجميع مجالاتها، للخروج من حالة اليأس التي خيمت على كل شيء.
ولأن التجربة الانتخابية في الكويت مرآة تعكس طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم منذ عشرات السنين، أكد عدد من الناخبين لـ«الراي» حرصهم على المشاركة والتصويت في الانتخابات مهما كانت المخرجات السابقة فهذا واجب وطني من أجل مستقبل أفضل للكويت ولأجيالها.
وتمنى بعض الناخبين إرساء قواعد القانون على الجميع والقضاء على الواسطة وإشاعة روح التسامح بين جميع المكونات، مؤكدين أهمية التغيير وطي صفحة الماضي لتحقيق النماء والازدهار على كافة الأصعدة.كما شددوا على أهمية تحريك عجلة التوظيف وتوفير فرص العمل المناسبة للأبناء، والتقليل من الأعداد الكبيرة لدى ديوان الخدمة المدنية والمسجلين بنظام التوظيف المركزي منذ فترة، مؤكدين أن كثيراً من الطلبة العائدين من الدراسة في الخارج بشهادات عليا لا يجدون وظائف الأمر الذي يستوجب إيجاد آلية مناسبة تراعي المخرجات التعليمية وفقاً لسوق العمل للقضاء على البطالة المقنعة والتكدس الوظيفي القائم في كثير من الجهات الحكومية مع تنويع مصادر الدخل أسوة بالدول المحيطة التي سبقتنا في هذا المجال.
عمل تطوعي
رغم الصيام، انتشرت الفرق التطوعية في جميع الدوائر الانتخابية وقد ضمت نخبة من أبناء وبنات الكويت الذين ارتدوا قمصانهم البيضاء وتواجدوا قبل فتح مراكز الاقتراع لمساعدة كبار السن وتقديم الخدمات الأساسية، والمشاركة في إنجاح هذا العُرس الديموقراطي.
فرق طبية
شهدت مراكز الاقتراع حضوراً كبيراً لوزارة الصحة تمثل في توفير سيارة إسعاف وكادر طبي في كل مدرسة لمواجهة الحالات العرضية التي عادة ما تنشأ بسبب زحمة الطوابير والإرهاق الملازم لبعض كبار السن لا سيما خلال شهر رمضان المبارك.
جهود «الداخلية»
نجحت وزارة الداخلية في إدارة المشهد الانتخابي، وتنظيم دخول وخروج الناخبين إلى مراكز الاقتراع بكل هدوء، فيما عمل أفرادها على إرشاد المواطنين إلى اللجان المخصصة لهم للتصويت وفق الحروف الأبجدية، مع توفير المساعدة لكل من يحتاج إليها من كبار السن.